كل ما تحتاج معرفته عن عمليات زراعة الأعضاء


تعمل العديد من الأعضاء في أجسامنا دون كللٍ على امتداد حياتنا، فالقلب يخفق أكثر من بليون مرة في حياة الفرد، والكبد يتخلّص من السّموم، والكلْية تحافظ على توازن الماء والشوارد في الجسم؛ لكن، ماذا لو أُصيب أحدها بخللٍ لا إمكانية لإصلاحه؟ حسنًا، قد تكون زراعة الأعضاء هي الحلّ الوحيد.


زراعةُ الأعضاء، Organ transplant هي عملية نقل عضو مُتبَرعٍ به جراحيًا إلى شخصٍ مُصابٍ بفشلٍ أو أذيّةٍ في العضو.


يحدثُ فشلُ العضو لعددٍ من الأسباب، منها الدّاء السكري، وأمراض القلب، والتهاب الكبد، وتليّف الكبد، والتليّف الكيسي، قد تؤدي الإصابات والعيوب الخلْقية أيضًا إلى فشل الأعضاء.
تتراوحُ أعمار المُتلقّين من 50 إلى 65، في مُعظم الحالاتِ التي لا يحصلُ فيها الشخصُ على العضو المطلوب، ينتهي به الأمر للأسف إلى الوفاة، أمّا في حالة حصوله على هذا العضو، ستتحسّنُ حياته، فمرضى القُصور الكلوي لن يحتاجوا غسيلًا Dialysis، ومن الممكن استعادة البصر بزرع القرنية.


تختلف عملية الزرع اختلافًا طفيفًا اعتمادًا على العضو المطلوب، ولكن الحاجة إلى مُتبرعٍ مُطابق موضوعٌ ثابت، تُطابقُ الأعضاء باستخدامِ عدّة خصائص، -اعتمادًا على العضو المُراد زراعته-، بما فيها زمرة الدم وحجم العضو، ويؤخذُ في الاعتبارِ أيضًا المدةُ التي قضاها الشخص في قائمة الانتظار –وهي قائمة يُدرج فيها المرضى الذين يحتاجون زراعة الأعضاء وفق ترتيبٍ معيّن-، ودرجة مرضه، والمسافة بين المُتبرع والمُتلقي (إذ لا يُمكن للأعضاء البقاء على قيد الحياة لفترةٍ طويلة خارج الجسم).


في بعضِ حالات النّقل، يرفضُ الجهاز المناعي لجسم المُتلقِّي العضو المزروع، لذلك يتوجّبُ على مُتلقّي العضو تناول أدويةٍ مُضادّةٍ للرفض، إضافةً إلى أنواعٍ أُخرى من الأدوية لتحسينِ صحّته على المدى الطويل، تمنعُ هذه الأدويةُ الرفضَ عن طريق إضعافِ جهاز المناعة، وبالتالي فإنها ستُقلّلُ من قدرته على مُحاربة العدوى، كالإنفلونزا، لذلكَ من المُهم جدًا لمُتلقّي العضو تجنّبُ العدوى.


يتلقى نحو 80 شخصًا كل يوم الأعضاء المُتبَرع بها في الولايات المُتحدة، لكن يحتاجُ أكثر من هذا العدد إلى هذه العملية، وفقًا لإدارة الموارد والخدمات الصحية الأمريكية U.S. Health Resources and Services Administration، يدعمُ 95% من الأشخاص في الولايات المُتحدة التبرّعَ بالأعضاء، لكن 58% منهم فقط سجّلوا أنفسهم كمُتبرعين.


يُمكنُ لمُتبرعٍ واحدٍ مُتوفَّى أن يُنقذ حياة ما يصلُ إلى 8 أشخاص، وأن يُحسّن حياة أكثر من 100 شخصٍ من خلال التّبرع بالأنسجة.


يختلفُ تأثيرُ عملية الزرع في متوسط العمر المُتوقع للمُتلقّي من شخصٍ لآخر، وذلك اعتمادًا على العمر، وسببِ زرع العضو، والعضو المزروع، لا تدومُ جميعُ الأعضاء المزروعة إلى الأبد، تدوم الكلْيةُ المزروعة المأخوذة من مُتبرعٍ حيّ من 12 إلى 20 عامًا، بينما تدوم الكلْية المأخوذة من مُتبرعٍ مُتوفَّى نحو 8 إلى 12 عامًا.


مُعظمُ الأعضاء المزروعة تأتي من مُتبرعين مُتوفين، لكن نسبة المُتبرعين الأحياء ترتفع منذ عام 2018.


تُشرِف شبكة شراء الأعضاء وزرعها The Organ Procurement and Transplantation Network على قائمة انتظار الزرع في الولايات المتحدة، ويعتمد موقعُ الشخص في القائمة على العديد من العوامل، بما فيها شدّةُ مرضه والعضو المطلوب.


قد يستغرق إيجاد متبرّعٍ أسابيعَ أو أشهر وربمّا أكثر، توجدُ طريقتان قانونيتان للحصول على عضو، إمّا انتظار الشخص لبلوغ اسمه أعلى قائمة الانتظار، أو إيجاده لمُتبرعٍ خاصٍ به، والذي عادةً ما يكونُ فردًا من العائلة أو أحد الأصدقاء، وعلى الرغم من ذلك، بعضُ الأشخاصِ على استعدادٍ للتبرع لأُشخاص لا يعرفونهم.


إذا كنتَ تتساءل عن إمكانية شراء عضو، فالإجابةُ بسيطة: لا، فمن غير القانوني المُتاجرة بالأعضاء مُقابل مبلغٍ مالي. في بعضِ الدول يُسمح ببيع الأعضاء، ولكن هذا يترك مخاوف؛ أنّ الأشخاصَ المارّينَ بفترةٍ ماليةٍ عصيبة، قد يلجؤون لبيع أعضائهم ممّا يعرضُ صحتهم للخطر.


إذا احتجتَ أنتَ أو أحدٌ ممن تُحبّ إلى عملية زراعة عضو، احرص على اتباع الخطوات الآتية:


1- احصل على إحالة، وذلك من قبل طبيبك المُشرف عليك حتى يتسنّى لفريق الزرع تقييم حالتك.
2- اجمع المعلومات، يوجدُ الكثير لتعرفهُ عن عملية الزرع، بدءًا من كيفية إدراجكَ على قائمة الانتظار، والتكلفة، والتعافي.
3- حدّد مركز الزرع، ضع في اعتبارك موقع المركز؛ هل يُناسب إمكاناتِكَ المالية، وتأكد من وجود مجموعات دعم.
4- حدد موعدًا للتقييم، يتأكد فريقُ تقييم المشفى من كونك مُرشحًا مُناسبًا لاستقبال العضو.
5- احصل على قائمة الانتظار، عندما يُوافِقُ عليك فريق التقييم على كونك مُستقبلًا مناسبًا، يُدرج اسمك على لائحة الانتظار الوطنية التي تضمُ كل الأشخاص المُنتظرين لعمليةِ زرع، سيُعلمك الفريق بالتاريخ والوقت اللذين أُدرِجَ بهما اسمك.
إن عمليةَ نقلِ الأعضاء سلاحٌ ذو حدين، فعلى الرغم من أنها تؤمن حياةً أطول للمريض بدون ألم وزياراتٍ أقل للمشافي، فإنها تُجبرُه على تناولِ أدويةِ تُثَبِطُ المناعة مدى الحياة، كما أن المريض يظلُ عُرضةً لرفضِ العضو أو فشلهِ في المُستقبل. لكن، عندما بموازنة الفوائد والمخاطر، تبقى الفوائد أكبرَ من المخاطر بمراحل.


 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات