يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
خلال شهر الفخر، يستمر إرث رائدة الفضاء العظيمة سالي رايد بإلهام الكثيرين

صورة لرائدة الفضاء سالي رايد على متن مكوك الفضاء تشالنجر. أصبحت رائدة الفضاء سالي رايد أول امرأة أمريكية تسافر إلى الفضاء في 18 يونيو/حزيران 1983.حقوق الصورة: ناسا


 

سالي رايد Sally Ride، عالمة الفيزياء وأول امرأةٍ أمريكية تسافر إلى الفضاء، قبل 37 عاماً في 18 يونيو/حزيران عام 1983. ألهمت رايد عدداً لا يحصى من الناس، إذ عاشت حياةً كرستها للعلم والتعليم.

 

على الرغم من أنها "أعلنت" عن كونها من مجتمع الميم في تقرير وفاتها، المكتوب من قبل تام أوشوغنيسي Tam O'Shaughnessy ، شريكتها لمدة 27 عاماً، تُعتبر رايد أولى رواد الفضاء المعروفين من مجتمع الميم. اليوم، يستمر إرث رايد وقصة حياتها بإلهام الكثيرين، حيث إنها قدمت مثالاً رائداً، لتقهر ما كان يبدو مستحيلاً حقاً في الماضي.

 

بشكلٍ غير مفاجئ، واجهت رايد عدداً من العوائق طوال حياتها المهنية، بما في ذلك أسئلة الإعلام المهينة والمتحيزة ضد جنسها مثل "ما إذا كنت قد بكيت عندما حدث خلل في جهاز المحاكاة". وذلك وفقاً لما قالت رايد للصحفية غلوريا ستاينم Gloria Steinem في عام 1983.

 

رائد الفضاء سالي رايد في مركز التواصل بالمهمات أثناء محاكاة مهمة STS-2. (حقوق الصورة: ناسا)
رائد الفضاء سالي رايد في مركز التواصل بالمهمات أثناء محاكاة مهمة STS-2. (حقوق الصورة: ناسا)

 

عندما تم اختيار رايد لتصبح رائدة فضاء، كانت تلك المرة الأولى التي سمحت فيها ناسا للنساء بالتقدم. قالت أوشوغنيسي لموقع Space.com: "بينما كانت بلادنا تحاول تحسين حقوق المرأة" من خلال إتاحة المجال لرائدات الفضاء أخيراً، لم يكن العالم جاهزاً بعد، في إشارةٍ إلى ميولها الجنسية الخفية.

 

تحدثت أوشوغنيسي بصراحة مع موقع Space.com عن العقبات التي واجهتها رايد، مشيرةً إلى أنّ رايد "لم ترغب في إيذاء وكالة ناسا" بالإعلان عن ميولها. لكن تحديات رايد مع طبيعتها الجنسية لم تقتصر على حياتها المهنية. قالت أوشوغنيسي أنّ رايد عانت داخلياً لقبول طبيعتها الجنسية. قالت أوشوغنيسي: "عندما كانت سالي في ناسا، كانت امرأةً صغيرةً لا تزال تفكر في نفسها، وكانت متزوجةً من ستيف هاولي Steve Hawley، زميلها من طاقم رواد الفضاء."


سالي رايد وتام أوشوغنيسي أثناء قضائهما عطلةً في أستراليا.  (حقوق الصورة: Courtesy of Tam O’Shaughnessy)
سالي رايد وتام أوشوغنيسي أثناء قضائهما عطلةً في أستراليا. (حقوق الصورة: Courtesy of Tam O’Shaughnessy)

 

في أيام رايد الأخيرة، بينما كانت تكافح سرطان البنكرياس، تركت قرار إعلان ميولها الجنسي لأوشوغنيسي. قالت أوشوغنيسي أنّ قرار الكشف عن علاقتهما الرومانسية بعد وفاة رايد كان صعباً بالنسبة لها، إلا أنها قالت أنّ القيام بذلك "كان مذهلاً ... كان كتحريرٍ لها."

 

في عام 2013، بعد وفاة رايد عام 2012، قرر الرئيس باراك أوباما Barack Obama منحها وسام الحرية الرئاسي. طلب من أوشوغنيسي قبول الميدالية نيابةً عن رايد باعتبارها شريكة حياتها، وهو أمرٌ كان "مفاجئاً" بالنسبة لها على حد قولها. وأضافت أنّ الاعتراف بعلاقتهما كان "إعلاناً وطنياً بالنسبة لي، وبالنسبة لرايد أيضاً." قالت أوشوغنيسي أنها تمنت لو كانت رايد معها.

 

سالي رايد وتام أوشوغنيسي، اللتان استمرت علاقتهما لمدة 27 عاماً حتى وفاة سالي عام 2012. (حقوق الصورة الصورة: Vicki Fletcher courtesy of Tam O’Shaughnessy)
سالي رايد وتام أوشوغنيسي، اللتان استمرت علاقتهما لمدة 27 عاماً حتى وفاة سالي عام 2012. (حقوق الصورة الصورة: Vicki Fletcher courtesy of Tam O’Shaughnessy)

 

اليوم، يمتد تأثير انجازات رايد إلى ما هو أبعد من عملها في الفضاء. في عام 2001، أسست رايد شركة "سالي رايد للعلم" إلى جانب أوشوغنيسي ومجموعةٍ صغيرة من زملائهما. تعمل الشركة، التي هي الآن منظمةٌ غير ربحية، على تعزيز العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والمعرفة والتنوع في هذه المجالات. قالت أوشوغنيسي: "كان الجزء الأكبر من حياة رايد مخصصاً لتوفير تعليمٍ عادلٍ وممتاز في هذه المجالات". تواصل المنظمة إلهام الشباب والشابات من جميع الخلفيات.

 

كما وصفتها أوشوغنيسي، كانت رايد شخصاً داعماً في حياتها الشخصية والمهنية. دعمت كل النساء اللاتي سارت على خطاها في ناسا، فقد "أرشدتهن وأشركتهن في صنع القرار."

 

قالت أوشوغنيسي: "لقد كانت صادقةً مع نفسها، اتبعت قلبها، وعملت بجد."

 

تام أوشوغنيسي وسالي رايد في أستراليا، أثناء علاقتهما التي استمرت لفترةٍ طويلة، إذ تعرفتا على بعضهما وأصبحتا صديقتان مقربتان منذ أن لعبتا التنس معاً في الصغر. (حقوق الصورة: Courtesy of Tam O’Shaughnessy)
تام أوشوغنيسي وسالي رايد في أستراليا، أثناء علاقتهما التي استمرت لفترةٍ طويلة، إذ تعرفتا على بعضهما وأصبحتا صديقتان مقربتان منذ أن لعبتا التنس معاً في الصغر. (حقوق الصورة: Courtesy of Tam O’Shaughnessy)

 

بالإضافة إلى تأسيس منظمة سالي رايد للعلم، لتحفيز الشباب والشابات على الخوص في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، تستمر رايد، حتى بعد وفاتها، في إلهام العديد من الناس.

 

ناقشت أوشوغنيسي الحقيقة المؤسفة بأن هناك عدداً قليلاً جداً من النساء والأشخاص الملونين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وأنّ أولئك العاملين في هذه المجالات لا يزالون يواجهون المضايقة والإحباط. مع ذلك، بالنسبة للكثيرين، كانت رايد نموذجاً يُقتدى به لتحقيق الإنجازات والأحلام.

 

قالت سارة ماكبرايد Sarah McB، سكرتيرة الصحافة الوطنية لحملة حقوق الإنسان، لموقع Space.com: "أظهر رايد للعالم أنّ أفراد مجتمع الميم يمكن أن يصبحوا رواد فضاء، وأننا يمكن أن نكون جزءاً من كل مجالٍ أو صناعة، وأنه يمكننا تحقيق إنجازاتٍ رائعة في تلك الوظائف."

 

قالت ماكبرايد أنه مع مشاركة المزيد من الأشخاص من خلفيات متنوعة، فإنّ الشباب والشابات "سيعيشون حقيقتهم وسيحلمون بأحلامٍ كبيرة في نفس الوقت."

 

اليوم، يختلف مجتمعنا بشكل كبيٍر عما كان عليه عندما أصبحت رايد رائدة فضاء. كانت ستندهش بمدى تقدمنا.

 

عندما سُئلت عن مستقبل رواد الفضاء من مجتمع الميم، أجابت أوشوغنيسي: "إنها مسألة وقتٍ فقط." أشارت أوشوغنيسي إلى أنّ التغيير، وخاصةً التغييرات الاجتماعية الكبيرة مثل التقدم في الحقوق المدنية وحقوق المرأة، يحدث ببطء، وأضافت أنّ "مجتمعنا أصبح أكثر تسامحاً" وأنّ "النسبة المئوية للأشخاص الذين يتمتعون بطبيعةٍ مختلفة ستزداد" نتيجة لزيادة تقبل المجتمع.

 

قالت أوشوغنيسي عن شريكة حياتها الراحلة، "ما زلنا بحاجة إلى قدوة"، ولا تزال سالي رايد من بين الأفضل في ذلك.

 

سالي رايد على متن مكوك الفضاء تشالنجر خلال مهمة STS-7، في 24 يونيو/حزيران 1983. حقوق الصورة: ناسا
سالي رايد على متن مكوك الفضاء تشالنجر خلال مهمة STS-7، في 24 يونيو/حزيران 1983. حقوق الصورة: ناسا

 

سالي رايد، وهي تراقب لوحات التحكم من كرسي الطيار على متن مهمة STS-7. حقوق الصورة: ناسا
سالي رايد، وهي تراقب لوحات التحكم من كرسي الطيار على متن مهمة STS-7. حقوق الصورة: ناسا

 

سالي رايد مع طاقم مهمة STS-7. من الخلف، من اليسار إلى اليمين: القائد روبرت إل. كريبن، طيار المكوك فريدريك هاوك، وأخصائي المهمة جون إم. فابيان. في المقدمة: أخصائية المهمة سالي رايد وأخصائي المهمة نورمان ثاجارد. حقوق الصورة: ناسا
سالي رايد مع طاقم مهمة STS-7. من الخلف، من اليسار إلى اليمين: القائد روبرت إل. كريبن، طيار المكوك فريدريك هاوك، وأخصائي المهمة جون إم. فابيان. في المقدمة: أخصائية المهمة سالي رايد وأخصائي المهمة نورمان ثاجارد. حقوق الصورة: ناسا

 

سالي رايد في قمرة قيادة طائرة T-38 استعداداً للمغادرة إلى مركز كينيدي للفضاء قبل مهمة STS-41G. حقوق الصورة: ناسا
سالي رايد في قمرة قيادة طائرة T-38 استعداداً للمغادرة إلى مركز كينيدي للفضاء قبل مهمة STS-41G. حقوق الصورة: ناسا

 

سالي رايد (يسار) أثناء مشاركتها في اختبار تسلسل المهمة استعداداً لمهمة STS-7، في مرفق المعالجة الرأسية التابع لمركز كينيدي للفضاء، في 5 مايو/أيار 1983. حقوق الصورة: ناسا
سالي رايد (يسار) أثناء مشاركتها في اختبار تسلسل المهمة استعداداً لمهمة STS-7، في مرفق المعالجة الرأسية التابع لمركز كينيدي للفضاء، في 5 مايو/أيار 1983. حقوق الصورة: ناسا


 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات