بفضل مُهمة نيو هورايزنز New Horizons تمكنّا لأولِ مرةٍ من رؤية سطح بلوتو وأقماره من مسافةٍ قريبةٍ جدًا. لقد كانت تجربة لا تُنسى وحدثاً بارزاً في رحلة استكشافنا الأولية للنظام الشمسي. لكن لن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي ننطلق فيها في مهمات استكشافٍ لأعماق الفضاء؛ فما زال هناك العديد من الألغاز خارج الأرض التي تنتظر أن نكشف عنها. في الوقت الحالي، تقوم المَهمات الروبوتية التي تجوب نظامنا الشمسي بالعمل على حل تلك الألغاز.
وفيما يلي بعض الأمور التي نترقبها:
- نيو هورايزنز تُواصل مَهمتها

ستُسطّر كتب التاريخ عملية التحليق التي قامت بها مركبة نيو هورايزنز حول بلوتو، لكن هذه الرحلة لن تكون الأخيرة في هذه القصة إذ ستستغرق المركبة 16 شهراً لكي تُرسل كافة البيانات والصور التي جمعتها أثناء لقائِها ببلوتو القابع على بُعد أكثر من 3 مليارات ميل منا. وسيعكِف العلماء على دراسة تلك البيانات لسنين عديدة من أجل فهم بلوتو والنظام الشمسي ككل. وعلى امتداد فترة طويلة قادمة، سنرى صوراً جديدة وستتناهى إلى مسامعنا اكتشافات غير مسبوقة حول ذلك العالم البعيد. وبينما تواصل نيو هورايزنز رحلةَ الذهابِ بلا عودة، فقد تسنح لها فرصةٌ دراسة أجرام أخرى أصغر في حزام كايبر Kuiper Belt.
- "دوان" تستكشف الكوكب القزم الغامض سيريس
أثناء تحليق نيو هورايزنز السريع بالقرب من نظام بلوتو، كانت هناك مركبة فضائية روبوتية أخرى تعمل بعيداً في مكانٍ آخر وهي المركبة دوان Dawn، حيث كانت تقوم بتشغيل محركاتها الأيونية حتى تُحكم زمام دورانها في فلك كوكب قزم آخر وهو سيريس Ceres. يستمد سيريس، الذي يُعدّ أضخم الأجرام في حزام الكويكبات، شُهرته الفعلية من احتوائه على نقاطٍ مُضيئةٍ غامضةٍ ومُثيرةٍ للاهتمام. لكن ما هي تلك النقاط؟ لا أحد يعلم بالتحديد، لكن هذا الموضوع وغيره من الأمور الأخرى ستكون محط اهتمامٍ كبيرٍعلى مرّ الأشهر القادمة أثناء مواصلة داون عمليات استكشافها للكوكب القزم.
- كاسيني تستعِد لمشهد النهاية في زحل
على مدار أكثر من عقد من الزمان، طافت مركبة الفضاء كاسيني مختلف أنحاءِ نظام زحل. وقد أدت الاكتشافات التي حققتها أثناء تجوالها بين أقمار الكوكب العملاق الجليدية وحلقاته المُتلألأة إلى تغيير نظرة العلماء نحو عمليات استكشاف الكواكب. ولكن مع تناقصِ الوقود على متنها، ستلقى كاسيني مصيرها المحتوم (وهو الاصطدام بالغلاف الجوي لزحل بسرعة مُفزعة) حيث من المُتوقع حدوث هذا في العام 2017. بالرغم من هذه النهاية الرهيبة، إلا أن المركبة ستقوم بعدة أمور قبل اصطدامها بالكوكب، حيث سيشمل هذا قيامها بعمليات تحليقٍ عبر الينابيع الحارة على سطح القمر إنسيلادوس Enceladus، ومواجهات قريبة مع حلقات زحل وعمليات مرور مُنخفض بالأقمار الأخرى. لكن المغامرة الأخيرة التي ستقوم بها كاسيني ستكون هي الأكثر تشويقاً، إذ أنها ستدخل المنطقة غير المستكشفة من قبل والواقعة بين حلقاتِ زحل وقِمم السحب المضطربة. سترغبون لا محالة في مُشاهدة ما ستكتشفه المركبة هناك.
- المركبة جونو تصل إلى المشتري
في الرابع من يوليو/تموز من عام 2016، ستدخل المركبة الفضائية، جونو Juno، في مدارٍ حول كوكب المُشتري. وفي جولتها تلك، ستُجازف المركبة بالتعرّض للإشعاع الشديدِ الصادر عن الكوكب لكي تقترب لمسافة بضعة آلاف من الأميال أو الكيلومترات من قمم سُحب المُشتري. الهدف من هذا التحليق هو جمعُ بياناتٍ حول الحقول المغناطيسية وحقول الجاذبية الخاصة بالمُشتري. كما ستُحلّق جونو فوق المناطق القطبية للكوكب والتي لم يتم استكشافها من قبل، حيث ستقوم بجمعِ الصور الأولى لهذه المناطق إلى جانب تسجيل بياناتٍ عن القوى الكهرومغناطيسية والجسيمات عالية الطاقة الموجودة هناك.
- الرحلة إلى المريخ تستمر

- مذنّب روزيتا يقترب أكثر من الشمس

كل يومٍ يتسببُ مدارُ المذنّب 67P/Churyumov-Gerasimenko باقتراب الأخير شيئاً فشيئاً من الشمس، ويزدادُ نشاط المذنب قليلاً بشكل يومي نظراً للدفء الذي يستمده من الشمس. هذا ومن المُقرر أن يشهد شهر أغسطس/آب من عام 2015 حُدوث الحضيض الشمسي Perihelion، وهو النقطة من المدار التي يكون عندها المذنب على أقرب مسافة له من الشمس. لطالما حدث هذا التفاعلُ بين الشمس والمذنّبات الزائرة لمليارات السنين، لكن الفرق هذه المرة أن هناك مركبة فضائية من الأرض في المكان، حيث سيكون بإمكانها مُشاهدة هذا الاقتراب من الشمس. من جهتها، ستقوم مركبة روزيتا بإرسال بعض المعلومات والبيانات المُشوقة حول المذنّبات وأذيالها إلى الأرض.
مهمات أخرى جارية وأخرى قيد التحضير
هناك العديد من المهمات الفضائية الجارية التي تقوم بإرسالِ صورٍ وبيانات حول اكتشافاتها المُذهلة إلى الأرض، ويشمل هذا كلاّ من المُستكشف القمري المداري (Lunar Reconnaissance Orbiter) المُتواجد في مدار حول قمر الأرض، ومُستكشف المريخ المداري (Mars Reconnaissance Orbiter)، ومُتجوّل كريوسيتي المريخي (Mars Curiosity rover)، ومركبات فُوياجر الفضائية (Voyager) المتواجدة في المساحات المُظلمة بين النجوم.