كيف تشارك المواقع المختلفة بياناتك الشخصية؟ ومع من؟

يقول باحث الخصوصية تيموثي لايبرت Timothy Libert: "إن تشتت البيانات هي الفكرة التي تمكّن المستخدمين من معرفة أولئك الذين يتتبعون سلوكيّات تصفحّاتهم فقط عن طريق قراءة سياسات الخصوصية للموقع".
 

فإذا كنت تريد معرفة كيفية مشاركة الموقع لبياناتك الشخصية، ربما ستميل إلى قراءة سياسة الخصوصية على الإنترنت. لذا كن مستعدًا لأي خيبة أمل، حيث تكشف بشكل واضح سياسات الخصوصية للموقع عن جزءٍ صغيرٍ فقط من ممارسات تبادل البيانات في المواقع وذلك وفقًا لبحثٍ جديدٍ يُلقي بظلال الشك فيما ما إذا كان بإمكان المستخدمين اتخاذ قرارات مدروسة بشأن نشاطاتهم على الإنترنت أم لا.
 

أجرى البحث المقدّم في 25 أبريل/نيسان في مؤتمر الويب في ليون Lyon في فرنسا France، تحقيقًا في عمليات الكشف عن تبادل البيانات لأكثر من 200 ألف موقع مثل الصفحة الرئيسية لولاية آركانساس Arkansas وموقع رابطة موسيقى الكانتري Country. وعلى وجه التحديد، نظرت اللجنة في كيفية تبادل هذه المواقع للبيانات مع أطرافٍ ثالثة، مثل وكالات الإعلان وسماسرة البيانات، فضلًا عن كيفية وصف هذه المواقع لسياسات الخصوصية الخاصة بهم.
 

ولأغراض هذا التحليل، استخدم لايبرت أداة برمجية تدعى ويب إكس ري webXray لتتبع عمليات نقل البيانات من كل موقع على الإنترنت إلى جامعيّ بيانات الأطراف الثالثة. ومن أصل 1.8 مليون عملية نقل البيانات المتتبعة، تمّ إرسال 14.8 في المئة فقط إلى الأطراف الثالثة المذكورة في سياسات الخصوصية لتلك المواقع.
 

وذهبت بقية البيانات إلى الأطراف الثالثة حيث أن المستخدمين لا يعرفون فيما إذا كانوا قد قاموا بقراءة السياسة العامة ليبانات المواقع.
 

ووجد لايبرت أنه من المرجح أن يُكشف عن عمليات نقل البيانات إلى الأطراف الثالثة المعروفة مثل غوغل Google، وفيسبوك Facebook، وتويتر Twitter أكثر من عمليات نقلها لإخفاء الكيانات. وعلى سبيل المثال، كُشف عن 38.3 في المئة من مناقلات البيانات المرسلة إلى غوغل كما أن معدل الإفصاح عن وسيط البيانات أكسيوم Acxiom كان 0.3 في المئة.
 

يظهر تحليل نقل بيانات لأكثر من 200 ألف موقع لجمع بيانات الطرف الثالث أنه عادةً ما تفصح المواقع عن سياسات الخصوصية الخاصة بها بالضبط حيثما تُرسل البيانات. ومن المرجح أن يكشف نظام جمع البيانات لغوغل عن حوالي 38 في المئة من عمليات نقل البيانات القادمة من مواقع يُطلق عليها غوغل في بيان سياساتها. وأظهرت الكيانات الأكثر غموضًا، مثل كوانت كاست Quantcast، معدلات إفصاح قليلة جدًا وخمسة عشر من أنظمة جمع البيانات التي تم تتبعها لم تتجاوز 1 في المئة.


مشاركة البيانات والكشف عن سياسة الخصوصية
مشاركة البيانات والكشف عن سياسة الخصوصية


ويقول لايبرت من جامعة أكسفورد Oxford: "أنه حتى ولو كانت سياسة الخصوصية للموقع الواردة لكل الأطراف الثالثة المشتركة بالبيانات سيظل المستخدمين لا يعرفون كيفية انتشار معلوماتهم". وذلك لأن الأطراف الثالثة التي تتلقى معلومات المستخدم من مواقع الويب يمكنها بعد ذلك مشاركة تلك البيانات مع الكيانات الأخرى. كما يقول أنه: "الظهور على الإنترنت هو نوع بمثابة نثر قصاصات الورق في الهواء ولا يوجد طريقة لمعرفة إلى أين ستنتهي بياناتك".
 

يقول كريستو ويلسون Christo Wilson وهو عالم الحاسب في جامعة نورث ايسترن Northeastern في بوسطن Boston غير العامل في هذا المجال: " أنه تتغيّر علاقات تبادل البيانات بين المواقع والأطراف الثالثة بسرعة كبيرة لدرجة أنه من المستحيل تقريبًا لمؤلفيّ سياسة الخصوصية مواكبتها. الإفصاح الوحيد الصحيح هو، أننا  نبيع بياناتك، ولا نعرف أين تذهب".
 

وجد لايبرت أن الذين لا يزالون يميلون إلى قراءة سياسات الخصوصية قد يرغبون في تخصيص بعض الوقت لذلك حيث أنه قد يأخذ منهم ما يقارب 90 دقيقة كحد متوسط لقراءة بيان الخصوصية للمواقع مع سياساتها المعروفة من أنظمة جمع بيانات الطرف الثالث. ويقول: "إن فكرة تتبّع المستخدمين للسجلات وقراءة سياسات الخصوصية واتخاذ القرارات هي محض الخيال".
 

ويقول ويلسون: " أنه يمكن لمستخدميّ الإنترنت محاولة الحفاظ على بياناتهم بعيدًا عن أيدي شركات الإعلان، في أمور مثل حجب الإعلانات المتشددة وقد لا تتغلب برمجيات حجب الإعلانات على جميع وكالات الإعلان". والأمر يزداد وضوحًا في كوننا بحاجة إلى أشياء مثل قانون حماية البيانات الأوروبي GDPR أو القانون العام لحماية البيانات حيث أن هذه المجموعة من القواعد تقيّد شركات التكنولوجيا من جمع واستخدام البيانات الشخصيّة النافذة في نطاق الاتحاد الأوروبي في أيار.
 

ويقول لايبرت: "إن الولايات المتحدة بحاجة إلى وكالة للإشراف على النظام الإيكولوجي لتبادل البيانات على غرار إدارة الغذاء والدواء  U.S. Food and Drug Administration لرصد نشاطات الصناعة الدوائية. كما يمكن شراء الدواء من المتجر وليس عليك الاستعانة بكتب الكيماء المدرسيّة والبحث في كل مركّب ومعرفة آثاره حيث أن شخصًا ما في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA يمكنه القيام بذلك".     

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات