روسيا تتجهز لقطع البلد بأكملها عن الإنترنت

في تجربة مثيرة للاستقلال التكنولوجي، تخطط روسيا لفصل شبكة الإنترنت الخاصة بها عن باقي العالم، في تجربة "فصل" عملاقة ستمسُّ أكثر من 100 مليون مستخدم إنترنت روسيّ.

هذا الحدث، والذي تفاخرت الدولة بنيّتها القيام به لسنوات، سيكون اختباراً مُؤقّتاً مُصمَّماً لفحص إمكانية شبكة إنترنت روسية معزولة العمل بوضعية "غير متصل بالإنترنت" (offline) في حالة هجوم إلكتروني يفصلها قسراً عن الخوادم (Servers) الأجنبية.

صرّح جيرمان كليمنكو German Klimenko المستشار السابق في شؤون الإنترنت لدى الرئيس فلاديمير بوتين Vladimir Putin عام 2016: "نحن نتحدث عن حماية البنية التحتية الحسّاسة التي من المفترض أن تتواجد في الأراضي الروسية"، هناك احتمالية عالية لحدوث تغيرات بنيوية في علاقتنا مع الغرب، وبالتالي فإن مهمتنا معادلة الجزء الروسي من الإنترنت لحمايته من سيناريوهات مشابهة".

ذلك النوع من التفكير هو الآن في طور التحول إلى قانون، إذ حصلت مسودة مشروع قانون (تم تقديمها في ديسمبر/كانون الأول 2018) في بداية شهر فبراير/شباط من العام الحالي 2019 على موافقة مبدئية من صانعي القرار الروس، وبموجب تشريع المسودة، يجب على مزودي خدمة الإنترنت الروس تنفيذ إجراءات تقنية في شبكاتهم لمواجهة التهديدات المحتملة من المهاجمين الأجانب، وبالتالي عزل الإنترنت الروسي (رونت Runet) عن باقي الويب، وضمان أن كل الحركة على الشبكة تحصل على أنظمة الدولة الداخلية.

في نفس الوقت، ستكسب روسكومنادزور (Roskomnadzor) الوكالة الروسية المسؤولة عن الاتصالات قوىً جديدة لتتحكم وتراقب المواد الإعلامية المحظورة على الإنترنت، إذ تقوم بهذه المهمة حالياً شركات مزودي خدمة الإنترنت بشكلٍ مستقل.

يقول محرّكو هذه المبادرة أن هذه الحركة تأتي كردٍّ على عدائية الاستراتيجية الجديدة للأمن الإلكتروني الخاصة بحكومة الولايات المتحدة الأمريكية والتي تم الكشف عنها في سبتمبر/أيلول 2018.

قال ليونيد ليفين Leonid Levin رئيس اللجنة الروسية لتكنولوجيا المعلومات في يناير/كانون الثاني 2019: "إن النداءات الصادرة من الغرب بزيادة الضغط على بلدنا تجبرنا على التفكير بطرقٍ إضافية لحماية السيادة الروسية في الفضاء الإلكتروني، فقطع روسيا عن شبكة الويب العالمية هو أحد السيناريوهات المحتملة وسط تصاعد التوترات العالمية".

لكن ليس الجميع في روسيا مع هذه الخطة

يقول مؤيدو حقوق الإنسان وحرية الإنترنت أن هذا القطع يهدد بخلق ديستوبيا تكنولوجية شبيهة بجدار الحماية الصينيّ العظيم (The Great Firewall of China).
وكذلك يرى الاتحاد الروسي للصناعيين ورجال الأعمال هذه الإجراءات المتشددة أخطر على عمل الإنترنت الروسي من أي هجماتٍ إلكترونية أجنبية افتراضية.

يقول خبير الإنترنت الروسي فيليب كولين Filipp Kulin لخدمة اللغة الروسية التابعة لبي بي سي (BBC's Russian language service): "إن فصل روسيا عن الويب العالمي يعني أننا بالفعل في حالة حربٍ مع الجميع، وفي هذه الحالة يجب أن نفكر في كيفية زراعة البطاطا في شتاء نووي، بدلاً من التفكير بالإنترنت".

على الرغم من هذه التحفظات، يُتوقَّع أن يتم إدراج هذه الخطة المثيرة للجدل بالقانون قريباً، وبالرغم من عدم وجود علمٍ بالموعد المحدّد لتنفيذ عملية الفصل هذه، لكن من المفترض حدوثها قريباً.

لم يتم وضع تاريخ محدد لهذه العملية، لكن حسب المخطط، من المفترض أن تحصل عملية قطع الإتصال هذه قبل الأول من أبريل/نيسان من العام الحالي 2019.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات