تظهر هذه الصورة الملتقطة في حزيران/يونيو 1954 الفيزيائي الشهير ألبرت آينشتاين في برينستون. لقد كان آينشتاين بمثابة الأب القلق حول ابنه الذي لم يكن يأخذ دراسته للهندسة على محمل الجد، كما كان ممتناً لعمه المفضل الذي كان قد أعطاه لعبة تحتوي على محرك بخاري حين كان صبياً، مما أدى إلى إيقاظ اهتمام بالعلوم دام مدى الحياة. كما كان يعتقد بأن الخيانة التي تعرضت لها إحدى صديقاته من زوجها ليست بذلك الأمر العظيم. تندرج هذه الرسائل وغيرها، بما في ذلك آراؤه الشخصية بالله والسياسة، بين 27 رسالة سيتم طرحها للمزاد العلني في هذا الأسبوع.
مصدر الصورة: AP Photo
ستُعرض رسائل آينشتاين التي تتضمن أكثر من عشرين خطاب للبيع يوم الثلاثاء القادم في مركز المزادات العلنية Profiles in History في كاليفورنيا. بعض هذه الرسائل كُتب بالإنكليزية والبعض الآخر بالألمانية، كما كُتب جزء منها بخط اليد وجزءٌ آخر على الآلة الكاتبة. وقد تم جمعها على مدى عقود من قبل جامع خاص.
وتُمثل الرسائل واحدة من أكبر المخابئ التي تعرض للبيع لكتابات أينشتاين الشخصية على الإطلاق. وقد صرح جوزيف مادالينا Joseph Maddalina مؤسس مبنى المزاد قائلاً: "بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الرسائل تمنحنا نظرة نادرة على أفكار آينشتاين عند عدم انشغاله بمناقشة نظرياته العلمية المعقدة مع أقرانه. نحن نعرف جميعاً ما الذي قام بإنجازه وكيف غير العالم بنظرية النسبية. إلا أن هذه الرسائل تظهر أيضاً الوجه الآخر من القصة: كيف نصح أولاده وكيف يؤمن بالله".
وفي إحدى هذه الرسائل يحث آينشتاين أحد أبنائه على الالتزام بجدية أكبر في دراسة الهندسة. وفي رسالة أخرى يقوم بمواساة إحدى صديقاته التي اكتشفت خيانة زوجها لها. وفي رسالة ثالثة أرسلها لعمه في عيد ميلاده الــ 70 يشير لمحرك لعبة البخار أو القوة الدافعة التي أعطاها إياه قبل سنوات، وكيف أن هذا المحرك قد شكل حافزاً له ومنحه اهتماماً بالعلم مدى الحياة.
وفيما يتعلق بمسألة الله فإن آينشتاين قد رفض الفكرة السائدة على نطاق واسع التي تقول بأنه كان ملحداً.
وقد كتب لرجل كان قد راسله حول هذا الموضوع لمرتين في أربعينيات القرن العشرين قائلاً: "لقد قلت مراراً وتكراراً إن فكرة وجود إله شخصي هي برأيي فكرة طفولية. قد تنعتني بالملحد، ولكنني لا أشارك الروح الصليبية مع ملحد محترف... أنا أفضل أن أتخذ موقف التواضع الذي يتوافق مع ضعف فهمنا الذهني لطبيعة وجودنا".