خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يؤدي إلى مستقبل بيئي أكثر تلوثًا

يوم ضبابي في لندن
مغادرة الاتحاد الأوروبي تهدد بيئة المملكة المتحدة 


تقول فيونا رينولدز Fiona Reynolds، إنه لمن الأفضل للمملكة المتحدة البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي على الخروج منه، وذلك من أجل بيئتها ومناخها. 

بقلم فيونا رينولدز Fiona Reynolds

في الوقت الذي يطغى فيه الحديث عن الهجرة والاقتصاد على الجدل حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هناك مسألة أخرى بحاجةٍ للمناقشة، ألا وهي مصير الحماية البيئية التي تحافظ على نظافة مائنا وهوائنا، والمحافظة على المواطن الطبيعية الثمينة، ومناقشة مسألة الاحترار العالمي.

معظم تلك المسائل متفق عليها على الصعيد الأوروبي، ولكن خروج بريطانيا من الاتحاد سيضعها في موضع شك.

أنا واثقة من موقفي تمامًا بعد مسيرة 35 عاماً من حملات حماية الطبيعة ومناظرها والتراث الثقافي في هذا البلد، ولو لم نكن عضوًا في الاتحاد الأوروبي على مدى 40 سنة، لما كانت شواطئنا نظيفة وأنهارنا محسّنة، ولما كانت المناظر الطبيعية مصانة، وهواءنا الذي ننتعش به اليوم أقل تلوثًا، فهل يمكن الاستخفاف بكل هذه الأمور؟ هذا وارد.


التفاوض معًا 



أشار بعض نقاد الاتحاد الأوروبي إلى أن "أوروبا" العدوانية هي من فرض هذه الحمايات، ولكن هذا غير صحيح، لأنَّنا نحن من تفاوضنا عليها بالتعاون مع الدول الأخرى الأعضاء، لمصلحة مواطنينا ومستقبلنا الجماعي. 

نحن بحاجة إلى تعاون علمي وسياسي وأمني أكثر وليس أقل، مع وجود ما يلوح في الأفق من مصاعب ناتجة عن تغير المناخ، وتزايد عدد سكان العالم والاحتياجات المتعددة والمعقدة.

يزداد هذا العالم ضعفًا، كلَّما ازداد أتصلاً ببعضه البعض، وتستطيع الأحداث البعيدة تعطيلنا. إننا نستخدم الموارد كما لو كان لدينا ثلاثة كواكب وليس واحدًا، ونواجه تحدياتٍ شنيعةً يقودها عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. ونتيجةً لذلك، تواجه كثير من المجتمعات حول العالم، وفي أوروبا، الفيضانات والجفاف أو الضغوط على الموارد الضئيلة.

وإذا كنَّا حريصين على مستقبل كوكبنا وأجيالنا التي لم تولد بعد، فعلينا ببساطة أن نتعاون، إذ ليس من الممكن أن نجد حلولًا لهذه المشاكل بمفردنا.

منبر من أجل التقدم



وجودنا في الاتحاد الأوروبي ليس الحل الوحيد بالطبع، بل سيكون منبرًا للتعاون البيئي والعلمي، إذا ما واصلنا دفعهُ في ذلك الاتجاه.

وبالطبع، ليس كل شيء يصدر عنه إيجابيًا، ومثلي مثل غيري من دعاة حماية البيئة، قضيت سنواتٍ في الحملات لإجراء التغييرات في سياسات الاتحاد الأوربي الزراعية والسمكية، لمنعهم من إلحاق الضرر بالحياة البرية والمناظر الطبيعية والتراث الثقافي. لكن تفاوَضنا بشأن تغييراتٍ مفيدةٍ لتلك السياسات، فعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خدمت بيئتها على الرغم من أوجه القصور فيها.

وعادةً ما يروج في الحديث عن الخروج من الاتحاد الأوروبي، أنه وسيلة لاستعادة هويتنا الوطنية، ولكن هذه وجهة نظر انعزالية، إذ أن لدينا تاريخ طويل في العمل مع الآخرين وكثير من النجاح بفضل هذا العمل.

سيكون الخروج من الاتحاد الأوروبي خطوةً خطيرةً لا تُصَدَّق، في الوقت الذي نحن بحاجة فيه إلى التفكير في مستقبلنا كمواطنين مشتركين في هذا الكوكب.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات