تمت المراجعة الطبية بواسطة كارولين كاي، دكتوراه في الطب، بقلم كيتلين جينج
في 9 أيار/مايو 2022
يمكن أن تُزيدَ موانع الحمل الهرمونية من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي بشكلٍ طفيفٍ، يمكن أن يختلف هذا وفقاً لنوع وسائل منع الحمل التي تستخدمها المرأة.
ومع ذلك، غالباً ما تَفوقُ فوائدُ تحديد النسل مخاطرَهُ.
على سبيلِ المثال، يمكن أن تمنع وسائل منع الحمل الهرمونية الحمل الغير مقصود، وقد تحمي من أنواع السرطانات الأخرى.
ويبدو أن هناك صلة بين وسائل منع الحمل الهرمونية وزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، قد يكون هذا بسبب استخدام موانع الحمل الفموية للهرمونات كي تمنعَ الحمل، مما قد يُزيد من تحفيز خلايا الثدي ويزيدُ من خطرِ الإصابة بسرطان الثدي.
ومع ذلك، هناك أنواعٌ أخرى من طرق تحديد النسل إلى جانب موانع الحمل الهرمونية، حيث يمكن لأي امرأة منع الحمل غير المقصود دون زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
على الرغم من ذلك، قد تضفي مم منع الحمل الهرمونية بعض الفوائد الصحية،مثل تقليل مخاطر الإصابة بأكياس المبيض وأنواع أخرى من السرطان.
ستدرس هذه المقالة الروابط بين تحديد النسل وسرطان الثدي.
كما ستُشرح فوائدُ موانع الحمل الهرمونية ويُوفّر بعض البدائل لتحديد النسل الهرموني لأولئك القلقين بشأن مخاطره.
وسيُوفر أيضاً بعض المعلومات حول عوامل الخطر الأخرى لسرطان الثدي.
- هل يمكن أن يسبب تحديد النسل سرطان الثدي؟
وفقاً لدراسة أجريت عام 2017، يمكن أن تزيد موانع الحمل الهرمونية من خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي بشكلٍ طفيف.
شملت الدراسة 1.8 مليون أنثى في الدنمارك تتراوح أعمارهنَّ بين 15و49 عاماً.
لم تكنْ الإناث مصاباتٍ بالسرطان أو يتلقين علاجاً للخصوبة.
كشف الباحثون أن المشاركات اللواتي يستخدمن موانع الحمل الهرمونية كنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مقارنةً بأولئك اللواتي لم يفعلن ذلك.
وهذا يعني أن حوالي مشاركة واحدة من كل 7690 مُشاركة في الدراسة قد أصيبت بسرطان الثدي.
غير أن الباحثين لاحظوا أيضاً أن هناك عوامل أخرى، بما في ذلك العمر، قد تؤثر على خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي.
كانت المشاركات اللواتي تقلُّ أعمارهنّ عن 35 عاماً أقلَّ عرضةً للإصابة بسرطان الثدي، ومن بين النساء اللواتي استخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية لمدة عام، أصيبت مشاركة واحدة فقط من بين كل 50000 مشاركة بسرطان الثدي.
لكن بمجرد توقف المرأة عن تناول موانع الحمل الهرمونية،يبدو أن خطر الإصابة بسرطان الثدي يعود إلى طبيعته بعد حوالي خمس سنوات.
بشكل عام، كان خطر الإصابة بسرطان الثدي أعلى بين الإناث اللواتي يستخدمن حالياً أو استخدمن مؤخراً موانع الحمل الهرمونية المعاصرة منه بين أولئك اللواتي لم يستخدمن أبداً موانع الحمل الهرمونية.
وكلما كانت فترات الاستخدام أطول كان الخطر أكبر، لكن الزيادات المطلقة في المخاطر كانت صغيرة.
- حبة ثلاثية الأطوار
الحبة ثلاثية الأطوار هي نوع من الحبوب متعددة الأطوار.
تتغير جرعة الهرمون ثلاث مرات حسب دورة المرأةِِ بينما تستخدم الحبوب أحادية الطور نفس الكمية من الهرمونات طوال الدورة.
في دراسة عام 2010 تمت متابعة 116.000 ممرضة تراوحت أعمارهن بين 24 و43 عامًا.
بدأت الدراسة في عام 1989 ووجدت أن هناك زيادةً طفيفةً في خطر الإصابة بسرطان الثدي.
أثّرت هذه المخاطر في الغالب على أولئك اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل ثلاثية الأطوار.
دعمت دراسة أخرى موثوقة المصدر هذه المرة عام 2014، وجود صلة بين حبوب منع الحمل ثلاثية الأطوار وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي.
لا تزالُ الحبوب ثلاثية الأطوار متوفرة، لكنّها فقدت شعبيتها في السنوات الأخيرة.
يجب على النساء اللواتي يستخدمن هذه الحبوب التحدث مع الطبيب إذا كان لديهنَّ أي مخاوف بشأن خطر الإصابة بالسرطان.
- هل يمكن للمرأة المصابة بسرطان الثدي استخدام وسائل منع الحمل؟
قد ترغب النساء المصابات بسرطان الثدي في تجنّب استخدام حبوب منع الحمل أو الأجهزة الهرمونية داخل الرحم (اللولب).
وذلك لأن هذه الأساليب يمكن أن تؤثّر على نمو الخلايا السرطانية لدى النساء المصابات بسرطانات حسّاسة للهرمونات، مثل سرطان الثدي.
ومع ذلك، هناك العديد من البدائل غير الهرمونية التي يمكن للمرأة المصابة بسرطان الثدي استخدامها.
- خيارات بديلة لتحديد النسل
إذا كانت المرأة قلقةً بشأن الارتفاعِ الطّفيف في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي المرتبط بوسائل منع الحمل الهرمونية أو بحاجة إلى تجنبه بسبب إصابتها بسرطان الثدي، فيمكنها أخذ هذه الطُّرق بعين الاعتبار:
1- طريق الحاجز: يمكن أن يكون البديل الآمن لوسائل منع الحمل الهرمونية أحد الأشكال العديدة لطريقة الحاجز، بما في ذلك:
∗الواقي الذكري
∗الحجاب الحاجز
∗مبيد النطاف
2- اللولب غير الهرموني: اللولب غير الهرموني يمكن أن يساعد النساء على تجنّب الحملِ دون زيادةٍ خطر الإصابة بسرطان الثدي.
3- جراحة تحديد النسل الدائمة: إذا كان الشخص متأكدً من عدم رغبته في إنجاب الأطفال، فيمكنه استكشاف الخيارات الجراحية الدائمة المتاحة لأولئك الذين يبحثون عن بدائل لمزيد من الأشكال الدائمة لتحديد النسل. على سبيل المثال، قد يفكر الذكر في قطع القناة الدافقة.
- لماذا تستخدم وسائل منع الحمل؟
يؤكد أخصائيو الرعاية الصحية أن فوائد تحديد النسل غالباً ما تفوق مخاطره.
ستنظر الأقسام أدناه إلى بعض الفوائد المحتملة لتحديد النسل بمزيد من التفصيل.
- يمكن أن تكون المخاطر المتعلقة بالحمل أعلى.
يعد ارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي ضئيلاً جداً مقارنة بالمخاطر الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي قد يجلبها الحمل غير المقصود.
تستشهدُ الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بدراسة أجريت عام 2016 وجدت أن معدل وفيات الأمومة في الولايات المتحدة كان 26.4 حالة وفاة لكل 100.000 أنثى.
يعد معدل الوفيات هذا أكثر بالضعف من الإحصائيات الخاصة بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بسبب استخدام موانع الحمل الهرمونية في الدراسة الدنماركية (13 حالة إضافية لكل 100.000 مشاركة).
وفقاً لمصدر موثوق في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن حبوب منع الحمل فعّالة بنسبة 99.7٪ عندما تأخذها النساء وفقاً للتعليمات.
خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام أقل
يمكن لبعض أشكال تحديد النسل أن تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان لدى الإناث.
على سبيل المثال، وجدت مراجعة منهجية واحدة عام 2013 مصدراً موثوقاً على أن وسائل منع الحمل عن طريق الفم يمكن أن تقلل من خطر إصابة المرأة بما يلي:
∗سرطان المبيض
∗سرطان بطانة الرحم
∗سرطان القولون
لذلك.. قد يكون خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام أقل لدى أولئك اللواتي يتناولنَ موانع الحمل الهرمونية على الرغم من زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل طفيف.
- الفوائد الصحية الأخرى:
قد يكون لموانع الحمل الفموية فوائد صحية أخرى، بما في ذلك:
-دورة شهرية أكثر انتظاماً
-انخفاض أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
-انخفاض خطر الإصابة بأكياس المبيض.
-انخفاض أعراض انتباذ بطانة الرحم.
-انخفاض أعراض انقطاع الطمث.
-تحسن محتمل في حبّ الشباب.
عوامل الخطر لسرطان الثدي
وفقاً للمعهد الوطني للسرطان، فإن سرطان الثدي هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الإناث في الولايات المتحدة.
تتضمن بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي ما يلي:
- المخاطر الموروثة: تشمل المخاطر من تاريخ العائلة الطفرات في مورثات BRCA1 أو BRCA2.
- التقدم في السن: العمر هو عامل الخطر الرئيسي لسرطان الثدي، يزيد الخطر مع تقدم العمر.
- التاريخ الشخصي للإصابة بسرطان الثدي وعلاج سرطان الثدي: قد تكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي إذا كانت قد عانت من قبل:
∗سرطان الثدي الغزوي
∗سرطان القنوات الموضعي
∗سرطان فصيصي موضعي
∗مرض حميد في الثدي
∗العلاج الإشعاعي للصدر أو الثدي
- أدوية سن اليأس: المرأة التي تستخدم العلاج بالهرمونات البديلة لأعراض انقطاع الطمث قد تكون أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الثدي.
الوقاية:
يمكن للنساء اتخاذ تدابير معينة للوقاية من عوامل خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام، مثل:
-التوقف عن التدخين إن أمكن
-الحفاظ على وزن معتدل
-ممارسة الرياضة بانتظام حيثما أمكن ذلك
-اتباع نظام غذائي صحي
- ملخص:
وجد الباحثون عدةَ روابطٍ بين موانع الحمل الهرمونية وزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.
النساء اللواتي لديهنَّ عوامل خطر أخرى، مثل التقدم في السن، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، أو تاريخ شخصيٍّ للإصابة بسرطان الثدي، معرّضات بشكل متزايد لخطر الإصابة بسرطان الثدي.
موانع الحمل الهرمونية لها بعض الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل مخاطر الإصابة بسرطان المبيض والرحم.
النساء اللواتي يتمتعنَ بصحة جيدة معرضاتٌ لخطر الإصابة بسرطان الثدي، سواء تناولنَ موانع الحمل الهرمونية أم لا.
يمكن للنساء المعرَّضاتِ لخطر الإصابة بسرطان الثدي واللواتي إما لديهنَّ سرطان الثدي أو تعافينَ منه بالفعل، استخدام طرق غير هرمونية لتحديد النسل، مثل طرق الحاجز أو اللولب غير الهرموني أو الخيارات الدائمة مثل الجراحة.