آتينبارا:

في كلّ عامٍ، تقوم نحو 2000 من أنثى الإغوانة برحلةٍ محفوفةٍ بالمخاطر إلى أرضية فوهة بركان لا كومبر في جزر غالاباغوس لتضع بيضها في الرماد البركاني. (حقوق الصورة: +Tui De Roy copyright Silverback Films, courtesy of discovery)


سلسلة جديدة تستكشف كيف تتحد القوى الطبيعية لدعم الحياة على كوكبنا، وكيف أصبح البشر قوةً جديدةً مدمرةً.

تعمل القوى الطبيعية القوية الموجودة على كوكبنا وفي نظامنا الشمسي معًا لتشكل الحياة وتدعمها.

توضح السلسلة الجديدة التي تتألف من خمسة أجزاء وتدعى "كوكب مثالي"، والتي يرويها السير ديفيد آتينبارا الأسطوري، كيف عملت هذه القوى الطبيعية معًا لجعل الحياة ممكنةً، وكيف تعمل قوة خامسة - البشر- على تدمير هذا الكمال بسرعةٍ فائقةٍ.

قال آتينبارا خلال جلسة أسئلة وأجوبة يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر إن الكوكب وصل إلى "نقطةٍ حاسمةٍ"، وإنه مهيأ "لكوارث كبرى"، وأضاف: "يمكننا إيقاف هذه الكوارث، لكن إذا كنا نريد ذلك، فنحن بحاجة إلى معرفة ماهية القوى التي تقود هذه الكوارث وكيفية عملها".

 



تنتقل السلسلة التي استغرقت نحو خمس سنوات من البحث والتصوير بالمشاهدين إلى أماكن مختلفة في جميع أنحاء العالم لتروي قصصًا عن أربع قوى طبيعية شكلت كوكبنا، وهي: المحيطات، والشمس، وأنظمة الطقس، والبراكين. في الحلقة الأولى، على سبيل المثال، يركز المسلسل على البراكين، وهي إحدى أكثر قوى الطبيعة تدميرًا، ولكنها مهمةٌ لدعم الحياة على كوكبنا.

على الجانب الشمالي من بركان أولدوينيو لنغاي Ol Doinyo Lengai في تنزانيا، وهو أحد أكثر البراكين نشاطًا في أفريقيا، تقع بحيرة. النطرون Natron، وهي أحد أكثر المسطحات المائية قلويةً في العالم، ومع ذلك، تُعدّ هذه البيئة التي تبدو غير مضيافة بالغة الأهمية لبقاء أحد الأنواع البيولوجية.

طيور نحام القزم وفراخها على بحيرة النطرون، إحدى أكثر البحيرات قلويةً في العالم. ( حقوق الصورة: Darren Williams/Silverback Films 2019, photo courtesy of discovery+)
طيور نحام القزم وفراخها على بحيرة النطرون، إحدى أكثر البحيرات قلويةً في العالم. ( حقوق الصورة: Darren Williams/Silverback Films 2019, photo courtesy of discovery+)


تهاجر الملايين من طيور نحام القزم Phoeniconaias Minor من شرق إفريقيا حتى تتكاثر على جزر الملح التي تظهر داخل البحيرة عندما تتبخر بسبب درجات الحرارة المرتفعة. قال مصور الحياة البرية مات أيبرهارد Matt Aeberhard: "إن هذه البيئة مليئةٌ بالطين اللزج الكبريتي، ولديها درجة حموضة لا تقل كثيرًا عن مادة التبييض المنزلية، ودرجات حرارة تعادل فنجان شاي حارق"، ومع ذلك، تزدهر طيور الفلامنجو هناك لأن الصودا الكاوية في البحيرة تمنع الحيوانات البرية المفترسة من الاقتراب.

إنها فعالةٌ أيضًا في إبعاد البشر. يقول أيبرهارد أن هنالك سرابًا ضبابيًا يلف البحيرة، ما يجعل هبوط المروحيات والطائرات أمرًا خطيرًا، لذا فإن الطريقة الوحيدة للوصول إلى البحيرة هي عبر الطائرات الحوامة، وعليك أن ترتدي أحذيةً ثلجيةً، ويقول أن هذا لا يبدو غريبًا في الواقع لأن لون ضفاف بحيرة النطرون أبيض، لذا فهي تبدو كمشهدٍ ثلجيٍّ غريبٍ. استخدم الفريق أيضًا طائراتٍ بدون طيار لالتقاط بعض المشاهد المذهلة.

قال هوو كوردي Huw Cordey، منتج السلسلة الوثائقية: "إن هذه السلسلة الوثائقية احتفاءٌ بالكوكب، الآن هو الوقت المناسب أكثر من أي وقتٍ مضى لملاحظة مدى انسجام كل شيء مع بعضه بعضًا، ومدى جمال كل ذلك".

تشهد الحلقة الأخيرة تحولًا جذريًا في النغمة، ويتحدث آتينبارا عن كيف أصبح البشر القوة المهيمنة (والمدمرة) على سطح الكوكب، وما بإمكاننا القيام به لتقليل تأثيرنا. يقول ألاستيير فوثرغل Alastair Fothergill، وهو المنتج التنفيذي للسلسلة: "لم تعد صناعة سلسلة وثائقية بهدف الاحتفاء بالتاريخ الطبيعي للأرض كافيةً، بل بات علينا أن نروي قصةً أكبر".

حقوق الصورة: +Huw Cordey/Silverback Films 2018, photo courtesy of discovery
حقوق الصورة: +Huw Cordey/Silverback Films 2018, photo courtesy of discovery


حقوق الصورة: discovery+
حقوق الصورة: discovery+


تأتي هذه السلسلة بينما يشهد كوكبنا المثالي انتشارًا لجائحةٍ مميتةٍ، وقال آتينبارا: "الشيء الرائع في الأمر أن الجائحة جعلت الكثير منا يدرك العالم الطبيعي بطريقةٍ لم نكن ندركها من قبل". مشيرًا إلى أنه لم يستمع قط إلى هذا القدر من تغريد الطيور في حياته، ويضيف:"أصبحنا ندرك مدى اعتمادنا عاطفيًا وفكريًا على العالم الطبيعي أكثر من ذي قبل".

السلسلة الوثائقية إنتاج Silverback Films لقناة BBC وDiscovery، وعُرِضت لأول مرة على discovery+ في 4 كانون الثاني/يناير.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات