ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺤﻦ ﺫﺍﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ؟

ﻣﻨﺬ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، أصبح ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ -وهو الجار الأقرب للأرض من الكواكب- ﻫﺪﻓﺎً ﺃﺳﺎﺳﻴﺎً ﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﺮﻭﺑﻮﺗﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻓﻘﺪ انطلقت ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ إلى الكوكب الأحمر، ﻟﻔﻬﻢ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ و الاختلاف ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﻭﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ.


توجد ﺃﺩﻟﺔ ﺟﺎﺯﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗﺪﻓﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺳﺎﺑﻘﺎً، وبسبب ارتباط الماء الوثيق بنشوء ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ على الأرض، فإن ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ الجوهري ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎلك ﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺎﺓ ﺣﻴﻨﻬﺎ؟

ﻳﺒﻘﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ غير المجاب عنها في سياق رحلات الاستكشاف المريخية، علاوةً على أنه الهدف الرئيسي لمهمة ﺇﻛﺴﻮﻣﺎﺭﺱ ExoMars. إن سطح ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺟﺎﻑ ﻭتغطيه اﻷﺷﻌﺔ ﺍلمؤذية الشديدة، ولذلك ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻪ ﻳﻮﻣﺎً ما، وقد كانت أفضل فرصة لظهور ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻠﻴﺎﺭ ﺳﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﺸﻜﻠﻪ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻓﺌﺎً ﻭﺭﻃﻮﺑﺔً من ﺍﻵﻥ، ﻣﺜﻞ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﺎﻟﻴﺎً. 


ﻟﺬﻟﻚ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻣﺪﻓﻮﻥٌ ﺗﺤﺖ ﺳﻄﺤﻪ، ولهذا السبب ستكون عملية ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ مترين ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ، ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ للمركبة الجوالة إكسومارس 2020.

ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫاته، ستقوم المركبة المدارية لتقفي أثر الغازات التابعة لمهمة إكسومارس 2016، ﺍﺧﺘﺼﺎﺭﺍً TGO بمتابعة نهج مختلف ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، ﻫﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ مؤشرات ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻥ ﻓﻲ ﻏﻼﻑ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺍﻟﺠﻮﻱ، وبالأخص تحديد فيما إذا كان ناتجاً ﻋﻦ ﻧﺸﺎﻁ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺃﻭ حيوي.

يمتلك TGO الدقة اللازمة لتحليل غاﺯﺍﺕ الكوكب ومنها الميثان ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭٍ ﻋﺎلٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ أكثر من ﺃﻱ ﺑﻌﺜﺔ ﺣﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺳﺎﺑﻘﺔ إلى ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، كما ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭتحديد خواص ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، وﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ يكون لها علاقة بمصاﺩﺭ ﺃﺧﺮﻯ للغاز كاﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات