يوم الأربعاء: اقتراب آمن آخر لكويكب من الأرض

تصوّر فني لكويكب يُشكل خطرًا فعليًا على الأرض. حقوق الصورة: ESA

تداولت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة خبرًا يُنبئ باقتراب "خطير" ووشيك لكويكب من الأرض، والذي سيحدث في يوم الثلاثاء 28 آب/أغسطس. ولكن، ولسوء حظ محبي الإشاعات فإن هذا الخبر غير صحيح.

الكويكب المدعو باسم 2016 NF23 هو كويكب موجود بالفعل، كما أنّ وكالة ناسا تُصّنفه من ضمن الأجسام القريبة من الأرض، حيث يتمتع بحجمٍ ومسافةٍ من الأرض يخولاّنه ليُصنَّف ضمن الكويكبات الكامنة الخطر، لكن كويكب 2016 NF23 لن يشكّل أيّ خطرٍ على كوكبنا حاليًا.

سيمر الكويكب 2016 NF23 بالقرب من الأرض في اليومين المقبلين، وعلى الرغم من الشائعات المتداولة في وسائل الإعلام، فلن يشكل هذا الجرم أي خطر على الأرض. حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech
سيمر الكويكب 2016 NF23 بالقرب من الأرض في اليومين المقبلين، وعلى الرغم من الشائعات المتداولة في وسائل الإعلام، فلن يشكل هذا الجرم أي خطر على الأرض. حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech


ولإزالة أي شكوك متبقية، أخبرت ليندلي جونسون Lindley Johnson، وهي مسؤولة عن مراقبة الكويكبات الكامنة الخطر في مقر ناسا الرئيس في العاصمة واشنطن، موقع Space.com في رسالة إلكترونية: "لا يوجد أي شيء يدعو للقلق بخصوص المرور القريب للكويكب 2016 NF23. يُصنَّف هذا الكويكب من ضمن الكويكبات الكامنة الخطرة فقط لأنه واقع في مدار يبعد 5 مليون ميل (8 مليون كيلومتر) عن الأرض، ولكن لا شيء من هذا سيجعل عبوره حدثًا فريدًا من نوعه، كما لن يشكّل أيّ خطرٍ على الأرض".

سيمر الكويكب 2016 NF23 بالقرب من الأرض في يوم الثلاثاء 28 آب/أغسطس في الساعة 11:38 مساء بالتوقيت الشرقي (يوم الأربعاء 29 آب/أغسطس في الساعة 5:38 صباحاً بتوقيت القاهرة) وذلك من على بُعد 13.2 مسافة قمرية LD (المسافة القمرية الواحدة تساوي المسافة ما بين الأرض والقمر وتعادل 400,000 كيلومتر)، مما يضع الكويكب على مسافةٍ بعيدةٍ نسبيًا عن كوكبنا.

تقدّر وكالة ناسا قطر هذا الكويكب بـ 70-160 مترًا. وإذا كان قطر الكويكب يصل بالفعل إلى أكبر رقم من هذه القياسات، فسيكون حجمه أكبر من الهرم الأكبر في الجيزة. ومع هذا فإنه لا يُعد كبيرًا بشكلٍ مميز بالنسبة للكويكبات الأخرى. حيث يصل قطر كويكب سيريس Ceres على سبيل المثال، والذي يقع في حزام الكويكبات ما بين كوكبي المريخ والمشتري، إلى نحو 590 ميلًا (950 كيلومترًا).

قد تبدو لك حقيقة وجود كويكبٍ صخريٍ ضخمٍ يسافر بسرعة 32,400 كيلومتر في الساعة أمرًا مخيفًا للوهلة الأولى، ولكن في الحقيقة تسافر الكويكبات الصخرية كهذه حول الأرض بشكل منتظم، وعادةً ما تقترب من الأرض أكثر من الكويكب 2016 NF23. ففي عام 2018، مرت العديد من هذه الكويكبات من على بعد مسافةٍ أقرب من وحدة قمرية واحدة من الأرض. وحتى 23 أغسطس/آب 2018، رصدت ناسا 1912 كويكبًا كامنًا للخطر.

في الحقيقة، سيمر كويكب يُدعى NEO 1998 SD9 من الأرض في يوم الأربعاء 29 أغسطس/آب بالتوقيت الشرقي، وسيكون أقرب حتى من الكويكب 2016 NF23. حيث سيمر من على مسافة مسافتين قمريتين من الأرض بسرعة 36,800 كيلومترٍ بالساعة بشكل أقرب من أي كويكب معروف خلال الشهرين القادمين، ولكن حتى مع هذا المسافة القريبة نسبيًا، سنبقى آمنين تمامًا من حدوث أي اصطدام.

هناك العديد من الأجرام القريبة من الأرض، ومن ضمنها أجسام ستكون أقرب من الأرض من كويكب 2016 NF23. ووفقًا لجوهانسن: "لن يشكّل عبور إحدى هذه الكويكبات أيّ خطرٍ على الأرض". قد تشكّل بعض الكويكبات الكامنة الخطر خطرًا فعليًا على الأرض في يومٍ ما، ولكن حتى ذلك الوقت تذكّر بأن تقوم ببحث دقيق قبل أن تصدّق أي شائعات تتعلق باقترابٍ "خطير" لكويكب من الأرض.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات