كويكب آخر عبَر الأرض الأسبوع الماضي

تصوير فني يظهر عبور أحد الكويكبات بالقرب من الأرض. تمر هذه الكويكبات قرب الأرض بمختلف الأحجام والأشكال، ويُصنَّف الكويكب 2015 VY105 الذي عبر بتاريخ 14 و15 نوفمبر/تشرين الثاني ضمن الكويكبات الأصغر حجماً.

المصدر: ESA/P.Carril


شهدت الأرض يومي السبت والأحد 14 و15 نوفمبر/تشرين الثاني عبور أحد الكويكبات الصغيرة بالقرب منها، حيث كان أقرب إليها حتى من مدار الأقمار الصناعية المخصصة للرصد الجوي وبث القنوات التلفزيونية. اكتُشف هذا الكويكب يوم السبت 14 نوفمبر/تشرين الثاني، وبعد ساعات من ذلك وصل الكويكب إلى أقرب نقطة له إلى الأرض. 


اكتشفت هذه الصخرة الفضائية الصغيرة يوم السبت 14 نوفمبر/تشرين الثاني، وبعد عدة ساعات من رصدها عبرت الأرض بشكل قريب جداً. كان الكويكب الذي يحمل اسم 2015 VY105 يتحرك بسرعة تقدر بأكثر من 39 ألف ميل في الساعة (62 ألف كم/ساعة)، وذلك أثناء عبوره فوق المحيط الهادي بتاريخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في تمام الساعة 2:47 حسب التوقيت العالمي (4:47 بحسب التوقيت المعياري المركزي CST من يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني).

 

كان هذا الكويكب يبعد عن الأرض عند بلوغه أقرب نقطة له إليها مسافة تبلغ تقريباً 21 ألف ميل (34 ألف كم)، وهو بذلك أقرب إليها من الأقمار الصناعية المخصصة للرصد الجوي وبث القنوات التلفزيونية وغيرها من الاقمار الفضائية الثابتة التي تدور حول الأرض في مدار يبعد تقريباً عن سطحها مسافة تقدر بـ 36 ألف كيلومتر (22 ألف ميل).

كان مرصد كاتالينا في ولاية أريزونا المخصص لإجراء مسح شامل للسماء أول من رصد الكويكب 2015 VY105، وبعدها أعلن مركز الكواكب الصغيرة التابع لاتحاد الفلك الدولي عن اكتشافه. ووفقاً لمركز الكواكب الصغيرة، فإن هذا الكويكب هو من نوع أبوللو، وهو نوع من الكويكبات التي تدور في مدار الأرض أحياناً. يتراوح حجم الكويكب 2015 VY105 حسبما يبدو بين 10 إلى 30 قدماً (3 إلى 9 أمتار).

هل يشكل هذا الكويكب أي خطر محتمل على الأرض؟ في الواقع لا، ذلك لأنه كويكب صغير جداً، وفي حال دخوله إلى الغلاف الجوي للأرض، سيتفكك معظمه نتيجة لاحتكاكه بالهواء، وبالتالي سيتساقط على هيئة نيازك جميلة جداً.


اكتشف الكويكب 2015 VY105 وهو يحلق بالقرب من الأرض في بتاريخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2015 في تمام الساعة 2:47 حسب التوقيت العالمي. المسافة: 0.10 من المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر (0.09من قيمة المسافة بين الارض والقمر ابتداءً من سطح الأرض) . الحجم (3-9 متر) .

ولأن سطح كوكب الأرض مغطى بالمحيطات بنسبة تفوق الـ 70%، فإن هناك احتمالاً كبيراً أن تتساقط أية نيازك كبيرة الحجم من الكويكب 2015 VY105 فوق سطح البحار.


هل الأقمار الاصطناعية في خطر؟ حسناً، هناك الآلاف من الأقمار الاصطناعية التي تدور حول كوكبنا وبالطبع كما نعلم فإن الفضاء واسع، لذلك فإنه من المستبعد جداً أن يضرب أي جسم فضائي أحد الأقمار، ولكنه بالطبع ليس أمراً مستحيل الحدوث. في سنة 2009، وبعد مرور عدة ساعات من ملاحظة مشغلي قمر الاتصالات إيريديوم 33 Iridium 33 أن قمرهم قد توقف عن العمل، أتتهم الأخبار السيئة. حيث وجدت الوكالات المختصة باكتشاف الحطام الفضائي أن القمر Iridium 33 قد تحطم إلى عدة أجزاء. وقد كان سبب هذا التحطم هو اصطدامه بـ كوزموس 2251 Kosmos 2251، وهو قمر اصطناعي روسي كان يسقط ببطء بعد أن تم إيقافه عن العمل.

إذا توقف بث القنوات التلفزيونية عبر الأقمار الاصطناعية عن العمل، فقم أولاً بتفقد أسلاك التوصيل الخاصة بك قبل أن تلقي باللوم على الكويكب 2015 VY105. هذا ولم تُنشر أيُّ تقارير بخصوص أقمار اصطناعية تضررت بفعل هذا الكويكب الذي حلّق بالقرب من الأرض على مسافة تقدر بـما يعادل 0.09 من نسبة المسافة الفاصلة بين القمر والأرض.

في شهر أكتوبر/تشرين الأول، دخل كويكب صغير الحجم يدعى بـ 2008 TC3 إلى الغلاف الجوي للأرض وتحطم فوق السودان في إفريقيا، وذلك بعد 19 ساعة من رصده لأول مرة. هذا ولم يتسبب هذا الكويكب الذي يقدر حجمه بحوالي 13 قدم (4 أمتار) بحدوث أية أضرار. ولكن تم العثور في وقت لاحق على العديد من الشظايا التي تم تجميعها وإخضاعها للدراسة.

تعتمد الأضرار المحتملة التي قد يتسبب بها كويكب كبير الحجم على عدة عوامل تتضمن: حجمه وتركيبه وسرعته وزاوية دخوله إلى الغلاف الجوي للأرض. ولكن الكويكب 2008 TC3 كما هو الحال بالنسبة إلى 2015 VY105 يعتبران كويكبان صغيرا الحجم.

وفي هذا الصدد، عبَر كويكب أكبر حجماً بكثير بالقرب من الأرض على مسافة أكثر بعداً وذلك بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول. حيث عبر الكويكب 2015 TB145 قرب الأرض من مسافة تفوق المسافة الفاصلة بيننا وبين القمر، إلا أنه بسبب حجمه الكبير تم رصده من قبل الراصدين المحترفين والهواة على حد سواء باستخدام تلسكوبات متوسطة الحجم.

يتميز الكويكب 2015 TB145 (والذي يُسمى كويكب الهالووين) [1] بأنه ذو شكل كروي، وهو يعتبر أكبر بكثير من الكويكب الصغير الذي عبر بالقرب من الأرض في نهاية الأسبوع الماضي. يبلغ قُطر هذا الكويكب حوالي 2000 قدم (600 متر)، أما الكويكب الصغير الذي عبر الأسبوع الماضي فيتراوح حجمه بين 10 إلى 30 قدماً (3 إلى 9 أمتار). 

وعلى الرغم من الحجم الكبير للكويكب 2015 TB145، إلا أنه لم يتم رصده إلا قبل 3 أسابيع فقط من وصوله إلى أقرب نقطة له إلى الأرض. لذلك نحن محظوظون جداً لعبوره على مسافة آمنة، وهذا بالطبع يعد تذكيراً مهماً بضرورة تحسين ودعم برامج الكشف المبكر عن الكويكبات. 



عبر الكويكب 2015 VY105 الذي يبلغ حجمه 7 أمتار بالقرب من الأرض على بعد مسافة تعادل 0.09 من نسبة المسافة الفاصلة بين القمر والأرض.
عبر الكويكب 2015 VY105 الذي يبلغ حجمه 7 أمتار بالقرب من الأرض على بعد مسافة تعادل 0.09 من نسبة المسافة الفاصلة بين القمر والأرض.


خلاصة القول: شهدت الأرض في يومي السبت والأحد بتاريخ 14 و15 نوفمبر/تشرين الثاني عبور أحد الكويكبات الصغيرة بالقرب منها، حيث كان أقرب إليها حتى من مدار الأقمار الاصطناعية، وقد عبر بالقرب من الأرض بعد ساعات من اكتشافه.

 

ملاحظات:


[1] سُمي كويكب الهالووين، نسبة إلى تاريخ ظهوره الموافق لعيد الهالووين.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات