نحو علاج أفضل للسرطان: دواء قادر على عبور الحاجز الدماغي الوعائي

في جهود مبذولة من أجل تطوير علاج لسرطان الدماغ، ذكر علماء من مركز جون هوبكينز لاستكشاف الدواء Johns Hopkins Drug Discovery ومعهد بلومبيرغ-كيميل للعلاج المناعي للسرطان Bloomberg-Kimmel Institute for Cancer Immunotherapy التابع لمركز كيميل للسرطان Kimmel Cancer Center، أنهم عدّلوا بنية دواء تجريبي لتحسين قدرته على عبور الحاجز الأقل نفوذيةً وهو الحاجز الدماغي الوعائي.

وأظهرت نتائج تجاربهم المُجراة من أجل برهان هذا المفهوم عند القردة أن توزيع الدواء للدماغ أفضل بعشرة أضعاف مقارنةً مع أجسام بقية الحيوانات، ونُشِر ذلك في طبعة 29 آب/أغسطس في مجلة Medical Chemistry.


بدأ العلماء بتجربة دواء مضاد للسرطان مُستَخلَص من جراثيم وُجِدَت في تراب البيرو منذ أكثر من 70 سنة، يُدعى 6 ديازو-5 أوكسو إل نورليوسين 6 diazo-5-oxo L norleucine أو DON اختصاراً، وكبح هذا الدواء الاستخدامَ الخلوي لوحدة البناء البروتيني وهي الغلوتامين.

يقول العلماء إن استخدام DON لوحده جعل الأورام تنكمش في التجارب السريرية المُجراة على أفراد لديهم مراحل متقدمة من أنماط مختلفة من السرطان، لكن أُثبِت في النهاية أنَّه سامٌّ جداً على البشر نظراً لضرره المُحدَث على السبيل المعدي المعوي وذلك بسبب شراهته للغلوتامين.

تقول باربارا سلوشر Barbara Slusher الحاصلة على الدكتوراه والأستاذة في علم الأعصاب والطب والطب النفسي والعلوم العصبية وعلم الأورام في مدرسة الطب في جامعة جون هوبكنز Johns Hopkins ومديرة قسم اكتشاف الدواء التابع لجون هوبكنز: "تساءلنا ما إذا استطعنا إنتاج شكل من DON آمن أكثر ويمكن تحمله أكثر عن طريق تعزيز قدرته على العبور إلى الدماغ وتقليل تعرّض بقية الجسم له وبالتالي تقليل سميّته.

اجتمعت سلوشر في فريق مع اختصاصيّ علم المناعة في مركز جون هوبكنز كيميل للسرطان الطبيب والدكتور جوناثان باول Jonathan Powell الذي درس كيف تستطيع الخلايا السرطانية استخدام سبل استقلابية مختلفة تتجنّب بها أن تتدمر من قبل الخلايا المناعية.

يقول باول هو Powell مدير مساعد في معهد بلومبيرغ-كيميل للمعالجة المناعية للسرطان: "يستخدم الورم استقلاباً عدوانياً كي ينمو، ماصاً بذلك كل المُغذِّيات المحيطة مما ينتج عنه وسط حامضي فقير جداً بالأوكسجين لا يسمح بوصول الخلايا المناعية القاتلة للسرطان".

يعتقد باول أن استخدام أدوية كابحة للغلوتامين لاستهداف استقلاب الورم من الممكن أن يجعل الوسط المحيط بالورم أقل قساوة مُبطّئاًً بذلك نموه ومفسحاً المجال أمام الجهاز المناعي ليُهاجم الخلايا السرطانية، يقول باول: "نأمل بتعزيز بعض أدوية المعالجة المناعية بإضافة مضادات الغلوتامين تلك".

ولتعديل DON، قامت سلوشر وفريقها الخاص باكتشاف الدواء، بتصميم وتصنيع مُشتقّات متعددة مركّزين على جعل الدواء أكثر انحلالاً بالدسم (محباً للدسم)، وهي ميزة معروفة بأنها تُساعد على العبور عبر الحاجز الدماغي الوعائي، وصُمِّمَت هذه المشتقات بحيث سرعان وصولها إلى داخل الدماغ، تخضع للاستقلاب مرةً أخرى وتتحول إلى DON.

لقد أعطوا DON ومشتقِّ معدّل -دُعِيَ 5C- بالطريق الوريدي لاثنين من القردة، وبعد مرور 30 دقيقة، قاسوا كمية الدواءين في السائل الدماغي الشوكي وبلازما الدوران عند القردين (وهي القسم السائل من الدم والذي يبقى بعد إزالة خلايا الدم والصفيحات والمكونات الخلوية الأخرى) فكان تركيز الدواء في دم القرد الذي تلقّى DON أقل بسبع مرات مما هو عند القرد الذي تلقّى 5C.


كما وجد العلماء في القرد الذي تلقّى 5c -الذي يتحول في الدماغ إلى DON- كمية من DON في السائل الدماغي الشوكي أكثر بعشر مرات مما وُجد عند القرد المُعالَج بـ DON غير معدَّل.

تقول سلوشر: "لقد أظهرنا أنّ بإمكاننا تعديل هذه الأدوية بحيث تصبح أكثر نوعيّة باستهدافها الدماغ وتقليل سميّتها على بقية الجسم، ومن المحتمل أن تكون هذه الاستراتيجية ممكنة الاستخدام في تطوير أدوية مُصمّمَة خصيصاً لسرطانات مختلفة".

دعمت إحدى جوائز ماريلاند لمبادرة الابتكار التابعة لشركة تطوير التكنولوجيا TEDCO هذه الدراسة، ومعهد Bloomberg Kimmel للمعالجة الوراثية للسرطان في Johns Hopkins، وتمّ تنفيذه بالمشاركة مع معهد الكيمياء العضوية والكيمياء الحيوية في جامعة العلوم في جمهورية تشيكوسلوفاكيا.


ومن العلماء الآخرين المشاركين في هذا البحث


رنا ريس Rana Rais، مايكل نيديلكوفيك Michael Nedelcovych، جيسي آلت Jesse Alt، جودسون إنغلرت Judson Englert، كاميلو روجاس Camilo Rojas، آن لي Anne Le، أميرة الغوغري Amira Elgogary، جيسيكا تان Jessica Tan، كيلي بيت Kelly Pate، وروبرت آدام Robert Adam من جون هوبكنز ودانا فيراريس Dana Ferraris من كلية McDaniel، وبافيل ماجر Pavel Majer، وأندريج جانكاريك Andrej Jancarik، لوكاس تينورا Lukas Tenora، ولينكا مونينكوفا Lenka Monincova من جامعة تشيكوسلوفاكيا للعلوم.


تنوي شركة دراسين للدوائيات Dracen منح رخصة رسمية للتقنية التي نوقشت في هذا الإصدار من جامعة جون هوبكنز.

 

الدكاترة سلوشر وباول وريس هم مؤسسون ولديهم أسهم في شركة دارسين.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات