كيف تؤثر الدورة الشهرية على طريقة حل المشكلات لدى النساء؟

باحثون من جماعة كونكورديا وجدوا أن الدورة الشهرية تؤثر على الذاكرة


قد تسمعون أن النساء أفضل من الرجال في إعطاء التوجيهات المكانية، وهنا، سنعرض بحثًا جديدًا لجامعة كونكورديا، يظهر أن ذلك قد يكون بسبب الهرمونات التي تحفز الدورة الشهرية، وقد نُشر البحث في دورية Psychoneuroendocrinology


يقول واين بريك Wayne Brake، وهو أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة: "أحيانًا ما تخبر النساء أطباءها أن ذاكرتهم تعمل بشكلٍ مختلفٍ اعتمادًا على المرحلة التي يمررن بها من الدورة الشهرية، وحتى خلال الحمل وبعده، وبعد سن انقطاع الطمث، وهو ما أدى بالباحثين لأن يتساءلوا عما إذا كان الإستروجين والبروجيسترون قادرَين على التأثير على الذاكرة وحل المشاكل. بحثنا الحالي يظهر أن الإستروجين والبروجيسترون، بدلًا من تعطيل الذاكرة بشكل عام، فإنهما قد يتسببان في تفضيل الدماغ أحد الأنظمة الذاكرية على حساب آخر".

 

الهرمونات تحفز حل المشاكل


في هذه الدراسة، فحص الباحثون 45 امرأةً بدورة شهرية منتظمة. في البداية، أجابت المشاركات على استبيان "الجانب الهرموني"، والذي جمع بيانات مفصلة حول دوراتهن الشهرية، والأحمال السابقة، وأخذهن لموانع الحمل والهرمونات الاصطناعية، وعادات الحياة بشكلٍ عام.

ثم أُعطيت المشاركات اختبارًا للذاكرة اللفظية، كتذكر قائمة من الكلمات، وكذلك مهمة للاستطلاع المكاني الافتراضي، كأن تجد المشاركات الطريق الصحيح في متاهة في لعبة فيديو، والتي يمكن أن تُحَلَّ بعدة طرق مختلفة.


وفي نهاية التجربة، أُعطيت المشاركات تلخيصًا عن أدائهن في التجربة.

كانت النتائج واضحة، فالنساء اللاتي كن في مرحلة الإباضة من الدورة، كان أداؤهن أفضل في مهمة الذاكرة اللفظية. أما النساء اللاتي كن في مرحلة ما قبل الحيض، فقد كن أفضل في حل مهام الاستطلاع المكاني.

وذلك يثبت أن النساء يملن إلى أن يستخدمن استراتيجيات مختلفة من أجل حل المهام، كاستطلاع متاهة أو تذكر قائمة من الكلمات، وذلك يعتمد على الوقت الذي يكنَّ فيه من الدورة.

كما أن أحد النتائج الأساسية للدراسة، ينص على أن التغيرات الهرمونية التي تواجهها النساء خلال الدورة الشهرية لها تأثير أوسع مما كان يعتقد سابقًا، ولها آثار واضحة على كيفية تعامل النساء مع المشاكل وحلها.

يقول بريك: "هذا أمر مهم من الناحية العلمية، لقد بيّنا من قبل (كما بين آخرون) أن درجات الإستروجين والبروجيستيرون في القوارض تؤثر على مناطق مختلفة في الدماغ، كما تؤثر على العديد من الأنظمة الذاكرية التي لها علاقة بحل المشاكل، فعلى سبيل المثال، عندما تكون درجات الإستروجين عالية، ستستخدم إناث الجرذان أحد الأنظمة الذاكرية أو الاستراتيجيات على حساب نظام ذاكري آخر أو استراتيجية أخرى من أجل حل المتاهة. هذه هي الدراسة الأولى التي تبين أن هذا موجود أيضًا في النساء، واللاتي يحللن المهام بشكل مختلف بحسب نسب الهرمونات في دمائهن".

 

نحتاج مزيدًا من الأبحاث من أجل تعميق فهمنا لدماغ النساء


بالنسبة للمؤلفة الرئيسية للبحث "ديما حسين" الحاصلة على شهادة الدكتوراه حديثًا، فإن هذه النتائج تشير إلى وجود خطأ منهجي في الأبحاث العلمية.

وتقول: "في العادة، يعتمد العلماء والباحثون على استخدام مشاركين من الذكور -أو ذكور الفئران- في الدراسات من أجل تطوير الأدوية والعلاجات للناس، ولكننا الآن نعلم أن النساء يستجبن بشكل مختلف عن الرجال".


"آمل أن تؤكد هذه الدراسة على أننا نحتاج المزيد من الأبحاث من أجل تعميق فهمنا لدماغ الأنثى، وأننا يجب أن نبذل المزيد من الجهود لتوجيه أبحاثنا المستقبلية من أجل تحسين فهمنا لآثار الهرمونات الأنثوية على الإدراك والذاكرة".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات