يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
أشقاء الانطوائيين يشاركون أشقاءهم صعوبة تمييز العواطف


يشارك المراهقون الذين لهم أشقاءٌ أو شقيقاتٌ يظهرون سلوكاً انطوائياً (معادياً للمجتمع-antisocial)، خللاً مماثلاً مع أشقائهم في تمييز عواطفهم، وذلك وفق دراسة حديثة من جامعة ساوثامبتون University of Southampton.

تشير نتائج الدراسة إلى أن صعوبة تمييز العواطف والتعامل معها، قد يكون عاملاً في زيادة فرصة إصابة الطفل باضطراب التصرف Conduct disorder، وهي حالة يتم تشخيصها عن طريق العنف المرضي والسلوك الانطوائي.

أظهرت الدراسات السابقة أن الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب التصرف، يجدون صعوبةً في التعرف على العواطف البادية على الوجه مثل الغضب، الخوف، والسعادة. لكن بحثاً جديداً نُشر اليوم في دورية psychological Medicine، يكشف أن أشقاء الأطفال المصابين باضطراب التصرف والذين لا يظهرون أي أعراض، يعانون مشاكل أيضاً في التعرف على عواطف محددة.

حيث أن إخوة المصابين باضطراب التصرف، معرضون لإظهار سلوكٍ انطوائيٍّ هم أيضاً، وتشير النتائج إلى أن صعوبة مماثلة في تمييز العواطف قد تكون عاملاً مشاركاً في زيادة هذه الاحتمالية. 

يقول دكتور جامعة ساوثامبتون غرايم فيرتشايلد Graeme Fairchild والذي قاد الدراسة: "يشكل الشباب المصابون باضطراب التصرف عبئاً أكبر على الخدمات القانونية والصحية والتعليمية، مقارنة بمن ينمو بشكل طبيعي من أقرانهم"، يكمل فيرتشايلد: "من الضروري أن نفهم العوامل الخفية التي قد تفسر كون السلوك الانطوائي متشاركاً بين أفراد العائلة".

يضيف فيرتشايلد "القدرة على تمييز العواطف أساسي لنجاح التفاعل الاجتماعي والتواصل غير الشفهي. وتشير اكتشافاتنا إلى أن صعوبة قراءة وتمييز عواطف الآخرين قد تكون عاملاً خطيراً في الإصابة باضطراب التصرف".

درس الباحثون تمييز العواطف البادية على الوجه عند 107 مراهق ومراهقة، قُسموا إلى ثلاث مجموعات: 39 معافون صحياً، و44 تم تشخيصهم باضطراب التصرف، و 24 أشقاء معافين لإخوة و أخوات مصابين باضطراب التصرف، ولم يسبق أن أظهروا سلوكاً انطوائياً.

واجه المراهقون المصابون باضطراب التصرف صعوبات في التعرف على عواطف الغضب، الخوف، السعادة، الحزن، والاندهاش، اتفاقاً مع نتائج الدراسات السابقة.
الأشقاء غير المعتلين اجتماعياً والذين لهم إخوة وأخوات مصابون باضطراب التصرف، واجهوا ضعفاً أيضاً في التعرف على الغضب، السعادة، والخوف مقارنةً بمجموعة المعافَين.

علق فيرتشايلد: "إذا كان الضعف في التعرف على العواطف الظاهرة على الوجه عاملاً محتملاً للإصابة باضطراب التصرف، فإننا نحتاج لبحث أعمق لمعرفة السبب وراء إصابة بعض اﻷقارب المتشاركين بالجينات والعوامل البيئية باضطراب التصرف، بينما يبقى البعض الآخر سليماً، مع عدم إبراز مشاكل مماثلة في تمييز العواطف".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات