تتطلع أمازون Amazon إلى مستقبل القيادة الذاتية من خلال شرائها لشركة زوكس Zoox

أعلنت أمازون يوم الجمعة (24 يونيو/حزيران) شراءها لشركة زوكس للتكنولوجيا ذاتية القيادة، التي تعمل على تطوير مركبة ذاتية القيادة لخدمة الرحلات التي سيطلبها الناس على هواتفهم.

لم يكشف مقر أمازون بسياتل عن المبلغ الذي سيدفعونه لشركة زوكس، والتي تأسست قبل ست سنوات في فوستر سيتي، كاليفورنيا. وقدّر محللون سعر الشراء بأكثر من مليار دولار.

وأفاد أحد عمالقة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت أن زوكس سوف تستمر في نشاطها التجاري منفصلة وسوف تواصل تطوير سيارتها ذاتية القيادة. وأفاد أيضاً جيف ويلك من أمازون، الذي يدير أعمال البيع بالتجزئة في الشركة: "نحن متحمسون لمساعدة فريق زوكس الموهوب لإحضار رؤيتهم للواقع في السنوات المقبلة".

يمكن لهذه الصفقة أن تنقل أمازون إلى الإسهام في نشاط اقتصادي جديد، كمجال نقل الناس من مكان إلى آخر. ولكن يعتقد بعض المحللين في مجال الصناعة أنّ هدف أمازون الأساسي يتمثّل في إعادة مركبات زوكس لأنشطتها الرئيسية، لا سيما مهام توصيل الطرود للمتسوقين.

وصرّح سام أبولسميد Sam Abuelsamid المحلل الرئيسي لـ Guidehouse Insights ومتابع لوتيرة تطور السيارات ذاتية القيادة: "أعتقد بأنه على المدى القريب ستكون أمازون أكثر اهتمامًا بجعل هذه المنصة موجهة لتعمل كبديل مكمل لأسطولها الحالي من عربات النقل".

وأقر أبولسميد أيضاً أنّ زوكس تملك نظام ذاتي التحكم جيد وأنها تخطط لنشر خدمة نقل الركاب تحت طلب الزبائن في العام المقبل. كما أنها تبني مركبتها الخاصة التي يمكنها التنقل في اتجاهين -يمكن أن يكون الأمام والخلف طرفين للعربة- مما يجعلها مثالية لعمليات التسليم و التوصيل في المناطق المدنية. ويرى بأنّ أمازون تعمل على تحويل المركبات الصغيرة إلى خزائن متنقلة من شأنها أن تتوقف عند مواقع التسليم ليتمكن الناس من استلام الطرود.

لم تجب أمازون بشكل مباشر على أية أسئلة بخصوص ما إذا كان تسليم الطرد بطريقة ذاتية مستقلة هو هدفها، لكنها قالت" أنّ زوكس ستواصل العمل على مهمتها على تحويل التنقل كخدمة من خلال تطوير مركبة ذاتية القيادة ومصممة لغرض معين."

وحذّرت الشركة من أن الاستخدام اواسع النطاق للسيارات ذاتية القيادة لا يزال على بعد سنوات وسيتطلب استثمارًا كبيرًا في مجال تتصاعد فيه المنافسة. تضع الصفقة شركة أمازون التي نمت بسرعة منذ بدايتها كبائع كتب عبر الإنترنت قبل 25 عامًا، في منافسة مع تقنية غوغل ذاتية القيادة التي تسمى وايمو Waymo، ووحدة المركبات ذاتية القيادة لشركة جنرال موتورز General Motors.

سيتناسب التسليم المستقل مع خطط أمازون لتقديم المزيد من خدمات التسليم بمفردها و التقليل من اعتمادها على UPS وخدمة البريد الأمريكية. في السنوات الأخيرة، استطاعت أمازون تطوير أسطولها من الطائرات، وبنت محاور فرز للطرود في المطارات وأطلقت برنامجًا يتيح للناس بدء الأنشطة القائمة على التوصيل في شاحنات مختومة بشعار أمازون.

من الممكن أن يصل الاستثمار لمبلغ 700 مليون دولار الذي وضعته أمازون في شركة ريفيان Rivian لبدء تشغيل السيارات الكهربائية في عام 2019. تملك ريفيان ( التي لها عمليات بضواحي ديترويت وكاليفورنيا ) عقد لإنشاء 100000 شاحنة توصيل كهربائية لأمازون. وأفاد سام أبولسميد إن الشركة لديها أيضا مصنع في نورمال، إيلينوي، بسعة إضافية يمكن استخدامها لبناء مركبات زوكس لأمازون.

وأكد أبولسميد أيضاً أن عملية الشراء التي قامت بها أمازون تغير المشهد في صناعة السيارات ذاتية القيادة ذلك كونه جلبت منافساً من العيار الكبير. وقال إنه يزيد الضغط على الشركات الصغرى التي تصنع مركبات توصيل.

إنّ اقتناء زوكس ليس أول غزو لأمازون في مجال المركبات ذاتية القيادة ،ففي أوائل عام 2019، انضمت إلى مستثمرين آخرين بحصة قدرها 530 مليون دولار في Aurora Innovation، إذ ركزت أورورا مؤخرًا على نظم القيادة الذاتية للشاحنات الثقيلة.

استخدمت أمازون تقنية ذاتية التحكم للحصول على طلبات المتسوقين، حيث تقوم الروبوتات ذاتية القيادة بتبديل المنتجات حول مستودعاتها، و بعد ذلك يقوم روبوت بحجم أكبر ومزوّد بست عجلات تسليم الطلبات في إحدى ضواحي سياتل. كما أنها تعمل أيضاً على الطائرات بدون طيار ذاتية التوجيه التي تقل السلع الصغيرة إلى منازل العملاء.

تأتي هذه الصفقة في وقت أثارت فيه قوة أمازون وغيرها من رواد التكنولوجيا مثل Google و Facebook و Apple تدقيقًا متزايدًا مع المشرعين الأمريكيين ومنظمي مكافحة الاحتكار. تصعب مثل هذه الصفقات السير الاقتصادي على الشركات الناشئة و التي بالكاد تستطيع مواصلة نشاطها الاقتصادي في ظل تبعات الأزمة الوبائية، حالة من الازدهار تخلق فرصًا أمام عمالقة الصناعة للقيام بصفقات استحواذ بأسعار منافسة.

تلقت زوكس المملوكة ملكية خاصة، 990 مليون دولار تمويلا من المستثمرين وفقًا لـ Crunchbase الذي يتابع الاستثمارات في الشركات الناشئة.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات