ذوو الحس المواكب يسمعون الألوان ويذوقون الأصوات

أحد المصابين بالحس المواكب يرى رائحة الهواء النقي على هيئة مستطيلة، والقهوة على هيئة سحابة فقاعية.


ألقى باحثون في الجامعة الأسترالية الوطنية الضوء على ظاهرة الحس المواكب (synesthesia)، وهو واقع سماع الألوان، ورؤية الأصوات و غيرها من الظواهر الحسية المتداخلة. وقالت الباحثة الرئيسية، د.ستيفاني جودهيو Dr Stephanie Goodhew من كلية علم النفس التابعة للجامعة الأسترالية الوطنية Australian National University أن البحث وجد ترابطًا ذهنيًا بين المفاهيم المتعلقة ببعضها أقوى بكثير مما كان متوقعًا لدى ذوي الحس المواكب.

باحثو الجامعة الأسترالية الوطنية يلقون ضوءاً جديداً على ظاهرة الحس المواكب. حقوق الصورة:The Health Blog, Flickr
باحثو الجامعة الأسترالية الوطنية يلقون ضوءاً جديداً على ظاهرة الحس المواكب. حقوق الصورة:The Health Blog, Flickr

وأضافت: "بالنسبة لهم يكون هناك ترابط شديد بين كلمات مثل الطبيب و الممرض، بينما الترابط بين "طبيب" و"طاولة" رابط ضعيف جدًا. ويظهر هذا عندهم بشكل أكبر بكثير من غيرهم من غير المصابين".

وركز البحث على قياس مدى قيام ذوي الحس المواكب بربط المعاني بين الكلمات. ويمكن أن تساعد النتائج الباحثين في فهم أفضل للغموض المحيط بالحس المواكب، والذي قدرت الدكتورة جودهيو بأنه يصيب واحدًا من كل مئة شخص.

وقالت الدكتورة جودهيو أن لدى ذوي الحس المواكب اتصالاتٌ أقوى بين أجزاء مختلفة من الدماغ، وخاصة بين الأجزاء التي نعتقد أنها مسؤولة عن اللغة وتلك التي نعتقد أنها مسؤولة عن الألوان. وتقوم هذه الوصلات بإحداث تأثير تحفيزي triggering effect، حيث أن تحفيز جزء معين يؤدي إلى نشاط في جزء آخر من الدماغ.

وأضافت الدكتورة جودهيو: "تحدث أمور مثل سماع الأشكال، فالمثلث مثلًا قد يحفز الشعور بصوت ما أو لون معين، أو ربما يتم الإحساس بطعم معين عند سماع صوت ما". وأشارت إلى أن احد الأشخاص أفاد أن "الروائح لها أشكال معينة، فمثلا تتشكل رائحة الهواء النقي على هيئة مستطيلة، والقهوة على هيئة سحابة فقاعية، والناس لهم روائح دائرية أو مربعة".

وقالت الدكتورة جودهيو: "مع الاستمرار في البحث كنا نعتقد أن ذوي الحس المواكب يمتلكون أسلوبًا أكثر تماسكًا في التفكير والذي لا يشمل العلاقات بين المنبهات المختلفة على المستوى المفاهيمي، باعتبار أن لديهم فصلًا صارمًا في التجارب الحسية." وأضافت: "باكتشافنا لهذا الفصل في التجارب الحسية، فقد اكتشفنا عكس ما كان مشتهرًا عن ذوي الحس المواكب".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات