إطلاق مركبة BepiColombo الفضائية.. رحلة أوربية يابانية نحو عطارد تمتدُ لسبع سنوات

صورة تخيلية لمركبة الفضاء BepiColombe المتكدسة والتي بناها الأوربيون واليابانيون والمركبة الفضائية المتحولة عند وصولها الى عطارد. ستصل المركبة إلى عطارد في ديسمبر/كانون الأول 2025.  حقوق الصورة: Spacecraft: ESA/ATG medialab; Mercury: NASA/JPL

انطلقت المهمة اليابانية الأوربية المشتركة نحو الكوكب الصغير عطارد من أقليم غويانا الفرنسي في رحلة طويلة مساء التاسع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الساعة 20:00 بتوقيت غرينتش. 

ستستغرق مهمة BepiColombo سبع سنوات لتصل إلى هدفها، حيث ستنفصل هناك الى مركبتين فضائيتين وتبدأان بالطواف حول عطارد لمدة سنة أو سنتين في حال تمديد المهمة. لن تقوم الإجراءات المتخذة بكشف الأسرار العالقة عن لبّ الكوكب وحسب، بل ستكشف عن تكوين نظامنا الشمسيّ والمجرّات القريبة منا.

وفقاً للمؤتمر الصحفي، كلّفت المهمة وكالة الفضاء الأوربية ESA ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية JAXA ملياري دولار.

صرّح المدير العام لوكالة الفضاء الأوربية جان فورنر Jan Woerner بعد الإطلاق: "إنه يوم عظيم، دعونا نذهب سوياً لعطارد، انطلقي يا Bepi انطلقي". أُطلق الصاروخ Arianespace Ariane 5 ECA الحامل للمركبتين الفضائيتين في العاشرة إلا ربع مساءً وفقاً للتوقيت الصيفي الشرقي (0145 GMT, Oct. 20) من Kourou التابعة لغويانا الفرنسية. بعد 26 دقيقة انفصلت المركبة الفضائية عن الصاروخ وأجرت اتصالها مع مقر التحكم بعد 40 دقيقة من إطلاقها كما هو مخطط.

 

إطلاق الصاروخ Ariane 5 لمهمة BepiColombo الأوربية اليابانية نحو عطارد من قاعدة الإطلاق الأوربية في مركز غويانا الفضائي في Kouro، غويانا الفرنسية بتاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018. حقوق الصورة: ESA-CNES-Arianespace
إطلاق الصاروخ Ariane 5 لمهمة BepiColombo الأوربية اليابانية نحو عطارد من قاعدة الإطلاق الأوربية في مركز غويانا الفضائي في Kouro، غويانا الفرنسية بتاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018. حقوق الصورة: ESA-CNES-Arianespace

 

سيضطر العلماء الآن لانتظار مرور سبع سنوات طوال قبل وصول BepiColombo (المكونة من مركبتين فضائيتين) إلى عطارد وانفصالها من أجل بدء إرصاد الكوكب الصغير الغريب في ديسمبر/كانون الاول 2025. ولكن هذا لا يعني أنهم سيمضون الوقت بدون عمل لأن على BepiColombo بعض المهمات الواجب معالجتها بالرغم أنها ستبطئ من الرحلة.

أثناء الرحلة، ستقوم إحدى المعدات على متن المركبة بإجراء أكثر الحسابات دقةً حتى الآن عن مدارات كوكب الأرض وعطارد حول الشمس. سيستخدم العلماء هذه الحسابات لممارسة إحدى عاداتهم المفضلة وهي محاولة إيجاد أي عيب في نظرية أينشتاين عن النسبية العامة.

ستقوم المركبة الفضائية المشتركة بإجراء سلسلة توقفات، واحداً في كوكب الأرض واثنين في الزهرة وستة في عطارد. لهذا السبب ستستغرق الرحلة وقتاً طويلاً ولكنها ضرورية من أجل تغلب BepiColombo على قوة السحب الثُقالي الضخمة للشمس ولكي تدور بشكل ثابت في مدار عطارد.

لذلك، سيستغل العلماء أثناء الرحلة هذه التوقفات لاختبار المعدات على متن المركبة وتعلم أشياء جديدة عن الكواكب المجاورة والتي من المحتمل مصادفتها. وأخيراً، في ديسمبر/كانون الأول 2025 ستنشطر BepiColombo إلى مكونيّن الأول هي مركبة عطارد المدارية الكوكبية التي بنتها وكالة الفضاء الأوربية والثاني مركبة عطارد المدارية المغناطيسية التي بنتها وكالة استكشاف الفضاء اليابانية.

ستصبح هاتان المركبتان أولى المركبات التي تدرس عطارد منذ مركبة ناسا المدارية السابقة Messenger والتي انتهت مهمتها في عام 2015 بعد أن أمضت أربعة أعوام في الكوكب الصغير.

ستعمل المركبتان الفضائيتان بشكلٍ متناسق لمدة عام من أجل دراسة كل جوانب الكوكب بدءاً من عمق لبّه إلى غلافه الجوي الرقيق جداً.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات