الهوية الجنسية والنوع الاجتماعي، هل هما وجهان لعملة واحدة؟

حقوق الصورة: Maskot/Getty Images
 

صُنف البشر قديمًا قبل تطور وسائل الطب ضمن جنسين أساسيين، وهما الذكر والأنثى، والخنثى في حالات نادرة الذكر، إذ يكون التعريف الصبغي المحدد لجنس الذكر بالصبغيين XY والمحدد لجنس الأنثى XX، وصُنِّف كل ما عدا ذلك حالاتٍ شاذةً مرضيةً، حتى لدى جمهور كبير من الإجماع العلمي.

بدأت النقاشات الطبية منذ بداية عام 1993 في المجلات، والمواقع العلمية الأمريكية، والعالمية حول موضوع طيف الهوية الجنسية الواسع والمعقد، وبسبب سوء الفهم، وقلة الدراسات العلمية حوله في ذلك الوقت حدث خلط كبير للمفاهيم الجنسية وبالأخص مفهومي:
الجنس، والهوية الجنسية أو النوع الاجتماعي (الجندر).

حسنًا، سنحاول فصل المصطلحين بتعريفات بسيطة بعيدة عن التعقيد:
-الجنس: هو ما يُحدد بعد الولادة مباشرةً، بناءً على المظاهر السريرية، والفحوصات الجينية والهرمونية، وبناءً عليها يُصنَف الفرد إلى ذكر، أو أنثى، أو خنثى، ويطلق على هذه العملية اسم تحديد الجنس الولادي.

-ما هو التعريف العلمي للخنثى؟
الخنثى حالة طبية تحدث عند ولادة الفرد بأعضاء تناسلية لا نمطية، إذ يملك كلا الجهازين التناسليين الذكري والأنثوي في مواضع مختلفة وبوظائف محددة، ويُعرّف عن نفسه بشعوره بالانتماء إلى الجنسين معًا في الوقت ذاته، عُرفت هذه الحالة قديمًا "بالاضطراب الجنسي التطوري"، وبسبب المشاكل التي سببها هذا المصطلح، عُدِّل في عام 2015 ليصبح "الاختلاف في التطور الجنسي" difference in sex development أو اختصارًا DSD، وتشير الأبحاث إلى ولادة فرد مخنث بين كل 100 فرد.

-الهوية الجنسية أو النوع الاجتماعي: هو التعريف الذي يستخدمه الفرد للتعبير عن نفسه لاحقًا، وغالبًا بعد البلوغ، وهو مصطلح يعبر عن طيف واسع جدًا من الاحتمالات، مثل العابرين جندريًا الذين يملكون أعضاء تناسلية مخالفة لهرموناتهم الجسدية، وذلك لكون التسلسل الصبغي لهم مختلفًا عن التسلسل المذكور آنفًا كأن يكون:
ذكرًا بصيغة XXXY أو أنثى بصيغة تحوي الصبغي Y.

اعتمد المجتمع لوقت طويلٍ نسبيًا- مفهوم التعريف الثنائية الجندرية فقط، لكن مفهوم النوع الاجتماعي هو طيف معقدٌ وواسعٌ جدًا من التعريفات الجندرية كوجود أشخاص لا ينتمون إلى الثنائية الجندرية (أي لا ينتمون إلى الذكور أو الإناث)، ومحايدين جندريًا، وفي الواقع تلعب العوامل الجينية، والهرمونية دورًا كبيرًا في تعريف الشخص عن نفسه بالهوية الجنسية التي يشعر بها.

-هل هناك رابط بين الجنس والنوع الاجتماعي؟
نعم، في الواقع فإن الأفراد الذين قد حُدد جنسهم منذ الولادة، وطابق أيضًا تعريفهم لنفسهم أثناء البلوغ، يطلق عليهم مصطلح المتوافقين جندريًا Cisgender، وهم الأفراد الذين يتطابق جنسهم المُحدَّد لدى الولادة مع هويتهم الجنسية.

إذًا الجنس هو مفهوم طبي يُحدَّد وفقًا للجينات وشكل الأعضاء الجنسية، بينما النوع الاجتماعي (الجندر) مفهوم يفسره المجتع والشخص لنفسه ولا تحدده الجينات أو البنية الفيزيولوجية للشخص.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات