دراسة تؤكد ارتباط الصحة اللثوية بالأمراض الوعائية القلبية

يقترح بحثٌ جديدٌ وجود علاقةٍ واضحةٍ بين ما يجري داخل الفم وصحّة القلب.
 

أظهر باحثون من مدرسة ميلمان للصّحّة العامّة Mailman School of Public Health التّابعة لجامعة كولومبيا Columbia University ولأوّل مرّةٍ أنه مع تحسُّن الصّحة اللّثويّة، فإنّ فرص الإصابة بالتّصلُّب العصيديّ تنخفض بشكلٍ كبير. والتّصلُّب العصيديّ (تصلُّب الشّرايين) هو حالةٌ خطرةٌ، حيث تصبح الشّرايين مسدودةً بموادٍ شحميّة، كالكوليسترول مثلاً. وهو عادةً ما يكون سبباً للنّوبة القلبيَّة، وكذلك الجلطات والأمراض الوعائيّة المحيطيّة.
 

هناك أشياءٌ معيّنةٌ ترفع خطر الإصابة بالتّصلُّب العصيديّ. ومنها التّدخين، وزيادة الوزن أو البدانة، والدّاء السّكري، وارتفاع ضغط الدم، والمستويات العالية من الكوليسترول. وقد فسّر الباحثون هذه المشاكل المحتملة، ولكن لا يزال هناك رابطٌ كبيرٌ بينها وبين الصّحة اللّثويّة.

وقد علّق الطبيب موسى ديسفرو Moïse Desvarieux - وهو مؤلفٌ مساعدٌ في هذه الدّراسة، وحائزٌ على الدّكتوراه في الطّب، والدّكتوراه الفلسفيَّة، والخبير في نماذج الأمراض وآلياتها، والأستاذ المُساعِد في علم الوبائيّات في مدرسة ميلمان للصّحة العامّة في جامعة كولومبيا – " هذا هو الدّليل الأكثر حتميّةً على الإطلاق بأنّ تعديل المواصفات الأساسيّة للجراثيم حول السنية قد يلعب دوراً في الوقاية أو التّقليل من تقدم كلا المرضين (المشاكل اللثوية والمشاكل القلبية)". يعتقد الطبيب نايجل كارتر Nigel Carter عضو مجموعة الامتياز للامبراطوريّة (OBE) والرّئيس التّنفيذي للمؤسّسة البريطانيّة للصّحة السّنيّة، أنّ هذا البحث هو خطوةٌ هامّةٌ لاكتشاف الدّرجة الحقيقيّة للعلاقة المحتملة بين الصّحة اللّثويّة والصّحة القلبيّة.


ويضيف الطّبيب Carter: "إنّ هذا البحث يفتح آفاقاً جديدةً حقاً. فالعلاقة المحتملة بين ما يجري في الفمّ وصحّة القلب كانت وما زالت موضع نقاشٍ لفترةٍ من الزّمن. ويُظهر هذا البحث بشكلٍ واضح أنه كلّما ازدادت عنايتك بصحّة اللّثة فمن الأقل احتمالاً أن تُصاب بأمراضٍ مهدِّدةٍ للحياة. وإذا ما دَعمت أبحاث أخرى هذه النظرية، فسيُعطى اهتمامٌ أكبر بما يتعلق بالحفاظ على الصحة الفموية. والأخبار المفرحة تكمن في وجود طريقةٍ بسيطةٍ في الوقاية من الأمراض اللّثويّة وعلاجها. عليك أن تحرص على إزالة طبقة اللّويحة عن سطوح أسنانك كلّ يومٍ. وذلك بتفريش الأسنان لمدّة دقيقتين ولمرتين يومياً، مرةً في الصباح والأخرى في المساء وذلك باستعمال معجون أسنانٍ فلوريّ، بالإضافة لاستعمال الفراشي بين السّنيّة أو الخيط السّنيّ لتنظيف المسافات بين السّنيّة، حيث تشكِّل هذه الأماكن بدايةً للأمراض اللّثويّة".


"وإنّ الزّيارات المنتظمة لطبيب الأسنان من أجل الفحص الشّامل تُساعد الطبيب على تمييز أي مشاكلَ قيد التّطور. إذا ما بدأت لثتك بالنزف، فإنها إشارةٌ أنك لم تنظف أسنانك بشكلٍ كافٍ، لذا عليك أن تُحسِّن من عمليّة التّفريش. وفي حال لم تستقر الحالة بغضون بضعة أيامٍ، عليك بزيارة طبيبك فوراً قبل أن تتفاقم المشكلة".


وفي بحثٍ نُشِر في صحيفة الجمعيّة الأمريكيّة للقلب تناول عيّنة مؤلفة من 420 بالغاً. أُجريت عليهم قياسات العمق السّريريّ على 766.75 موقعٍ حول سنيّ لمدّةٍ تتجاوز ثلاث سنواتٍ وسطيّاً، وجُمِعت 5008 حالاتٍ تحت لثويةٍ من أشخاصٍ مسنَين (ذوي أسنان) -بمعدّل سبعِ عيناتٍ خلال الزّيارة الواحدة في زيارتين- مع إجراء تقييمٍ كمّيٍّ لأحد عشر نوعاً معروفاً من الجراثيم حول السّنيّة من خلال تهجين DNA-DNA . وقيست ثخانة بطانة الشّريان السّباتيّ المشترك بجهاز الأمواج فوق الصّوتيّة عالي الدّقة.


وقد وجد الفريق لأكثر من ثلاث سنواتٍ من المتابعة، أنّ الصّحة حول السّنيّة تتناسب بشكلٍ عكسيّ مع معدل الإصابة بالتّصلُّب العصيديّ. فالمشاركون الذين اعتنوا بشكلٍ كبيرٍ بصحتهم حول السّنيّة أظهروا انخفاضاً في زيادة ثخانة بطانة الشّريان Intima-medial thickness، ومن جهةٍ أُخرى لوحظت زيادة ثخانة بطانة الشّريان IMT)) عند المشاركين الذين أظهروا صحةً حول سنيّةٍ سيّئة.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات