زهرة جميلة محفوظة بالعنبر تكشف لنا تاريخ نباتاتٍ من العالم الجديد

يُعتقد أن هذه الزهرة المحفوظة بشكل تام ضمن العنبر منذ عصور ما قبل التاريخ هي إحدى الأقارب المفقودة منذ فترة طويلة لنباتات عصرية تشمل دوّار الشمس والبُن والفُلفل والبطاطا والنعناع.


يمثل اكتشاف هذه الزهرة في منجم في جمهورية الدومينيكان Dominican Republic الدليل الأول على أن هذه المجموعة الرئيسية من النباتات -الأستيريدات The asterids- التي تضم نحو 80000 نوع قد وصلت إلى العالم الجديد منذ حوالي 15 – 45 مليون سنة خلَت، وهو العمْر المقدَّر للعنبر الأُحفوري.


زهرة أحفوريَّة من النّوع Strychnos electri وُجِدت في العنبر
زهرة أحفوريَّة من النّوع Strychnos electri وُجِدت في العنبر
تقول لينا سترو Lena Struwe من جامعة روتجرز Rutgers University في نيوبرونزويك في ولاية نيوجيرسي: "إنها المثال الأوَّل لنبات من الأستيريدات في العالم الجديد. وتكشف لنا أن هذه النباتات (الأستيريدات) كانت موجودة في العصر الثلثي المتوسط في الفترة الممتدة بين 20-40 مليون سنة مَضت. كما تُخبرنا بأنَّ هذه النباتات كانت مشابهة جداً لأقاربها المعاصرين، وسمحت لنا بأن نُطلق على اكتشافنا اسم نوع وهو ستريكنوس الكهرماني Strychnos electri".
 


يُعتقد بأن هذا النبات على صلة قرابةٍ بشجرة الستريكنين التي يُستخرج منها سم الستريكنين.

تقول سترو: "تشكِّل مجموعة الأستيريدات ثلث النباتات المُزهرة. نحن نعلم بأنَّ المجموعتين الرّئيسيَّتين الأخرتين - مجموعة الورديات rosids، التي تتضمن الورود والفوليات، ومجموعة أحاديات الفلقة، التي تشمل بشكل رئيسي السَّحلبيّات والأعشاب والنخيل - قد وصلتَا مُسبقاً إلى العالم الجديد في تلك الفترة".



العنبر


طولُ عينة العنبر أصغر بقليل من 2 سم. تنقلب بتلاتها الخمسة للخارج عند حافة بوق الزهرة مشكّلة ما يشبه البوق الزهري، مع خمسة مآبر، وهي الأجزاء المذكّرة التي تنتج حبوب اللقاح (حبوب الطلع)، مُتناظرة متّجهة للأعلى. الرُّمح المركزي الذي يتجه نحو الأعلى يمثل القلم (العضو الأنثوي للنبات) مع ميسم في قمَّته لالتقاط حبوب الطلع. بعض حبوب اللقاح محفوظة في العنبر، ولكن سترو تعتقد أن حالتها متدهورة جداً لاستخدامها في تلقيح أقاربها المعاصرة وتقول: "أشك بوجود أي حبة لقاح لا تزال قادرة على النمو، لذلك أنا لا أوافق على فكرة الحديقة الجوراسية".



تقول سترو: "إن بنية الزهرة مشابهة جداً لأقاربها المعاصرين وهم النباتات المتسلقة للأشجار lianas وأشجار السافانا. ولكن من الصعب معرفة كيف كانت تبدو بقية أجزاء النبات أو حجمها، لا نملك أي أوراق أو ساق للنبتة".



يقول جورج بوينار George Poinar من جامعة ولاية أوريغون في كورفاليس Oregon State University in Corvallis الذي وَجد العيّنات عندما كان يستكشف منجم العنبر: "من المحتمل أن موطن النبات كان رطباً واستوائياً لوجود مجموعة من الحشرات و النباتات الأخرى التي وجدت في العنبر، أعتقد بأن الغابة كانت استوائية ورطبة، وغنية بالنباتات المتسلّقة والشجيرات والأشجار الكبيرة".



على الرّغم من أنّ الحشرات هي أكثر أشكال الحياة المُكتشفة في العنبر شيوعاً، إلا أن العديد من النباتات القديمة قد حُفظت بهذه الطريقة أيضاً، بما في ذلك السَّحلبيات والنباتات الآكلة للحوم.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات