إجراءات فيروس كورونا الاحتياطية تؤثر على حياة رواد الفضاء المخطط إرسالهم إلى محطة الفضاء الدولية

محطة الفضاء الدولية. حقوق الصورة: NASA



"إنها تجربة لم نعشها سابقاً قط."

يتابع رائد الفضاء كريس كاسيدي
Chris Cassidy التابع لوكالة ناسا استعداداته من أجل رحلته إلى محطة الفضاء الدولية حيث سيقضي ستة أشهر، ورغم خضوع كاسيدي للحجر الصحي الخاص السابق الرحلة في منشأة ستارستي الآمنة بالقرب من موسكو، فما يزال لفايروز كورونا المستجد تأثيرٌ كبيرٌ على هذه المهمة القادمة.

ومن المقرر أن ينطلق كاسيدي إلى الفضاء من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان في التاسع من نيسان القادم، وسيرافقه رائدا الفضاء الروسيين أناتولي إيفانيشين
Anatoly Ivanishin وإيفان فاجنر Ivan Vagner في مركبة سويوزMS-16 حيث سيقضي الطاقم قرابة ستة أشهرٍ في الفضاء.

وكان كاسيدي قد أصبح الإنسان رقم 500 الذي يسافر إلى الفضاء بعد رحلته الأولى إلى المحطة عام 2009، ثم سافر إلى المحطة مرة أخرى عام 2013، وقد أكمل حتى هذه اللحظة ست مهمات سيرٍ فضائية
spacewalk ، لذا فهو بالتأكيد ليس رائد فضاءٍ مبتدئاً، لكنه أوضح في إحدى مقابلاته التلفزيونية أنّ هناك الكثير من الأمور الجديدة هذه المرة بسبب فيروس كورونا الذي اجتاح العالم.
وتحدث كاسيدي في مقابلة مع مارسيا دنمن
Marcia Dunn من وكالة أسوشييتد بريس الإخبارية حول شعوره إزاء الابتعاد عن الأرض في ظلّ هذه الأزمة فقال: "لا تشبه هذه أي تجربة مر بها جيلنا"، وتابع مقارناً بين هذه الأوقات والأحداث التاريخية السابقة فقال: "هذه الأحداث مهمة بنفس درجة أهمية حادثة مقتل الرئيس كينيدي، والهبوط على القمر، ستكون لي قصتي الملهمة التي سأرويها في السنوات القادمة."

واستفاض كاسيدي في الشرح في مقابلة مع بيل هاروود
Bill Harwood من قناة CBS فقال: "لو أنك سألتني قبل ثمانية أشهر، لأخبرتك أنّني سأكون في الحجر لأسبوعٍ أو أسبوعين كالعادة، لكن الوضع مختلفٌ الآن، نعم أنا في الحجر الصحي، ولكن الأمر ينطبق أيضاً على جميع الناس من حولنا."

وأضاف: "ربما كان التأثير الأكبر للفيروس هو في الأسبوع الماضي، ففي الحجر الصحي الطبيعي، سيكون بإمكاني الذهاب لبعض المطاعم والابتعاد بحذر عن المنطقة المجاورة لمنشأة ستارستي، لكن ليس هذه المرة، بل علينا البقاء منعزلين في غرفنا وألا نغادرها إلا إلى الأماكن الأساسية للحصول على الطعام."

إحدى التغييرات الهامة في إجراءات ما قبل الرحلة هي عدم قدرة رواد الفضاء على إحضار عائلاتهم أو أي ضيوف لمشاهدة الإطلاق، حيث يقول كاسيدي لهاروود: "لن يكون لي أي ضيوف في قاعدة بايكونور الفضائية"، وكان قد تمكن فقط من اصطحاب زوجته جولي إلى ستارستي أثناء تجهيزه للرحلة، وحول ذلك علق قائلاً: "كنت محظوظاً جداً بحصولي على هذه الفرصة"، وأضاف: "كان الأمر سيكون محزناً لو لم نتمكن من قضاء الوقت معاً هذا الشهر، ثم لو لم تتمكن زوجتي من الذهاب إلى بايكونور، كان يوما الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من شهر شباط سيشكلان الوداع بالنسبة لنا، إنني محظوظٌ جداً لأننا بقينا معاً هذا الشهر."

سيتبين لنا إن كانت الأمور ستتغير مع مرور الوقت، لكن على رواد الفضاء البقاء آمنين قدر الإمكان للتاكد من صحتهم قبل رحلاتهم الفضائية، وحول ذلك يقول كاسيدي لهاروود: "بالطبع، يمكن أن تحدث الكثير من الأمور حتى التاسع من نيسان، لكني حريص ومتيقظ جداً للحفاظ على صحةٍ جيدة قبل الذهاب إلى محطة الفضاء الدولية."


 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات