مرض رئوي غامض يصيب أطباء الأسنان في فيرجينيا

مرضٌ رئويٌّ غامضٌ يصيب أطبّاء أسنان فيرجينيا وفقاً لتقريرٍ جديد!


حتّى الآن، حدّد مسؤولون صحيّون تسعةِ أطبّاء أسنانٍ أو عاملين في طبّ الأسنان مشخَّصين بالمرض المدعوّ بالتليُّف الرّئويّ مجهول السّبب Idiopathic pulmonary fibrosis، كلّهم عُولِجُوا في العيادة التّخصصيّة ذاتها في فيرجينيا، أظهر تقريرٌ من مراكز مراقبة ووقاية الأمراض The Centers for Disease Control and Prevention (CDC)، أنّ المرض قاتلٌ في أغلب الحالات، وأنّ سبعاً من أصل تسع حالاتٍ قد ماتوا.

إجمالياً، شكّل أطبّاء الأسنان 1% من حالات التليّف الرّئويّ المشاهدة سريرياً، ولكنّه يبقى معدّلاً عالياً بشكلٍ مدهشٍ كونه أعلى بـ 23 مرة من المتوقّع؛ بناءً على عدد أطبّاء الأسنان في الولايات المتّحدة، وسبب المرض ليس واضحاً بعد. على أيّ حالٍ، يتتبّع المسؤولون الصّحيون بعض الأدلّة، حيث قال الباحثون: "من الممكن على سبيل المثال أنّ أطباء الأسنان تعرّضوا لشيٍ ما أثناء عملهم يمكن أن يزيد من خطر إصابتهم بالمرض".

التليّف الرّئويّ مجهول السبب هو مرضٌ مترقِّ يحدث عندما تصبح الأنسجة الرئوية ثخينةً ومتصلّبة، أو متندّبة وفقاً لمؤسسة القلب والرّئة والدّم الوطنيَّة، يمنع هذا التندّب الرئتين من العمل بصورةٍ صحيحة.

لا يعلم الأطبّاء سبب المرض (تعني كلمة Idiopathic حسب التّعريف: الظهور بشكلٍ عفوي أو من حالةٍ غامضةٍ أو غير معروفةٍ، وفقاً لقاموس Merriam-Webster) ولا يوجد علاج لهذه الحالة، وتقول الـ CDC: "يعيش الناس المصابون بالمرض في حالاتٍ عديدةٍ نحو 3 إلى 5 سنين فقط بعد التّشخيص". مع أنَّ المرض قد رُبِط بمهنٍ محدّدة تتضمّن التعرّض للغبار، وبُرادة الخشب، وبرادة المعدن؛ فإنّ التقرير الجديد يشير إلى المرّة الأولى التي وجد فيها الباحثون صلةً بين الإصابة بالمرض والعمل في مجال طبّ الأسنان.

ظهرت مجموعة الحالات في البداية عندما ذهب طبيب أسنان في فيرجينيا ليُعالَج من التليّف الرّئويّ مجهول السبب، وأدرك أنّ أطبّاء أسنانٍ آخرون في منطقته عُولِجوا أيضاً في العيادة من أجل الحالة ذاتها.

تواصل طبيب الأسنان مع الـ CDC بشأن قلقه، مما دفع المسؤولين الصحيّين ليحدّدوا الحالات الثّماني الأخرى التي حدثت بين عام 2000 وعام 2015، كلّ المرضى كانوا رجالاً، أعمارهم بين 49 و 81 سنة، ثمانية منهم أطبّاء أسنان والتّاسع تقني سنّي.

من المريضَين الاثنين الذين لا يزالان على قيد الحياة، كان واحدٌ منهم فقط قادراً على مقابلة المسؤولين الصحيّين، أخبر الرجل الـ CDC أنّه كان خلال عمله كطبيب أسنان يقوم بتنظيف الأجهزة السّنيّة، وإجراء القالب (أخذ الطبعات) دون ارتداء قناعٍ، هذا يعني أنّه يمكن أن يكون قد تعرّض لجزيئات السّيليكا من الهواء، أو لمركّباتٍ أخرى قد يكون لها تأثيراتٍ سميّة على الجهاز التّنفّسي، وفقاً للتقرير.

ومع ذلك، وجد الباحثون فقط صِلةً بين العمل في طب الأسنان ومرض الرّئة هذا، ولا يستطيعون التّحديد بشكلٍ مؤكّدٍ إذا كان العمل قد سبّب المرض بالفعل أم لا، قد توجد عوامل أخرى مُشارِكة، على سبيل المثال، قال الرجل الذي أُجريَت معه المقابلة، أنّه كان يكنّس الشّوارع لثلاثة أشهرٍ قبل أن يدخل كليّة طبّ الأسنان، ما يكون أيضاً قد عرّضه للغبار.

ينصح الباحثون أن يرتدي العاملون في طبّ الأسنان أقنعةً تنفسيّةً عند القيام بمهامٍ قد تنتج عنها أخطار تنفسيّة، وعندما لا تكون منطقة العمل مُهوّاةً بشكلٍ جيّد. خَلُص التقرير إلى أنّه يجب القيام بالمزيد من العمل لفهمٍ أفضل لخطر مرض الرئة هذا عند العاملين في طبّ الأسنان من أجل تطوير خطط الوقاية من التعرّضات المحتملة المسبّبة للأذى.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات