يلمع المذنب لينر 252P/LINEAR) 252P) بلون أخضر زاهٍ بسبب الإشعاع الغازي في هذه الصورة المركبة التي التقطت في ناميبيا Namibia في 18 آذار/مارس من سنة 2016 بتلسكوب متخصص بفتحة 12 بوصة، وذلك وفقاً لمجلة Sky & Telescope.
المصدر: Gerald Rhemann/www.astrostudio.at; Sky & Telescope:http://www.skyandtelescope.com
ظهر المذنب لينر (المحدد رسمياً بـ 252P) للمراقبين في نصف الكرة الشمالي خلال الأيام القليلة الماضية من شهر آذار/ مارس. وقد شعروا بالحماس عند رؤيته لأنّ هذه الصخرة الفضائية الجليدية مضيئة أكثر بـ 100 مرة مما هو متوقع.
وتمكن المراقبون في نصف الكرة الجنوبي من رؤية المذنب بالعين المجردة في مناطق مظلمة جداً. رغم أنّ القمر سيضيء السماء في نصف الكرة الشمالي، فقد يكون المذنب مرئياً عبر المنظار في المناطق المظلمة نسبياً.
تقول كيلي بيتي Kelly Beatty، كبيرة محرري مجلة Sky & Telescope، في تصريح لها: "لا تتوقعوا رؤية المذنب لينر واضحاً مع ذيل طويل، حيث أن ضوءه لا يتركز في نقطة واحدة، بل ينتشر في توهج ناعم ومستدير أكبر من القمر لكنّه باهتٌ أكثر منه".
ربما يرى الراصدون عند مراقبة المذنب سحابة خضراء تحيط به. ويقول التصريح أن هذا التوهج الأخضر قد يكون سببه وجود ذرات ثنائي الكربون تحيط بالمذنب وتشع تحت ضوء الشمس.
يجب على المراقبين الخروج إلى المناطق المظلمة قبل شروق الشمس بـ 90 دقيقة والبحث عن المذنب بين كوكبتي القوس والعقرب.
يمكن للنجوم والكواكب أن تلعب دور العلامات الإرشادية عند البحث عن المذنب. في 29 آذار/مارس، سيكون المذنب لينر على خط واحد مع كل من المريخ وزحل في سماء الليل، وفي 31 آذار/ مارس سيكون على خط واحد مع زحل وقلب العقرب (وهو نجم أحمر ساطع في كوكبة العقرب). كما سيكون قريباً من القمر، لاسيما في 30 آذار/ مارس حيث سيكون على بُعد 3 درجات من الجهة اليمينية السفلى للمذنب.

عبر المذنب أقرب نقطة له من الأرض في 21 آذار/مارس على مسافة تقارب 3.3 مليون ميل (5.3 مليون كيلومتر). ونظراً إلى أنّه يتحرك داخل المجموعة الشمسية وبعيداً عن الشمس فإنّ العلماء غير متأكدين من المدة التي سيبقى ساطعاً خلالها.
ربما يتمكن المراقبون الذين يملكون تليسكوبات كبيرة من رصد مذنب آخر قريب من الأرض: المذنب بان -ستارس (P/2016 BA14)، حيث أصبح بعيداً بمسافة 2.2 مليون ميل (3.5 مليون كيلومتر) عن الأرض بتاريخ 22 آذار/مارس.
"قد لا يكون توقيت ظهور المذنبين مصادفة"، كما أوضح البيان نفسه في Sky & Telescope، فالحرف (P) يعني أنهما في مدارات (إهليلجية) تقرّبهما من الشمس مراراً وتكراراً، وفي حالتنا هذه فإن المدة تكون كل خمس سنوات. لذا، ربما تثير مداراتهما المتشابهة الشك لدى اختصاصيي المذنبات بأن يكونا قد انقسما من القطعة نفسها.
اكتشف المذنب لينر في 7 نيسان/ أبريل عام 2000 على يد باحثين من برنامج لينكولن لأبحاث الكويكبات القريبة من الأرض Lincoln Near Earth Asteroid Research (برنامج مختبر لينكولن في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT بتمويل من وكالة ناسا Nasa والقوات الجوية الأمريكية).
ووفقاً للبيان، تُقدر مساحة نواة المذنب بـ 750 قدم (230 متر). تم اكتشاف مذنب بان -ستارس مؤخراً على يد باحثين من تلسكوب المسح البانورامي ونظام الاستجابة السريع (جامعة هاواي) في 22 كانون الثاني/يناير عام 2016. تُقدر مساحة نواته بـ 350 قدمًا (100 متر) وفقاً لـSky&Telescope.