يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
اكتشاف كوكب قزم جديد في مجموعتنا الشمسية

بلوتو ليس وحيداً إلى الدرجة التي ظنّها العلماء؛ فقد اكتشف علماء فلك مؤخراً كوكباً قزماً dwarf planet جديداً يُقيم في حزام كايبر (Kuiper Belt) -وهو الحلقة المكونة من أجسام جليدية تقع خلف مدار نبتون. لكنّ هذا العالم المكتشف حديثاً، الذي أُطلق عليه اسم 2015 RR245، أكثر بعداً من بلوتو بكثير، وهو يدور حول الشمس لمرة واحدة كل 700 سنة أرضية وفقاً لما قاله العلماء (يُنجز بلوتو دورة كاملة حول الشمس كل 248 سنة أرضية).


تقول ميشيل بانيستر Michele Bannister من جامعة فيكتوريا في كولومبيا البريطانية في تصريحٍ لها: "تُساعد العوالم الجليدية الموجودة خلف نبتون في تتبع كيفية تشكل الكواكب العملاقة، ومن ثمّ تحركها بعيداً عن الشمس. فهي تسمح لنا بجمع تاريخ نظامنا الشمسي". وتُضيف قائلةً: "لكنّ معظم تلك العوالم الجليدية صغيرٌ جداً وخافت. ومن المثير حقاً إيجاد إحداها لامعاً وكبيراً إلى درجة تسمح لنا بدراسته بالتفصيل".


توضيح لمدار الكوكب القزم المكتشف حديثاً RR245 (الخط البرتقالي)، والذي يقول العلماء بأنه الجسم الثامن عشر من حيث الحجم في حزام كايبر الواقع وراء نبتون. حقوق الصورة: Alex Parker/OSSOS team
توضيح لمدار الكوكب القزم المكتشف حديثاً RR245 (الخط البرتقالي)، والذي يقول العلماء بأنه الجسم الثامن عشر من حيث الحجم في حزام كايبر الواقع وراء نبتون. حقوق الصورة: Alex Parker/OSSOS team


الحجم الدقيق لهذا الكوكب القزم غير معروف، لكن الباحثون يعتقدون أنّ عرضه يصل إلى 435 ميل (700 كم)؛ علماً أنّ بلوتو يُعد أكبر قاطني حزام كايبر بقطره البالغ حوالي 1474 ميل (2371 كم).


التقط الباحثون هذا الكوكب القزم لأول مرة في شهر شباط/ فبراير من هذا العام أثناء دراسة صور التقطها تلسكوب هاواي-فرنسا-كندا الموجود في هاواي في شهر ايلول/سبتمبر 2015، وكانت تلك الصور جزءاً من مسح أصول النظام الشمسي الخارجي (OSSOS) المستمر حتى الآن.


تقول بانيستر: "هناك على الشاشة -هذه النقطة الضوئية الصغيرة تتحرك ببطء شديد ما يعني أنها تبعد عن الشمس ضعف بعد نبتون على الأقل". اكتشف مسح OSSOS أكثر من 500 جسم موجود خلف مدار نبتون، لكنّ RR245 هو أولى الكواكب القزمة التي حددها المسح.

 

صور الاكتشاف الخاص بـ RR245 وهي توضح الحركة البطيئة للجسم على طول السماء ولفترة امتدت على ثلاث ساعات. حقوق الصورة: OSSOS team
صور الاكتشاف الخاص بـ RR245 وهي توضح الحركة البطيئة للجسم على طول السماء ولفترة امتدت على ثلاث ساعات. حقوق الصورة: OSSOS team


لدى الكواكب القزمة (Dwarf planets) كتلة كافية لتسمح لها بالتكتل على شكل كرات بالاعتماد على جاذبيتها الخاصة فقط، لكنها عاجزة عن تنظيف جوارها من الأجسام الأخرى، وهو الأمر الذي يُميزها عن الكواكب "العادية" مثل الأرض وزحل. قاد هذا التعريف، الذي وضعه الاتحاد الدولي لعلم الفلك في العام 2006، إلى إعادة تصنيف مثيرة للجدل لبلوتو على أنه كوكب قزم.


لا يزال علماء الفلك يدرسون تفاصيل المدار البيضوي للكوكب القزم الجديد، وقد بدا لهم أن أقرب مسافة له من الشمس تصل إلى 34 وحدة فلكية (AU)، في حين يبعد عن الشمس في أقصى نقطة له حوالي 120 وحدة فلكية (تُعادل الوحدة الفلكية الواحدة المسافة الكائنة بين الأرض والشمس -أي حوالي 93 مليون ميل، أو 150 مليون كيلومتر).


ووفقاً للباحثين، فإنّ الكوكب القزم المكتشف حديثاً سيبلغ أقرب وصول له من الشمس في العام 2096. وتتضمن فئة الكواكب القزمة المؤكدة في حزام كايبر: بلوتو، وإيريس، وهاوميا، وميكميك. ويقول العلماء أن أجساماً أخرى تقع في ذلك العالم البعيد، وهي سيدنا وكويور و2007 OR10، ربما تُحقق معايير الكوكب القزم أيضاً.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات