داء الزهايمر، لماذا يجب ألا نهمل الأعراض الأخرى؟

من المعروف عن داء الزهايمر صعوبة تشخيصه مبكراً؛ وذلك لعدم وجود اختبار حاسم له. وبما أن احتمالية الإصابة به تزداد مع التقدم في العمر، فإن معظم الأعراض المرافقة لداء الزهايمر كفقدان الذاكرة يمكن أن يحدث خطأ في تفسيرها على أنها جزء من العملية الطبيعية للتقدم في السن، كما أن تناول الأدوية المسكنة للأوجاع بإمكانها أن تجعلنا ننسى ولهذا فإن النسيان ليس بالضرورة دليلا على ضعف في الإدراك.


حذرت دراسة جديدة في مشفى نورث ويسترن ميديسن "Northwestern Medicine" من أن الاعتماد على الأعراض السريرية فقط لفقدان الذاكرة قد يعني إغفال التشخيص لأشكال أخرى من الخرف التي يسببها داء الزهايمر، والتي لا تؤثر في بدايتها على الذاكرة.

على أية حال، فإن فقدان الذاكرة حالياً هو المعتمد الرئيس لتشخيص داء الزهايمر، على الرغم من وجود أنماط عديدة لداء الزهايمر تؤثر في لغة الشخص وسلوكه وشخصيته ، وحتى إدراكه للمكان اعتماداً على الجزء الذي يهاجمه المرض من الدماغ.

وهذه إيميلي روغالسكي Emily Rogalski - المؤلفة الرئيسة في هذه الدراسة - تقول: "إن هؤلاء الأفراد غالبا ما يتم تجاهلهم في التجارب السريرية و تفوتهم فرصة المشاركة في التجارب السريرية لعلاج داء الزهايمر"، وروغالسكي هي بروفيسورة مشاركة في مركز طب الأعصاب المعرفي وداء الزهايمر في مشفى نورث ويسترن "Northwestern Medicine".

في الدراسة التي نشرت في دورية Neurology الشهر الماضي قام الفريق بالتعرف على المرضى من خلال الصفات السريرية للحبسة التدريجية البدئية progressive aphasia (PPA)، وهو نمط نادر من داء الزهايمر ويسبب تدهوراً تدريجياً في قدرة الشخص على استخدام اللغة، بينما لا تتأثر الذاكرة والقدرات الفكرية نسبيًا في بدايته.


ولأن الحبسة التدريجية البدئية (PPA) قد يسببها داء الزهايمر أو الضمور الفصي الجبهي الصدغي frontotemporal lobar degeneration (FTLD) – وهو مرض عصبي تنكسي آخر – فقد استخدم الباحثون في العثور على الأميلوئيد التصوير المقطعي بالإصدار البوزتروني "amyloid PET scans" لتحديد وتأكيد وجود ترسبات أميلوئيدية وهو بروتين يترسب في الدماغ ويدل دلالة حاسمة على وجود داء الزهايمر.

وأظهروا بقوة أن الاعتماد على الأعراض السريرية فقط للشخص غير كافٍ لتحديد السبب وراء الحبسة التدريجية البدئية ما إذا كان عائداً لداء الزهايمر أم الضمور الفصي الجبهي الصدغي ، وهكذا فإن فقدان الذاكرة غير كاف وحده لتشخيص داء الزهايمر، والعلامات الحيوية كالتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للبحث عن الأميلوئيد ضروري لتحديد السبب المرضي العصبي.

وتضيف روغالسكي قائلة: "أردنا زيادة الوعي حول الخصائص السريرية والدماغية الأولية المتعلقة بالحبسة التدريجية البدئية لتطوير مقاييس تؤيد التحاقهم بالتجارب السريرية المخصصة لداء الزهايمر، إن هؤلاء الأفراد غالباً ما يتم استبعادهم لأنهم لا يملكون عجزاً في الذاكرة إلا أنهم جميعاً يشتركون في مرض واحد هو داء الزهايمر الذي يسبب لهم أعراضه".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات