لا تشاهد أحداث خاصة في الأيام الأولى من الشهر، باستثناء القمر الذي كان بدراً في اليوم الأخير من شهر تموز/يوليو، والذي يتأخر شروقه تدريجياً في كل ليلة. ويشاهد الهلال القديم لشهر شوال مقترناً مع نجم الدبران في كوكبة الثور في التاسع من الشهر، وذلك على مسافة قريبة جداً تبلغ حوالي درجة قوسية واحدة. وفي الواقع يحدث احتجاب للنجم خلف القمر من بعض المناطق حيث يختفي النجم خلف القمر تماماً لأكثر من ساعة، ولكن هذا الاحتجاب لا يشاهد إلا من شرق ووسط آسيا، ولا يشاهد من المنطقة العربية. ويشاهد الاقتران من بعد الثالثة فجراً فوق الأفق الشرقي. ونجم الدبران هو نجم أحمر اللون ينتمي إلى كوكبة الثور، ويمكن أيضاً مشاهدة مجموعة الثريا النجمية في الجوار، وهي عنقود نجمي مفتوح يتألف من عدة نجوم زرقاء ساطعة متجمعة مع بعضها البعض في مساحة صغيرة من السماء.
في ليلتي الثاني عشر والثالث عشر من الشهر يكون هواة الفلك على موعد مع شهب البرشاويات (Perseids). وهذه الزخة الشهابية تحدث سنوياً حين تعبر الأرض في مدارها حول الشمس ضمن المخلفات التي تركها مذنب Swift-Tuttle لدى عبوره المتكرر في هذه المنطقة من مدار الأرض، حيث يتم هذا المذنب دورة واحدة حول الشمس كل 133 سنة وكان آخر عبور له في عام 1998. يؤدي دخول جسيمات الغاز والغبار في الغلاف الجوي للأرض واحتراقها إلى حدوث الشهب. ورغم أن هذا الهطول يحدث بين 7/17 و8/24 من كل عام، إلا أن الشهب تشتد في هذه الليلة بالذات حيث يمكن أن يصل معدل الشهب إلى 60 وحتى 100 شهاب في الساعة الواحدة.
وتبدو الشهب في هذا اليوم وكأنها آتية من جهة كوكبة برشاوس (Perseus) التي تشرق من بعد منتصف الليل في هذا الوقت من السنة. ويساعد غياب القمر على رصد الشهب ورؤيتها بوضوح أكثر، حتى الضعيفة والخافتة منها، نظراً لأن القمر يكون في مرحلة الهلال القديم، حيث لا يشرق إلا قبل الفجر. ولذلك فإن الظروف ستكون مثالية لرصد هذا الحدث في هذه الليلة. ويمكن أن تشاهد الشهب طوال الليل، ولكنها تشتد عادة كلما تأخرت ساعات الليل، وتصل إلى ذروتها مباشرة قبل الفجر. ويمكن الرصد طبعاً بالعين المجردة، وتفضل الأماكن المعتمة حيث يكون التلوث الضوئي في حدوده الدنيا.
في الرابع عشر من الشهر يصل كوكب الزهرة إلى الاقتران السفلي مع الشمس. ويحدث الاقتران السفلي للكواكب الداخلية (أي عطارد أو الزهرة) حين يصبح الكوكب بين الأرض والشمس. وبالتالي فإن الزهرة يعبر بين الأرض والشمس في مداره حول الشمس، ويكون أقرب ما يمكن إلى الأرض خلال هذه الفترة. ولكن رصه غير ممكن نظراً لأنه يكون قريباً جداً من الشمس في السماء.
في السابع عشر من الشهر يصل كوكب زحل إلى التربيع مع الشمس (quadrature). ويعني ذلك أن الزاوية بين زحل والشمس في السماء تصبح 90 درجة قوسية تقريباً. ولذلك فإن زحل يشرق في هذا اليوم وقت الظهيرة، ويصل إلى جهة الجنوب عند غروب الشمس، ويغرب في منتصف الليل. ولا يزال زحل في كوكبة الميزان خلال هذه الفترة ويمكن الاستدلال عليه بسهولة في الثاني والعشرين من الشهر حين يقترن مع القمر (انظر أدناه).
في التاسع عشر من الشهر يمكنك مشاهدة الهلال الجديد لشهر ذي القعدة مقترناً مع نجم السماك الأعزل. وهذا النجم الأزرق هو أسطع نجوم كوكبة العذراء ويعتبر من أسطع نجوم السماء. ورغم أن المسافة بينهما لن تكون قريبة جداً (حوالي 4 درجات قوسية) إلا أن المنظر سيكون بديعاً. ويشاهد الاقتران فوق الأفق الغربي مباشرة بعد غروب الشمس.
في الثاني والعشرين من الشهر يصل القمر إلى كوكبة الميزان ليقترن مع كوكب زحل. ويشاهد الاقتران على مسافة قريبة تبلغ درجتين قوسيتين فقط، ويحدث في كوكبة الميزان. والتوقيت الأفضل للرصد هو في بداية الليل، أي من بعد غروب الشمس وحتى منتصف الليل نظراً لأن كوكب زحل في مرحلة التربيع مع الشمس. وتشاهد نجوم كوكبة العقرب البارزة في الجوار، وخصوصاً نجم قلب العقرب ذو اللون المائل إلى الحمرة. أما كوكب زحل فيبدو بلون مائل إلى الصفرة.
- عطارد: بعد أن عبر على الجهة المقابلة من المجموعة الشمسية في نهاية الشهر الماضي فإن عطارد يكون قريباً جداً من الشمس خلال النصف الأول من الشهر. ولكنه يبتعد عنها تدريجياً حيث يغرب بعدها بفترة قصيرة، ولا تزال رؤيته غير ممكنة بسبب قربه من الشمس. وسيصل إلى أبعد مسافة له عن الشمس بالنسبة للراصد من الأرض في بداية الشهر القادم.
- الزهرة: في بداية الشهر يغرب الزهرة بعد الشمس بفترة قصيرة ثم يعبر بين الأرض والشمس في منتصف الشهر وبعد ذلك يصبح شروقه قبل فترة قصيرة من شروق الشمس. ولذلك فإن كوكب الزهرة لن يشاهد خلال هذه الفترة نظراً لقربه الشديد من الشمس في السماء. وهو يكون مع الشمس في كوكبة الأسد.
- المريخ: لا يزال المريخ قريباً جداً من الشمس في السماء بعد عبوره على الجهة المقابلة من المجموعة الشمسية منذ شهرين. وهو يشرق قبل الشمس بفترة قصيرة جداً خلال هذا الشهر. ولذلك فهو سيكون قريباً جداً من الشمس في السماء ولا يشاهد خلال هذه الفترة. وهو ينتقل من كوكبة الجوزاء إلى كوكبة السرطان.
- المشتري: يغرب المشتري بعد الشمس بفترة قصيرة خلال معظم أيام الشهر ويكون قريباً جداً منها حيث لا يمكن مشاهدته. وفي السابع والعشرين من الشهر يعبر على الجهة المقابلة من المجموعة الشمسية ليشرق قبل الشمس بفترة قصيرة في باقي أيام الشهر. ولذلك فهو غير قابل للرصد خلال هذه الفترة. ويكون في كوكبة الأسد.
- زحل: لا تزال ظروف رؤية كوكب زحل مثالية خلال هذا الشهر، حيث يشاهد في النصف الأول من الليل ويغرب في حوالي منتصف الليل. ويكون بين كوكبتي الميزان والعقرب، حيث يشاهد كنجم أصفر قريب من نجم قلب العقرب ذي اللون الأحمر. وهو يصل إلى التربيع في السابع عشر من الشهر ويقترن مع القمر في التربيع الأول في الثاني والعشرين من الشهر.
ظروف رؤية القمر خلال هذا الشهر
- 8/7 القمر في التربيع الأخير في كوكبة الحمل.
- 8/9 اقتران القمر مع نجم الدبران في كوكبة الثور.
- 8/14 ولادة الهلال الجديد لشهر ذي القعدة في كوكبة الأسد.
- 8/19 اقتران القمر مع نجم السماك الأعزل في كوكبة العذراء.
- 8/22 القمر في التربيع الأول مقترناً مع كوكب زحل في كوكبة الميزان.
- 8/29 القمر البدر في كوكبة الدلو.
