أصبحت زيارة طبيب الأسنان أسهل على الأطفال المصابين بالتوحد


تعديل الوسط المحيط حتى يصبح أكثر هدوءاً قد يُلغي الحاجة لاستخدام التخدير العام للتغلب على صعوبات إجراءات التنظيف الروتينية.


جامعة كارولينا الجنوبية

ربما أصبح الذهاب لطبيب الأسنان أقل إخافة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد autism spectrum disorder، والذين تقدر نسبتهم بواحد لكل 68 طفل في الولايات المتحدة وكذلك للأطفال الذين يعانون من قلق زيارة طبيب الأسنان وذلك بحسب بحث أنجز في جامعة كارولينا الجنوبية.

ففي مقال نشر في الأول من مايو في دورية "Journal of Autism and Developmental Disorders" قام الباحثون في جامعة كارولينا الجنوبية ومستشفى لوس أنجلوس للأطفال، باختبار جدوى تكييف الوسط المحيط الذي يتم فيه علاج مشاكل الأسنان بحيث يصبح أكثر هدوءاً بالنسبة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.

يقول طبيب جراحة الأسنان خوسيه بوليدو José Polido أحد المشرفين على الدراسة ورئيس قسم طب الأسنان في مستشفى لوس أنجلوس للأطفال والأستاذ المساعد في كلية هيرمان أوسترو Herman Ostrow لطب الأسنان في جامعة كارولينا الجنوبية : "إنَّ البيئة المحيطة لمكان علاج الأسنان قد تكون مخيفة للغاية بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد الذين لا يعرفون كيفية التفاعل في مثل هذه المواقف والذين يميلون للنفور التام من كل ما نحاول القيام به".

غالباً ما يبدي الأطفال المصابون باضطرابات طيف التوحد وبعض الأطفال ذوي التطور الطبيعي ردّات فعل عالية تجاه الأحاسيس التي يستقبلونها ويجدون هذه الأحاسيس غير مريحة. فعيادة طبيب الأسنان بما تحتويه من أضواء ساطعة والأصوات المرتفعة لمعدات تصليح الأسنان بالإضافة للمس فم الأطفال ومحيطه، جميعها تشكل تحديات معينة بالنسبة لهؤلاء الأطفال.

في هذه الدراسة، خضع 44 مريضاً من مستشفى لوس أنجلوس للأطفال – 22 طفلاً مصاباً بالتوحد و 22 طفلاً "طبيعيو التطور (يعرفون بأنهم أطفال غير مصابين بطيف التوحد)- لعمليتين احترافيتين لتنظيف الأسنان. أجريت الأولى منهما في بيئة العلاج المعتادة، وأجريت الأخرى في بيئة معدلة حسيّاً. وقد تم خلال كل من الجلستين قياس درجة قلق الطفل الفيزيولوجية، وانزعاجه السلوكي، وشدة ألمه. 

يقول شارون سيرماك Sharon Cermak المشرف الرئيسي على الدراسة والأستاذ في جامعة كارولينا الجنوبية/قسم السيدة ت.هـ تشان T.H Chan للعلوم المهنية والعلاج المهني وأستاذ طب الأطفال في كلية كيك Keck للطب في جامعة كارولينا الجنوبية : "قمت بالتحدث مع العديد من الأهالي الذين قالوا لي: لقد تجنبنا فعلاً أخذ طفلنا لطبيب الأسنان لتأكدنا بمدى صعوبة ذلك ولعلمنا أنه سيصرخ ويبكي".

للمساعدة على التغلب على ردة الفعل هذه، عدّل الباحثون بيئة عيادة طبيب الأسنان بإطفاء أضواء سقف العيادة والمصابيح الرأسية، و إسقاط مؤثرات بطيئة الحركة على السقف وتشغيل موسيقى مهدئة.

وبدلاً من استخدام الطرق التقليدية لحماية الطفل على كرسي طبيب الأسنان، قام الأطباء باستخدام غطاء كرسي على شكل فراشة عملاقة تلتف أجنحتها حول الطفل وتمنحه عناقاً مريحاً وحميميّاً .

لقد وجد فريق البحث أن كلاً من الأطفال طبيعيي التطور والأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد شعروا بدرجة أقل من القلق النفسي، والألم والانزعاج الحسي في بيئة العلاج المعدلة. 

ويظهر هذا البحث أن هذه الدراسة، التي أظهرت تعاوناً فريداً بين أطباء أسنان الأطفال والمعالجين المهنيين، قد تساعد على تحسين من يعاني من صحة فمه وأسنانه من الأطفال المصابين بالتوحد، بحسب الباحثين.

قد تظهر هذه النتائج توفيراً في نفقات نظام العناية بالصحة، وذلك بخفض تعويضات التأمين المدفوعة لعيادات طب الأسنان على الطاقم الإضافي والتخدير العام والتي غالباً ما تكون ضرورية للأطفال المصابين بالتوحد.

ما سيفعله الباحثون بعد تلك الدراسة هو زيادة حجم العينة -لتصبح 110 طفلاً ضمن كل مجموعة- وذلك لتحديد أيّ العوامل ( العمر، القلق، فرط الاستجابة للأحاسيس) أكثر توقعاً للاستجابة الأفضل عند التدخل.

يقول سيرماك: " إن أحد أهدافنا بعيدة المدى في هذه الدراسة هو مساعدة أطباء الأسنان على تطبيق بروتوكولات خاصة بعياداتهم لمعرفة كيف تشترك المكونات الحسية مع الأمور السلوكية"، ويكمل: "أعتقد أن هذه البروتوكولات سيتم تطبيقها بعد هذه الدراسة حول العالم".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات