فارس دعبول: مهووس فلكي هزم

رغم كل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيش فيها ورغم آلام السوريين في أجواء "حرب" لا تنتهي، يواصل الشاب الطموح فارس دعبول كفاحه العلمي والدراسي في عمل دؤوب لا تكسره قسوة الحياة في سوريا، لينال غالبية أصوات الأعضاء في مبادرة ناسا بالعربي لترشيحه نجمًا لهذا الشهر، نظرًا لجهوده الكبيرة في ترجمة المقالات المتخصصة في علم الفيزياء والفلك.

 

اشتغل فارس في النشر والترجمة منذ أن تطوع في مبادرة (ناسا بالعربي)، ويتفرغ الآن لترجمة مقالات الفيزياء والفلك، في عمل دؤوب جعله في مركز متقدم بصدارة المساهمين برصيد عمل بلغ (115) مقال مترجم إضافة إلى ترجمة أربعة أفلام وثائقية، مع جهد استثنائي شارك به في تغطية أحداث (العودة من محطة الفضاء الدولية)، ليبلغ رصيده عمله الإجمالي (1610) نقطة حتى تاريخه.

 

إبداع من رحم المعاناة


فارس جرجس دعبول مواليد 1993 قرية صايا بمحافظة طرطوس الساحلية، وهو يدرس الهندسة المدنية ويعيش في قلب المحرقة، فظروف الحرب في سوريا تؤثر بشكل كبير على الطلبة الجامعيين وتحصيلهم الدراسي، فيواجه فارس الكثير من الصعوبات، يقول :"بالطبع تأثرت كما السوريين جميعًا وخصوصًا في ظل العيش في أجواء من القلق والتوتر والخوف من المستقبل، كما أثّر ذلك على عملي التطوعي في مبادرة (ناسا بالعربي) فشبكة الإنترنت رديئة عدا عن الانقطاع المتواصل واليومي للتيار الكهربائي، كما لا يمكنني بسبب أوضاع الحرب أن أشتري تلسكوبًا بسبب تدني الأوضاع المادية".

 

وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي يكابدها فارس، إلا أنه لا يتوقف عن أحلامه الكبيرة، يقول: "أعتزم إنهاء دراستي للهندسة والتخرج وحلمي أن أسافر لأكمل دراسة الفيزياء وأقدم رسالة دكتوراه في هذا المجال، أمنيتي أن أقضي كل حياتي في هذا المجال".

 

فارس: أنا مجنون بالفلك والفيزياء


وعن سبب اختياره لمجالي الفيزياء والفلك، يقول: "أنا شخص مجنون بالفلك والفضاء، أعشق السماء والنجوم والكواكب، وأحلم أن أصبح يومًا رائد فضاء،وأكمل تحصيلي العملي في مجال الفيزياءالفلكية بعد أن أنهي تخصصي في مجال الهدنسة، وأحلم بأن أحظى بشرف المنافسة على نيل جائزة نوبل في هذا المجال".

 

ولأن فارس مولع بالفلك فليس غريبًا أن يكون مثله الأعلى شخصية علمية عالمية مثل "كارل ساغان" الذي وصفه قائلًا: "إن كارل ساغان بسّط علم الفلك بشكل كبير وكتبه بطريقة مشوقة"، وكذلك الفيزيائي "نيل تايسون"الذي قدم وأعدّ الوثائقي الرائع والشهير(Cosmos)، وهو من مناصري نظرية (الأكوان المتعددة) التي تتحدث عن أصل الكون وطبيعته، وهو مع كل نظرية يمكن أن تقدم شرحًا لبنية هذا الكون الكبير وكيفية تشكّله.

 

انضم فارس إلى مبادرة (ناسا بالعربي) لأنه وجد أن الفكرة جميلة ومفيدة ومشروع يستحق التعب، وتقدم للشعب العربي المزيد من المعرفة ووتقرِّبه أكثر على علم الفلك وهذا يستلزم بالضرورة نشر العلم والمعرفة على أوسع نطاق للنهوض بالوطن.

 

كيف يرى فارس (مبادرة ناسا بالعربي)؟


يتحدث فارس عن نقاط إيجابية في المبادرة تتمثل في كونها تجمع بين كل المشاركين من كل البلدان العربية ومن كل انتماءاتهم وعلى اختلاف وتنوّع تفكيرهم فكلهم تحت قبة حب العلم ونشره، ويضيف: "عرفت في المبادرة أناسًا رائعين قادرين على العطاء والعمل رغم ظروفهم الصعبة، ونحن في المبادرة ننشر المقالات العلمية بمختلف فروعها بطريقة سريعة واحترافية ومُخرج دقيق وواضح إلى حد كبير".

 

وعن شعوره حينما اختارته المبادرة نجمًا لهذا الشهر، يقول: "كنت في فترة التحضير للامتحانات الجامعية وحينما سمعت بأن الزملاء في المبادرة اختاروني فرحت كتيرًا  وشعرت بأن كل جهدي في هذا العام لم يضع سدى فهذه المكافأة المعنوية تعني لي الكثير".

 

ويوجه فارس لمبادرة ناسا بالعربي ولجمهورها كلمة حميمية: "ناسا بالعربي هي أروع شيء حدث في حياتي.. وأحبها جدًا جدًا وأحب كل أعضائها فكلهم أخوة أعزّاء، ولجمهورها ومتابعيها أقول: أتمنى من خلال عملنا أن نزيد حبكم للعلم لعلنا نمتلك زمام المبادرة في النهوض بأوطاننا".

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات