نقدم لكم في هذا الموجز أهم الأحداث الفلكية التي سيشهدها هذا الشهر بالإضافة إلى حركة القمر والكواكب خلال هذه الفترة. ويمكنكم الاستعانة بالمعلومات والصور المذكورة في هذه المقالة للتعرف على سماء الليل ورؤية النجوم والكواكب المختلفة بالعين المجردة بسهولة كبيرة. احتفظ بهذه المقالة وتابع روائع السماء يوماً بيوم خلال هذا الشهر!
هذا الشهر هو شهر غني بالأحداث الفلكية، حيث يتميز بأربعة كواكب تزين السماء الشرقية في الصباح الباكر، وتتراقص مع بعضها البعض ومع الهلال الذي يعبر بينها خلال أيام الشهر المتتالية. كما يتلاعب القمر بنجم الدبران مرة في بداية الشهر ومرة أخرى في نهايته، ليحجبه في أجزاء واسعة من نصف الكرة الأرضية الشمالي في نهاية الشهر.
نبدأ رحلتنا مع اليوم الثاني من الشهر، حيث يُشاهد القمر قريباً من نجم الدبران ومجموعة الثريا النجمية في كوكبة الثور، وذلك على مسافة تبلغ حوالي ثمان درجات قوسية من المنطقة العربية. وفي الواقع يُشاهد احتجابٌ للنجم خلف القمر من بعض المناطق حيث يختفي نجم الدبران خلف القمر تماماً لأكثر من ساعة، ولكن الاحتجاب لا يشاهد إلا من أجزاء محدودة من اليابسة في المناطق الشمالية للمحيط الهادي، وهو لا يُشاهد من المنطقة العربية ولا من أوروبا. والتوقيت الأفضل لرصد الاقتران هو من بعد منتصف الليل فوق الأفق الشرقي، وتقل المسافة بين القمر ونجم الدبران مع تقدم ساعات الليل. ونجم الدبران هو نجم أحمر اللون ينتمي إلى كوكبة الثور، ويمكن أيضاً مشاهدة مجموعة الثريا النجميّة في الجوار، وهي عنقودٌ نجمي مفتوح يتألف من عدة نجوم زرقاء ساطعة متجمعة مع بعضها البعض في مساحة صغيرة من السماء.
سيكون الأفق الشرقي مسرحاً لحركة مراوغة للقمر بين ثلاثة من الكواكب القريبة من بعضها البعض. يكون كل من الزهرة والمريخ والمشتري في كوكبة الأسد فوق الأفق الشرقي، وسيعبر القمر بين هذه الكواكب بين الثامن والعاشر من الشهر. تشاهد جميع هذه الاقترانات في الصباح الباكر، وذلك قبل شرقو الشمس بحوالي ساعتين إلى ساعة واحدة. يكون الهلال في الثامن من الشهر على مسافة 7 درجات قوسية من كوكب الزهرة. وفي التاسع من الشهر يصبح الهلال بين الزهرة والمريخ بحيث يبعد 3 درجات قوسية عن الأول و6 درجات عن الثاني. أما في العاشر من الشهر فسيصبح على بعد حوالي 4 درجات قوسية من كوكب المشتري. ويكون الاقتران في كوكبة الأسد قريباً من نجم قلب الأسد ذي اللون الأزرق اللامع.
في الثاني عشر من الشهر يصل كوكب أورانوس إلى التقابل مع الشمس. ويعني ذلك أن أورانوس يصبح مقابل الشمس تماماً في السماء بالنسبة للراصد الأرضي، فهو يشرق مساءً مع غروب الشمس ويغرب صباحاً مع شروق الشمس. ويكون أقرب ما يمكن إلى الأرض خلال هذه الفترة. ورغم أنه من الصعب رؤية أورانوس بالعين المجردة إلا من منطقة مُظلمة تماماً، إلا أنه من الممكن رؤية قرصه الأزرق بسهولة بواسطة تلسكوب صغير إذا عرف المرء أين يبحث عنه بالاستعانة بالخرائط الفلكية، حيث يكون في كوكبة الحوت.
في صباح السادس عشر من الشهر ينضم عطارد إلى السيمفونية الكوكبية فوق الأفق الشرقي، حيث يصل إلى أبعد مسافة له عن الشمس فوق الأفق الشرقي. ويمكن رؤية عطارد في الصباح الباكر على ارتفاع حوالي عشر درجات فوق الأفق الشرقي ضمن كوكبة العذراء إذا كانت المنطقة مكشوفة جيداً من الجهة الشرقية. وفي اليوم نفسه يتصادف اقتران المشتري والمريخ معاً على مسافة قريبة جداً تقل عن درجة قوسية واحدة. ويكون كوكب الزهرة في الجوار بطبيعة الحال.
وفي مساء نفس اليوم يقترن الهلال الجديد لشهر مُحرّم مع كوكب زحل، ولكن هذه المرة جهة الغرب. ويُشاهد الاقتران مباشرة بعد غروب الشمس فوق الأفق الجنوبي الغربي، حيث يقترن كوكب زحل مع الهلال الجميل على مسافة درجتين قوسيتين فقط في كوكبة العقرب. ويكون قريباً جداً من نجم قلب العقرب ذي اللون الأحمر المميز، أما كوكب زحل فهو يبدو لامعاً بلون أصفر.
وفي الحادي والعشرين من الشهر تعبر الأرض في مدارها حول الشمس ضمن السحابة الغبارية الكبيرة التي خلفها مذنب هالي وراءه في عبوره الأخير عام 1987. ويؤدي ذلك إلى هطول شهابي قد يصل معدله إلى 20 شهاب وربما أكثر في الساعة الواحدة. وتبدو الشهب وكأنها آتية من جهة كوكبة الجبار في السماء الشرقية. والتوقيت الأفضل لرصد الشهب هو من بعد منتصف الليل، ويزداد عدد الشهب قبل الفجر. ومن الجدير بالذكر أن القمر يغرب في حوالي منتصف الليل، مما يحسن من ظروف الرصد.
وتعود كواكب السماء الشرقية للعب في نهاية الشهر، حيث يصل كوكب الزهرة في السادس والعشرين من الشهر إلى أقصى مسافة له عن الشمس في سماء الراصد الأرضي، وفي نفس اليوم يقترن مع كوكب المشتري على مسافة قريبة جداً تبلغ 1.1 درجة قوسية فقط مكرراً الاقتران الذي حدث في السماء الغربية منذ ثلاثة أشهر في شهر رمضان الماضي. ويحدث ذلك في كوكبة الأسد وبالقرب من كوكب المريخ ونجم قلب الأسد. والتوقيت الأفضل للرصد هو من بعد الفجر فوق الأفق الشرقي.
وأخيراً يتكرر اقتران القمر مع الدبران للمرة الثانية خلال هذا الشهر، ولكن هذه المرة مع حدوث احتجاب للدبران خلف القمر في مناطق واسعة من العالم، وذلك في الثلاثين من هذا الشهر. يُشاهد الاحتجاب من كامل روسيا وأوروبا، بالإضافة إلى الأجزاء الشمالية من سوريا ودول المغرب العربي. وتكون ذروة الاحتجاب في الحادية عشرة مساءً من اليوم السابق (29/10) بالتوقيت العالمي. ولا يشاهد الاحتجاب من باقي الدول العربية رغم أن الاقتران سيكون قريباً جداً فيها، حيث يبدو الدبران وكأنه يلامس حافة قرص القمر. ويمكن رؤية هذه الأجرام من بعد منتصف الليل في السماء الشرقية.
ظروف رؤية الكواكب خلال هذا الشهر
- عطارد: بعد أن كان في الاقتران السفلي في اليوم الأخير من الشهر السابق، فإن عطارد يعود للابتعاد عن الشمس تدريجياً خلال هذا الشهر. ورغم أنه لا يشاهد في النصف الأول من الشهر نظراً لقربه من الشمس، إلا أنه يصل إلى التباعد الأعظمي عن الشمس في السادس عشر من الشهر، حيث يصبح مرئياً بسهولة في الصباح الباكر فوق الأفق الشرقي بحوالي عشر درجات، حيث يكون قريباً من الزهرة والمريخ والمشتري في السماء ويكون في كوكبة العذراء.
- الزهرة: يستمر كوكب الزهرة في تباعده عن الشمس خلال هذا الشهر، حيث يكون في كوكبة الأسد ويشاهد فوق الأفق الشرقي في الصباح الباكر قبل شروق الشمس. وهو يقترن مع الهلال القديم لشهر ذي الحجة في الثامن من الشهر، ويصل إلى الاقتران الأعظمي في السادس والعشرين من الشهر، وفي نفس اليوم يشاهد مقترناً مع كوكب المشتري على مسافة تبلغ حوالي درجة قوسية واحدة.
- المريخ: تتحسن ظروف رؤية كوكب المريخ خلال هذا الشهر مع ابتعاده تدريجياً عن الشمس، حيث يشاهد في الصباح الباكر قبل شروق الشمس وفوق الأفق الشرقي، ويكون في كوكبة الأسد. وفي التاسع من الشهر يشاهد مقترناً مع الهلال القديم لشهر ذي الحجة. وفي السادس عشر من الشهر يقترن مع كوكب المشتري حيث تكون المسافة بينهما أقل من درجة قوسية واحدة.
- المشتري: تتحسن ظروف رؤية كوكب المشتري خلال هذا الشهر مع ابتعاده التدريجي عن الشمس في السماء الشرقية. وهو يشاهد في كوكبة الأسد طوال الشهر حيث يمكن رؤيته كنجم ساطع فوق الأفق الشرقي في الصباح الباكر. ويقترن المشتري مع الهلال القديم لشهر ذي الحجة في التاسع والعاشر من الشهر، كما يقترن مع المريخ على مسافة تقل عن درجة قوسية واحدة في السادس عشر من الشهر، وأخيراً يقترن مع الزهرة على مسافة درجة قوسية واحدة أيضاً في السادس والعشرين من الشهر.
- زحل: يبدأ كوكب زحل بالاقتراب من الشمس في السماء الغربية خلال هذا الشهر، حيث تصبح ظروف رؤيته أكثر صعوبة. وهو يكون في كوكبة العقرب ويشاهد لفترة قصيرة في السماء الغربية بعد غروب الشمس. ويشاهد مقترناً مع الهلال الجديد لشهر محرم في السادس عشر من الشهر وعلى مسافة قريبة.
ظروف رؤية القمر خلال هذا الشهر
- 10/2 اقتران القمر في مع نجم الدبران في كوكبة الثور.
- 10/5 القمر في التربيع الأخير في كوكبة الجوزاء.
- 10/8 اقتران الهلال مع كوكب الزهرة في كوكبة الأسد.
- 10/9 اقتران الهلال مع كوكب المريخ في كوكبة الأسد.
- 10/10 اقتران الهلال مع كوكب المشتري في كوكبة الأسد.
- 10/13 ولادة الهلال الجديد لشهر محرم في كوكبة العذراء.
- 10/16 اقتران الهلال مع كوكب زحل في كوكبة العقرب.
- 10/20 القمر في التربيع الأول في كوكبة القوس.
- 10/27 القمر البدر في كوكبة الحوت.
- 10/30 اقتران القمر مع نجم الدبران واحتجاب الدبران.
ملاحظات
[1] تم تصميم الصور بالاستعانة ببرنامج Stellarium.