يقول العلم إن "موبي دك، Moby Dick" ربما باستطاعته إغراق سفن تفوقه حجمًا بخمس مرات

يعتقد العلماء الآن أنّه ربما كان "موبي دِك" Moby Dick قادرًا على إغراق سفنٍ أكبر من حجمه بخمسة أضعاف دون أن يكسر جمجمته بشكل مميت. بالطبع، حوت العنبر الأبيض الضخم هذا هو شخصية قصصية خيالية، إلا أن حكاية "هيرمان ملفيل" Herman Melville الكلاسيكية استمدت إلهامها من حكاية صائد حيتان شكَّك فيها العلماء قرابة 200 عام. 

قالت أولغا باناجيوتوبولو Olga Panagiotopoulou الباحثة في جامعة كوينزلاند University of Queensland: " بعد أن قام حوتٌ ضخمٌ بمهاجمة سفينته وإغراقها في المحيط الهادي في عام 1820، وصف صائد الحيتان أوين تشايس Owen Chase رأس الحوت بأنه مصمَّم على نحو مثير للإعجاب لنمط هجوم كهذا. لقد لعبت هذه النظريّة دورًا هامًا في إلهام رواية هيرمان ملفل وعنوانها 'موبي دك'، ولكن إلى وقت إجرائنا لهذا البحث لم يتم إلقاء الضوء أبداً على إمكانية حدوثها من الناحية العمليّة". 

وتضيف: "تلقَّى المجتمع العلمي فرضية نطح الحوت للسفينة على مضض. كان السبب في ذلك يعود بشكل رئيسيّ إلى أن الجزء الأمامي من رأس حوت العنبر يحوي بنًى تشريحية حساسة تلعب دورًا أساسيًا في التواصل بواسطة الصوت وصداه بين الحيتان، وسيعرِّضها قيام الحوت باستخدام رأسه في النطح للأذية".

إن باناجيوتوبولو خبيرةٌ في التشريح، وبيولوجيا العظام، وآليات الحيوانات الضخمة بما فيها الفيلة والرئيسيات عدا الإنسان.

استخدم فريقها البحثي من أستراليا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، واليابان مبادئ الهندسة التركيبية والنماذج الحاسوبية لاختبار كيف يمكن لرأس حوت العنبر تحمّل آثار الاصطدام. 

ما وجدوه كان "واحدًا من أغرب البنى في مملكة الحيوان".

تقول باناجيوتوبولو: "في حين أنَّ نطح الحوت لسفينة أكبر بخمس مرات من حجمه يمكن أن يسبِّب بالتأكيد كسرًا مميتًا في جمجمته، إلا أنّ الأجزاء النسيجية الضامة داخل جبهة حوت العنبر يمكن أن تلعب دور الممتص للصدمات. وهذه الآلية هامّة لتقليل ضغط الاصطدام وحماية الجمجمة من الأذية".

تعترف باناجيوتوبولو أنّ الدراسة الأولية محدودة، ولكنها أشارت إلى أن وظيفة امتصاص الصدمات يمكن أن تكون سمة تطوّرية "تتصل بالسلوكيات العدائيّة بين الذكور".
 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات