يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
وظائف جديدة للبشر حين تسيطر الرّوبوتات على العالم

حقوق الصورة: شاترستوك Shutterstock

ربّما سمعت في هذه الأيّام كيف ستتولى الرّوبوتات القيام بأعمالنا، وكيف سيؤمّن ذلك للأجيال القادمة وقتاً وفيراً لممارسة هواياتهم واهتماماتهم الإبداعيّة، بينما سيقضي أصدقاؤنا الرّوبوتات أوقاتهم في القيام بالنّصيب الأكبر من المهام الّتي يحتاجها عالمنا ليسير على ما يرام.

يعدّ ذلك في معظمه صحيحاً بالفعل، حيث ستقوم الرّوبوتات غالباً بالقسم الأكبر من العمل في بعض الصّناعات، وهذا يعني أنّك سترى في المستقبل غير البعيد نادلَك في المطعم، سائق سيّارة الأجرة، أو حتّى مندوب المبيعات الّذي يحادثك على الهاتف، هو عبارة عن روبوت. ولكن مع شعورِ أصحاب تلك المهن بالقلق إزاء تولّي الرّوبوتات لأعمالهم، فإنّ النّموّ المتزايد في صناعة الرّوبوتات حقيقةً سيساعد أيضاً في تنشيط سوق العمل، حيث سيساعد ذلك في خلق الكثير من الأعمال و المناصب الجديدة الّتي لم يتمّ اختراعها بعد.

بصفتي باحثاً، أهتمّ بشكل خاصّ بسوق الروبوتات الاستهلاكيّة، والّتي من المتوقع أن تبلغ قيمتها 33 مليار دولار أميركي بحلول عام 2025، فإنّ عملي الآن قبل استيلاء الرّوبوتات هو فهم العلاقة مابينها وبين البشر وتتبّع آثارها على الاستهلاك، وهذا يعني بشكل أساسيّ أنّ بحثي يسكتشف مدى التّقبل والصّلات المحتملة الّتي يمكن أن تنشأ بين البشر وما يسمى بـ"الروبوتات الاجتماعية" (وهي الرّوبوتات الّتي تتفاعل وتتواصل بشكل مباشر مع الإنسان).

كما وأدرس أيضاً كيفيّة تأثير هذه العلاقات على الأسواق المتنوّعة، وسبل العمل الجديدة والوظائف الّتي سيتمّ إنشاؤها، خلاصة القول إنّ سوق العمل لن تخلو في المستقبل من التّحديات، ولكن غالباً ما يعيد التاريخ نفسه، فسوف يتكيّف البشر مع هذه الفرص الجديدة ليستفيدوا منها، وهنا سنعرض خمسة وظائفَ جديدة نتوقّع إنشاءَها من أجل الإنسان عندما تسيطر الرّوبوتات على العالم.

1. معلّم الغناء للرّوبوتات


ستكون هناك شركات تركّز على تطوير برمجياتٍ وتطبيقاتٍ للرّوبوتات تتعدّى بشكلٍ كبيرٍ وظائفَها الافتراضيّة، وقد يتضمّن ذلك إضافةَ وظائف الغناء والرّقص أو وظائف اللّغة أو الطّبخ، وواقع هذه الأشياء ليس ببعيد، حيث يستطيع الرّوبوت الاجتماعي بيبر Pepper، الّذي تمّ إصداره من قبل سوفت بانك Softbank، الغناء وأداء مختلف حركات الرّقص للتّرفيه عن صاحبه. هذا الرّوبوت حقّق نجاحاً كبيراً في الولايات المتّحدة، ويتمّ استخدامه بالفعل في المملكة المتّحدة.

استناداً للحاجة إلى الوظائف الإضافيّة، سيُنشأُ سوق عمل جديد للبشر ليقوموا بتطوير البرمجيّات الّتي من شأنها أن تمكّن الرّوبوتات من الوصول إلى مستويات أداءٍ أكثر تعقيداً وتطوّراً.

2. جرّاح التّجميل للرّوبوتات


بالطّبع ستحتاج جميع الرّوبوتات الجيّدة لأن تحمل الطابع الشّخصيّ، لذا من المحتمل أن تظهر شركات جديدة تمكن الأشخاص من تحديث روبوتاتهم الشّخصيّة بإضافة أطرافٍ أقوى أو معالجاتٍ أسرع.

ينخرط البشر بالفعل في أشكالٍ عديدةٍ من تحسين الهيئة البدنيّة، إما عن طريق التّمرين أو استخدام مساحيق التّجميل أو حتّى عبر الجراحة التّجميليّة في الحالات الأكثر شدّة، ومع تطوّر علاقات البشر مع روبوتاتهم الاجتماعية، سيتزايد الطّلب على الشّركات الّتي توفّر خيارات تخصيصٍ للرّوبوتات. وبهذه الطّريقة فإنّ الروبوت الاجتماعي الجديد المسمّى "بادي" Buddy، والّذي أُصدر من قِبل بلوفروغروبوتيكس Bluefrogrobotics يوفّر بالفعل هذا الخيار، حيث أنّه يَعِد بتأمين خيارات التّرقية المستمرّة حتّى يتابع تزويدَ المستخدمِ بتجربةٍ ممتعةٍ ومرضيةٍ قدر الإمكان.

3. ممرّض الرّوبوتات


ستحتاج الرّوبوتات، تماماً مثل البشر، إلى فحوصاتٍ صحيّةٍ منتظمة ودوريّة للتّأكّد من أنها تقوم بأدائها بكلّ سلاسة، فوظيفةُ فنيّ الرّوبوت موجودة بالفعل كمسار وظيفيّ مربح جدّاً تمكّن من الاستفادة من تلك الصّناعة المتنامية، وعلى الرّغم من أنّ التّركيز حتّى الآن ما زال على السّاحة الصّناعية، ففي أعقاب ثورة الرّوبوتات الاجتماعيّة ستظهر الحاجة إلى ممّرضي الرّوبوتات القادرين على تقديم خدماتهم في هذا السّوق الحديث أيضاً.

4. وكلاء السّفر للرّوبوتات


من المرجّح أنّ النّاس سيفضلون اصطحاب روبوتاتهم خلال السفر، ولاسيما في حال تنامت روابطهم معها، كما هو الحال بالنّسبة للرّوبوت صديق الأطفال بليو PLEO، الذي يمكن أن نجده بالفعل في العديد من المنازل حول العالم.

وتحتاج الرّوبوتات كما البشر إلى إعطائها القدرة على التّنقّل، الأمر الذي سيؤدّي إلى نشوء شركات تركّز على نقل الرّوبوتات، وذلك يتضمّن صنع مساحةِ تخزينٍ مناسبة للرّوبوتات كحقائب السّفر مثلاً، وكذلك محطّات شحن وصيانة خارج المنازل.

5. منظّمون وحكّام لعروض الرّوبوتات


تشير الأبحاث إلى أنّ البشر يطوّرون علاقات وطيدة مع حيواناتهم الأليفة، أو حتّى مع سياراتهم، وكأنها بمنزلة امتداد لذواتهم، ويمكن لهذه الحيوانات الأليفة أو السّيارات في بعض الحالات أن تصبح رموزاً لمكانة أصحابها، ممّا يحفّزهم على إنفاق أموال طائلة عليها وعرضها أمام العامّة، يقول الباحثون إنّ الرّوبوتات قد تصبح في المستقبل القريب جزءاً من ذاتنا الممتدّة أيضاً، مما يرجّح ظهور عروض للرّوبوتات شبيهةٍ بعروض السّيارات والحيوانات الأليفة، أي كما يشارك الناس قططهم أو كلابهم في عروض الحيوانات الأليفة، فمن المحتمل أن يرغب العديد من مالكي الرّوبوتات الفخورين بعرض روبوتاتهم ذات الميزات المخصّصة أمام الآخرين للحصول على التّقدير والإعجاب بتصاميمهم، ذلك سيؤدي إلى تركيز الشّركات على تنظيم الفعاليات والاجتماعات الّتي يتمكّن فيها المالكون من عرض روبوتاتهم.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات