حالة نادرة من التوائم الحيتانية الملتصقة. بقلم جورجينا هاينز.
لقد تلقى الصيادون قبالة ساحل هولندا مفاجأةً كبيرةً عندما اصطادوا ما أصبح مؤكدًا الآن على أنه حالة غير مسبوقة الحدوث لتوأم متصل من الدلافين الساحلية أو خنزير البحر الساحلي (Phocoena phocoena).
بجسد واحد ورأسين مكتملي النمو فهي تعد حالة من التوأمة الجزيئية أو ما يعرف باللاتينية بالتوأم الملتصق ذو رأسين parapagus dicephalus. ويعد هذا الاكتشاف نادرًا للغاية، حيث تعتبر هذه الدلافين الذكرية المتصلة المكتشفة هي العاشرة من نوعها في رتبة الحيتانيات cetaceans (مجموعة من الحيوانات تضم أيضًا الحيتان والدلافين).
يقول إروين كومباني Erwin Kompanje من المركز الطبي الجامعي في جامعة إيراسموس في روتردام، وأحد مؤلفي البحث واصفًا النتائج: "يختلف تشريح رتبة الحيتانيات عن الثدييات البرية بشكل مُذهل، فهي مهيئة للتأقلم مع الحياة البحرية كثدييات، وما يزال الكثير غير معروف عنها. لذلك فإن اضافة أي ظاهرة (حالة) أخرى للحالات التسعة المعروفة يجلب معرفةً أكثر حول هذا الجانب العلمي".
لقد أعاد الصيادون هذا التوأم إلى مياه المحيط -هذا التوأم الذي يُحتمل أنّه كان فعليًا ميتاً عند التقاطه- معتقدين أن الاحتفاظ بها سيكون فعلا غير قانوني، لكن استطاعوا التقاط سلسلة من الصور الهامة والمفيدة لإجراء بحث علمي على هذه الظاهرة.
يقول كومباني أن من المؤسف عدم قدرة الباحثين على فحص التوأم مباشرة، ولكن ما زال بإمكانهم الاستفادة من الصور المُلتقطة.
حديثا الولادة
نعلم أن التوأم قد فارق الحياة بعد الولادة بفترة وجيزة وذلك لأن الذيل لم يتصلب بعد، وهذا شيء ضروري للدلافين حديثة الولادة لتتمكن من السباحة، على حد قول كومباني. وهناك شواهد أخرى تقر حداثة عمرهم، كوجود زعنفة ظهرية مسطحة التي ينبغي لها أن تصبح متعامدة (رأسية) سريعًا بعد دخولهم لمياه المحيط، وأيضا وجود شعيرات على الشفاه العليا والتي من المفترض تساقطها بعد فترة قصيرة من الولادة.
بمكن أن تحدث التوأمة الجزيئية بواحدة من إحدى هاتين الطريقتين، إما اندماج قرصين جنينيين بدئيين منفصلين أو انقسام اللاقحة أثناء مرحلة النمو البدائية.
وأضاف كومباني: "ولادة توأم طبيعي في رتبة الحيتانيات ضعيفة للغاية، لأنه ببساطة لا يوجد حيز كافي في جسم الأنثى لاحتواء أكثر من جنين واحد".
من المرجّح أنَّ مُعظم التوائم الملتصقة لن تُلاحَظ ولن يتسنى للعلماء الفرصة لدراستها وهذا بسبب ضخامة محيطاتنا، لكن كومباني يقول: "ستصبح التوائم المتصلة أكثر انتشارا عن الحالات العشر المعروفة في هذه الآونة، ولكننا لسنا على علم بها لأنها تولد في مياه البحار ولا يُعثَر عليها أبدًا".
