تجري المبادرة لتقليل كمية غاز ثنائي أكسيد الكربون \(CO2\) السام في الغلاف الجوي الأرضي على قدم وساق. ما نقصده هنا هو الاختراق الجديد في عالم التقنيات الذي طورته شركة غلوبال ثرموستات Global Thermostat وحازت على براءة اختراعه، حيث يسمح بإزالة غاز ثنائي أكسيد الكربون من الهواء المحيط. كما أنَّ هذه الشركة التي مقرها في مدينة نيويورك، اكتشفت أيضًا طرقًا لتحويل هذا الغاز المُستخلص من الهواء إلى مواد أولية يمكن استخدامها في عمليات صناعية متعددة.
استخلاص غاز ثنائي أكسيد الكربون من الهواء ليس أمرًا جديدًا، إذ توجد العديد من الشركات التي قامت بتطوير تقنيات وحلول خاصة بها لعلاج هذه المشكلة، إلا أن التقنية التي طورتها غلوبال ثرموستات تعدُّ فريدة من نوعها لأسبابٍ عدة:
ــ أولًا: مرونتها الكبيرة حيث يمكن تركيبها في أي مكان، فلا حاجة إلى بناء محطة صناعية في كل موقعٍ سيستخدم هذه التقنية، كما يمكن تعديل هذه التقنية لتلائم المنشآت الموجودة مسبقًا، فلا حاجة إلى إعادة تصميم المنشآت لتتناسب معها مما يسمح بتركيبها بشكل أسهل وأسرع.
ثانيًا: أنَّ هذه التقنية تدعم نفسها بنفسها، حيث لا تحتاج إلى مصدر خارجي ليشغلها لأنها تولد الحرارة والطاقة الخاصة بها، وهذا يعني أنَّه من الممكن تركيبها عمليًا في أيِّ مكان. كما أنَّ كلفة صيانة هذا النظام رخيصة جدًا.
ــ أخيرًا وليس آخرًا، إنَّ هذا النظام قابل للتغيير بحيث يناسب حجم المنشأة، فإذا ازداد حجم المنشأة التي تستخدمها كل ما عليك فعله عندها إضافة المزيد من الوحدات الماصة للغاز إلى النظام.
يحتاج العالَم إلى هذه التقنية لسببين بسيطين هما: أولًا، تقدم هذه التقنية طريقة فعَّالة لتقليص حجم الانبعاثات من المصانع والمنشآت الصناعية الأخرى، فعندما يتم تركيبها في المداخن الصناعية تقوم باستخلاص غاز ثنائي أكسيد الكربون قبل إطلاقه إلى الهواء. وثانيًا، تساعد هذه التقنية في تقليل كمية غاز ثنائي أكسيد الكربون الموجودة حالياً في الغلاف الجوي، وهذا ما يسمى بعملية "تجديد الهواء". وقد طورت شركة ثرموستات نسخة ذاتية التشغيل من وحدات الامتصاص الخاصة بها يمكن نشرها في أي مكان من أجل عمليات تجديد الهواء.