تشكل الكتابة عن التغير المناخي تحدياً مثيراً، فهو عملية بطيئة ولكن تتطور باستمرار. حيث ترتفع درجات الحرارة العالمية كل عام ببطء نحو معدلات كارثية.
وقد اعتدنا في كل عام سماع أن هذا العام -مثل العديد من الأعوام في الذاكرة القريبة- سيكون الأشد حرارةً في السجلات، وأن الأنهار الجليدية ستستمر فى الذوبان، وأن الأمن الغذائي فى خطر متزايد، وأن المزيد من الناس يواجهون كوارث طبيعية بفعل التغير المناخي.
ومثلما هو الحال مع أي مأساة تتطور ببطء -وفقاً للمقياس الزمني البشري- فمن الصعب الحصول على مقدار الانتباه والخوف اللذان يستحقهما كل تطور جديد فى تغير المناخ، ثم ترى شيئاً كهذا:

هذه صورة لكاسر جليد متوقف في المياه المفتوحة فى القطب الشمالي نُشِرت منذ أسبوعين. والآن لنضع هذا في سياقه المناسب، كان القطب الشمالي مغطى بالجليد بشكلٍ كاملٍ حتى خلال الصيف، ولكن منذ بضع سنوات تحققت التنبؤات حول أثر احترار المناخ في إذابة جليد القطبين.
انتشرت صور لبحيرة قرب القطب الشمالي بسرعة كبيرة واختفت بنفس السرعة، والآن يستطيع خفر السواحل الكندي نشر صور لبحر مفتوح في القطب الشمالي وتمر مرور الكرام دون ملاحظة. الواقع أن الناس يعرفون بالفعل أن التغير المناخي هو مشكلة.
تشير تقارير مؤسسة غالوب Gallup إلى أن 46% من البالغين في الولايات المتحدة قلقون للغاية بشأن التغير المناخي. ولكن في عالم هكذا حيث لا يستطيع مرشح رئاسي بارز تقديم أي مقترح سياسي لمعالجة التغير المناخي دون حصول تداعيات سياسية واضحة، فإن صورة لمحيط قطبي مفتوح تستحق القليل من الاهتمام.