صورة لنموذج SN4 أثناء إطلاق محركه الوحيد من نوع رابتور في اختبار إطلاقٍ ساكن قصير في جنوب تكساس في 5 مايو/أيار 2020. (حقوق الصورة: SPadre.com عبر Twitter)
أُطلِق محرك النموذج الأولي الجديد لمركبة ستارشيب التابعة لشركة سبيس إكس للمرة الأولى، مما يمهد الطريق أمام رحلةٍ تجريبية في المستقبل القريب جداً.
نجح نموذج SN4، أحدث نسخة تجريبية لمركبة ستارشيب التابعة لسبيس إكس والمُخصصة لاستعمار المريخ، بإجراء إطلاقٍ ساكن ليلة الثلاثاء (5 مايو/أيار)، إذ أطلق النموذج محركه الوحيد من نوع رابتور لفترة وجيزةٍ بينما بقي ساكناً على الأرض في منشأة تابعة للشركة في جنوب ولاية تكساس.
قال إيلون ماسك Elon Musk، مؤسس سبيس إكس والمدير التنفيذي للشركة، عبر تويتر في وقت متأخر يوم الثلاثاء: "ستارشيب SN4 نجحت باختبار الإطلاق الساكن."
كان الاختبار الناجح ثاني معلمٍ رئيسي في حياة رجل الأعمال الملياردير: إذ أنجبت شريكته، المغنية غرايمز Grimes، طفلاً يوم الإثنين (4 مايو/أيار).
مع نجاح الاختبار الأخير، يمكن لسبيس إكس البدء بتجهيز SN4 للاختبار الكبير التالية: رحلة اختبارية غير مأهولة، للتحليق إلى ارتفاع مستهدف يبلغ 500 قدم (150 متر) تقريباً، وفقاً لقول ماسك.
حتى الآن، لم يُحلق سوى نموذجٍ واحدٍ لمركبة ستارشيب عن سطح الأرض – ألا وهو نموذج ستارهوبر، الذي قام برحلات قصيرة العام الماضي قبل أن يتقاعد.
ستكون أيام اختبار نموذج SN4 قصيرة أيضاً بلا شك. إذ تقوم سبيس إكس بالفعل ببناء نموذج SN5، الذي سيتمتع بثلاث محركات رابتور وسيحلق إلى ارتفاع 12 ميلاً (20 كيلومتراً) تقريباً خلال مهماته الاختبارية، إذا سارت الأمور وفقاً للخطة.
ستتمتع مركبة ستارشيب التشغيلية النهائية بست محركات من نوع رابتور وستكون قوية بما يكفي للإقلاع عن سطح القمر والمريخ بعد الهبوط عليهما. لكن سفينة الفضاء ذات الـ 100 مقعد ستحتاج إلى مساعدةٍ للإقلاع عن سطح الأرض؛ إذ ستقلع عن سطح كوكبنا على متن صاروخ عملاق يُسمى سوبرهيفي، الذي سُيزود بـ 31 محركاً من نوع رابتور.
قال ماسك أنّ مركبتي ستارشيب وسوبرهيفي ستكونان قابلتان لإعادة الاستعمال بالكامل وبسرعة. سيتمكن صاروخ سوبرهيفي من الهبوط على الأرض بعد وقتٍ قصيرٍ من إقلاعه، كما هو الحال في المراحل الأولى لصاروخي فالكون 9 وفالكون هيفي. ستكون كل مركبةٍ فضائية قادرة على القيام بالعديد من المهام، سواء كانت إلى القمر أو المريخ أو وجهات أخرى في الفضاء العميق.
منحت وكالة ناسا مؤخراً تمويلاً لسبيس إكس لتطوير ستارشيب كنظام هبوط بشري مُحتمل لبرنامج أرتميس لاستكشاف القمر الخاص بالوكالة، وستكون المركبة مؤهلةً لنقل حمولات ناسا الروبوتية إلى سطح القمر أيضاً. لكن الكوكب الأحمر هو الهدف الرئيسي لمركبة الفضاء البالغ ارتفاعها 165 قدماً (50 متر).
يتصور ماسك أساطيل ضخمة من مركبات ستارشيب المُغادرة للمريخ كل 26 شهراً، أي عندما يكون كوكبي الأرض والمريخ مُتحاذيان بشكل مناسبٍ للمهام بين الكوكبية. يطمح ماسك في أن تساعد هذه الرحلات في إنشاء مدينةٍ على الكوكب الأحمر يبلغ عدد سكانها مليون شخص، وأن يتحقق ذلك في المستقبل القريب نسبياً – أي في غضون الخمسين إلى المئة عامٍ القادمة.
قرّب اختبار يوم الثلاثاء هذا الحلم الطموح خطوةً صغيرةً نحو الواقع.
