الحفاظ على البيئة عبر إعادة التدوير الجزء السابع: البلاستيك

هذا المقال هو جزء من سلسلة  (الحفاظ على البيئة عبر إعادة التدوير)، يمكنكم الاطلاع على أجزائها الأخرى لاستكمال الفهم عبر الروابط التالية: البطاريات ، الزيوت ، الخبز ، المصابيح الكهربائية ، الأدوية ،الورق

 

نحن نعلم جميعًا كيف ازداد عدد سكان العالم بسرعة على مر القرون الماضية وأصبحوا أكثر توجهًا نحو الاستهلاك. وكانت النتيجة المباشرة لذلك هي الزيادة المستمرة في إنتاج السلع. ومن ناحية أخرى، ساهمت التغيرات التكنولوجية، فضلًا عن التغيرات في المجتمع، في زيادة الحاجة إلى استخدام مواد تعبئة أو تغليف المنتجات ذات الاستخدام لمرة واحدة.

إنّ هذه الأنواع من المنتجات، فضلا عن عبواتها، سرعان ما تصبح مخلّفات، ويُنتَج عدد كبير منها في المنازل، وتكون عبارة عن مواد غذائية ومخلفات عضوية أخرى كالورق والعُلب والزجاجات، والأكياس البلاستيكية. إذا لم تُجمع المخلفات وتُطمر وفقا للشروط الصحية يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض والآفات بسهولة.

 

وحتى الآن، كان حل الناس هو التخلص من القمامة في مكان ما، في أي مكان. وأصبحت البحار والأنهار والأماكن الطبيعية واللأراضي غير المستعملة مواقع للتخلص منها أي قد أصبحت مدافن قُمامة غير قانونية.

تعتبر أكياس البلاستيك التي نأخذها من محلات البقالة هي أكبر الملوثات البيئية، وبسبب انخفاض تكلفة الإنتاج، فإنها تُوَزَّع في الأسواق مجانًا، مما تسبَّبَ في اكتساب المواطنين لعادة سيئة وهي عدم جلب أكياسهم الخاصة بهم، ولكن أيضًا أخذ هذه الأكياس البلاستيكية بدون أي ضابط، وبعد فترة قصيرة من الاستخدام وفي أفضل الحالات تنتهي هذه الأكياس في مكب القمامة، وغالبًا ما تكون في الطبيعة، إنها تنتهي في كل مكان؛ تعوم على أسطح المياه، وتطير مع الرياح ... ويمكن أن تراها في كل مكان، حتى في الأماكن التي تسمي بالطبيعة السليمة، ويكون التأثير على الحيوانات أمر لا مفر منه أيضًا لأن الكثير منها يموت نتيجة تناول كيس من البلاستيك أو عندما تعلق به بشكل ما.

لماذا يُعتبر البلاستيك ضارًا جدَّا؟


البلاستيك هو اسم للمنتجات الاصطناعية أو شبه الاصطناعية. وهي مركّبات خفيفة، وغالبًا شفافة، وهي منتشرة اليوم على نطاق واسع في إنتاج المركبات، والمنسوجات والألوان والغِراء والأنابيب ومواد التغليف والألعاب والأثاث ....إلخ. يتحلل البلاستيك ببطء، لمدة مئات السنين ويتحلل إلى بوليمرات بترولية مجهرية سامة تدخل من خلال التربة والمياه إلى السلسلة الغذائية.

كم من الوقت تحتاج بعض المواد لتتحلل في الطبيعة


  •  قشر البرتقال والموز: 2-5 أسابيع
  •  الصحف: 3-12 شهرا
  •  السجائر: 1-5 سنوات
  • •علكة المضغ: 5 سنوات
  •  النايلون: 30-40 سنة
  • علبة الألمنيوم: 10-500 سنة
  •  كيس البلاستيك: 100-1000 سنة
  • الزجاجة : 4000 - 100.000.000 سنة


وبما أنه هناك إمكانات كبيرة لإعادة تدوير كل هذه المواد، فلماذا لا نفعل ذلك؟


إن إعادة تدوير الأكياس البلاستيكية مكلف للغاية مقارنة بسعر المواد الخام التي تُنتج منها. وعندما تكون عملية الجمع والمعالجة أكثر تكلفة من إنتاج أكياس بلاستيكية جديدة، فمن المنطقي أن يتم إعادة تدوير عدد قليل منها. لقد حظرت بلدان كثيرة استخدامها في المتاجر، ولكن العديد منها لا يزال يستخدمها.

على سبيل المثال، يعيد الشعب السويسري تدوير ما يقرب من 100٪ من المخلفات البلاستيكية، بينما يعاد تدوير 10٪ فقط في مالطا. هل هي مسألة ثقافية أم تعتمد على الحكومة أو على ربما تعتمد على مقاربة أفضل للمشكلة؟ من الصعب أن يكون لديك الجواب المناسب، حيث أنها مشكلة معقدة وتعتمد في الغالب على المستخدمين النهائيين للمنتجات البلاستيكية الصناعية وإنَّ الأفراد الذين من الصعب أيضًا إقناعهم بتغيير عاداتهم.

كل عام يتم إنتاج 300 مليون طن من اللدائن (البلاستيك)! وهذا يعني أنّه كل سنتين، يكون وزن المخلفات البلاستيكية يساوي وزن البشرية جمعاء.

في صربيا، يُطرح 30.000 طن من العبوات البلاستيكية كل عام. حيث أن المواد الخام لهذه تكون قيمتها 3.5 مليون يورو، وتباع بعد المعالجة بسعر 120 يورو للطن، أو ما مجموعه 10 مليون يورو. وما نفتقر إليه هو البنية التحتية على الأرض، والحاويات حيث تتخلص الأسر فيها من المخلفات المفصولة، وكذلك الشركات التي تدير أنشطة إعادة التدوير.

 

وبما أنّ نظام فصل المخلفات في صربيا لا يزال غير فعال، ولا يزال الوعي البيئي للمواطنين ليس على مستوى عالٍ، فإن النتيجة المباشرة هي أن المخلفات البلاستيكية تكون مرئية في كل منعطفٍ، للأسف، على الرغم من أنَّ العديد من المشاريع البيئية تبذل الكثير من الجهد في حماية البيئة، فإن الواقع هو أنّ هناك الكثير أمامها حتى تصبح "دولة صديقة للبيئة.

وفي الوقت نفسه، تقع مسؤولية كبيرة على كل فرد ومن هذا الباب، استخدم مثًلا أكياس قابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من الأكياس البلاستيكية في المتجر، واعطِ الأفضلية للزجاج بدلًا من البلاستيك عندما يتعلق الأمر بعبوات المشروبات، قم أيضًا بإعادة تدوير أكبر قدر ممكن من المُخلّفات واستفد من كل شيءٍ توفره مدينتك، وعلِّم أطفالك التصرف بمسؤولية تجاه الطبيعة، وأخيرًا انشر الوعي بحماية البيئة بين الناس من حولك.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات