ما علاقة مشاكل الأسنان الصحية بالأمراض الوعائية القلبية؟

أُجريت دراسة على مجموعة من البالغين في كوريا الجنوبيّة للبحث عن الرابط بين شدّة تسوس الأسنان وخطر الإصابة بالأمراض القلبيّة الإكليليّة لدى الرجال والنساء على حد سواء.
ووُجِد أن 234,597 مريضًا ضمن قاعدة البيانات الشخصية ممن لم يكن لديهم تاريخ مع أمراض القلب والأوعية الدموية، من بينهم 104,638 مريضًا لا يعانون من تسوس الأسنان، و41,696 مريضًا يعانون من تسوس بالأسنان في المرحلة (البدئية) المتوسطة، و88,262 يعانون من تسوس أسنان حاد.


أفضت النتائج إلى أن المرضى الذين يعانون من مراحل متقدمة من تسوس الأسنان كانت لديهم زيادة في معدلات الإصابة بأمراض القلب مقارنةً بالمرضى الذين لا يعانون من تسوس الأسنان.


أُجريت دراساتٌ أخرى لتحديد العديد من عوامل الخطر للداء القلبي الإكليلي Coronary Heart Disease، وذلك عبر دراسة مجموعة واسعة من السمات مثل العلامات الجينية، ونمط الحياة، والحالة الصحية، وكان عدم الاهتمام بصحة الفم ونظافة الأسنان من الأنماط الحياتية السلبية المسببة لزيادة فرص الإصابة بالداء القلبي الإكليلي.


افترضت أيضًا دراسات أخرى قليلة ارتباط تسوس الأسنان بتصلب الشرايين Atherosclerosis، وبمسببات الإصابة بأمراض القلب لدى عدد قليل من المرضى، ولكن هذه الدراسات كانت عرضةً للتحيز في الاختيار وتفتقر إلى التعميم؛ إذ لم تفحص هذه الدراسات أيضًا العلاقة بين حالة تسوس الأسنان وداء القلب الإكليلي في العينة المدروسة، ونظرًا لأن تسوس الأسنان وداء القلب الإكليلي من الأمراض الشائعة ويشكلان مصدر قلقٍ للصحة العامة، فإن دراسة ارتباطهما يمكن أن تؤدي إلى تحديث الأدلة عن العلاقة بين صحة الأسنان وأمراض القلب.


ولا يزال تسوس الأسنان أحد أكثر أمراض الأسنان شيوعًا في جميع أنحاء العالم على الرغم من الجهود المبذولة لتحسين صحة الفم من خلال تنظيف الأسنان واستخدام الفلوريد، وبالرغم من أن مدى تأثير تسوس الأسنان على أمراض القلب التاجية غير واضح إلى الآن بسبب عدم كفاية الأدلة، فإن المرضى الذين يعانون من اختلاف في شدة ونشاط ومدة تسوس الأسنان قد يحتاجون إلى اهتمام سريري إضافي تحسبًا للإصابة بأمراض القلب.


أُجري تحليلٌ لبيانات إحدى الدراسات لإيجاد الصلة بين حدوث تسوس الأسنان وتصلب الشرايين، وقد وُجدت علاقة إيجابيةٌ تربط كليهما، قُيّم في هذه الدراسة معدل تسوس الأسنان من خلال دراسة عدد الطبقات المتضررة في أسنان المريض، وقُيّم معدل تصلب الشرايين عبر دراسة نسبة الكالسيوم في الشريان التاجي.


كما ذكرت دراسةٌ أخرى أن تسوس الأسنان كان مرتبطًا بشكل كبير بمسببات أمراض القلب (مثل ارتفاع نسبة الدهون ومؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر) لدى المراهقين، وعلى الرغم من تقديم هذه الدراسات لأدلة على ارتباط تسوس الأسنان بعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فإنه لم تقيّم أيٌّ منها العلاقة المباشرة بين تسوس الأسنان وخطر الإصابة بأمراض القلب الإكليليّة.


لكن هناك بعض الأدلة المتراكمة على وجود علاقة بين بعض أنواع العدوى الشائعة التي تصيب الإنسان وحدوث تصلب الشرايين، يمكن تفسير تلك العلاقة باحتمالية إصابة بطانة الأوعية الدموية بفعل الميكروبات المعدية، وهناك أدلة متزايدة على أن الإصابة بالكلاميديا الرئوية Chlamydia pneumoniae، وجرثومة المعدة Helicobacter pylori، وبكتيريا اللثة، والفيروس المضخم للخلايا Cytomegalovirus مرتبطةٌ بحدوث أمراض القلب.


كما تتزايد الأدلة حول مساهمة التهابات اللثة بشكل مباشر في التسبب بحدوث تصلب الشرايين وانسداد الأوعية بالجلطات الدموية نتيجة ما تتسبب به نواتج عمليات الالتهاب المتكررة مثل السيتوكينات Cytokines، ومواد عديدات السكريات الشحمية Liposaccharides من تغييرات على سائر وظائف الجسم.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات