كبار السن يكشفون ما يمنعهم من زيارة طبيب الأسنان

كشفت تقارير مباشرة من كبار السنّ عمّا يقف حقّاً في طريقهم دون القيام بزياراتٍ دوريّةٍ لطبيب الأسنان.
 

في سلسلةٍ من مجموعات المناقشة الخاصّة بالأشخاص ذوي أعمار الـ 65 فما فوق، اكتشف الباحثون تماماً العوائق التي يواجهها كبار السنّ فيما يتعلق بالاهتمام بأسنانهم. تضمّنت العوائق الأكثر شيوعاً التي اكتُشِفَت القلق، والصّحة العامّة السّيئة، والتّكلفة، والجانب الجسدي المتعلِّق بعدم القدرة على الذّهاب إلى الطّبيب.
 

وصف العديد من الذين أُجريَت المقابلة معهم أنّهم وجدوا تفريش الأسنان يصعب مع تقدّمهم في العمر بسبب النّسيان، وقال أحدهم: تصبح راجفاً ولديك نظرٌ ضعيفٌ، لا تهتمّ بنفس الطّريقة مع تقدّمك في العمر.


كانت التّعقيدات المتعلّقة بالقدرة على التّنقُّل والصّحة الضّعيفة أيضاً من المشاكل الرئيسة المحدّدة؛ إذ أضاف أحد المشاركين: "عليك حجز وسيلة نقلٍ مسبقاً أو الطّلب من أحدهم لإيصالك، وهناك عوامل كثيرةٌ يجب أخذها بالحسبان"، بينما قال شخصٌ آخر: "كنت مريضاً جداً فلم تكن لدي المقدرة على القيام بشيء". وقد كشف آخرون أنّهم ما زالوا متأثّرين بالخوف من المُعالجة السنيّة، حيث اعترف أحدهم: "قد كنت خائفاً من طبيب الأسنان طوال حياتي، كنت مستعدّاً لأغيب عن الوعي وكنت مرتعباً".
 

كانت التّكلفة أيضاً من العوائق الرئيسة المحدّدة من قبل العديد منهم، حيث صرّح أحدهم: "لست قادراً على تحمُّل كلفة الذّهاب إلى طبيب الأسنان، عندما يكون لديّ ألمٌ سنّيّ أحياناً ويبقى يؤلمني لعدّة أشهر، ولكن العلاج مكلفٌ جدّاً". بينما كان آخرون رافضين للرّعاية السّنيّة بشكلٍ كاملٍ، حيث أضاف عضوٌ من المجموعة: "لن تصرف المزيد من المال على العلاج السنّي إذا كنت ستموت قريباً!".
 

حتّى إنّ بعضاً من الذين أُجريَت المقابلة معهم قالوا إنّهم لا يرون أيّ فائدةٍ للحفاظ على الصّحة الفمويّة في عمرهم المتقدِّم، مشيرين إلى أنّ "المظهر لا يهمّ"، وذكر بعض الأشخاص أنّهم تلقّوا المساعدة من مقدِّمي الرّعاية، ولكنّهم قالوا أيضاً أنّهم لم يجدوا الوقت للقيام بذلك.


نظراً لقوّة العلاقة بين العناية الفمويّة السّيّئة وهشاشة العظام المُتزايدة في الأعمار المتقدّمة، بالإضافة إلى المشاكل الصّحيّة الأخرى المهدّدة للحياة كالتهاب الرّئة، والسّكري، وأمراض القلب؛ تسعى مؤسّسة الصّحة الفمويّة -وهي المؤسّسة الخيريّة المتعلِّقة بالصّحة الفمويّة الأوّلى في المملكة المتّحدة- إلى جذب الانتباه نحو أهميّة الصّحة الفمويّة عند كبار السنّ.


قال الدكتور نايجل كارتر Dr Nigel Carter المدير التّنفيذي لمؤسّسة الصّحة الفمويّة: "إحدى الطرق التي قد تساعد على تجاوز العديد من العوائق المحدّدة هي أن يوفّر الخبراء السنّيون -مع دعم السّلطات المحليّة- الخدمات في دور الرّعاية ومراكز الاجتماع المحليّة، بهدف جعل الرّعاية جذّابة وأسهل وصولاً".
 

يملك أطبّاء الأسنان أيضاً الدّور الأساسيّ في رفع الوعيّ المتعلِّق بالصحة الفموية لكبار السنّ، من خلال عملهم، ومع مرضاهم، ومع مقدّميّ الرّعاية الآخرين القادرين على المساعدة في توفير الدّعم الفعّال.


يقول أيضاً: "أودّ أيضاً أن أرى توفيراً أفضل ودعماً أعظم للسّلطات المحليّة، والتي ستصبح عندها قادرةً على توفير المعلومات الفعّالة والتّعليم لكبار السّنّ في دور الرّعاية وفي المجتمع، بالإضافة إلى مقدّمي الرّعاية وأفراد العائلات الذين يهتمّون بكبار السن للتأكيد على أهمية الصّحّة الفمويّة الجيّدة عند كبار السنّ، سنستطيع باستخدام هذا المنهج المركّب تجاوز العديد من العوائق المحدّدة من قبل أولئك المحتاجين للمُساعدة"، ويضيف: "يكون لأسناننا وصحّتنا الفمويّة أثرٌ صميميّ على العديد من جوانب حياتنا الأخرى، ليس فيزيائياً فقط، بل عاطفياً أيضاً، نتوقّع أن نحافظ على أسناننا الطّبيعيّة طيلة حياتنا، ولكن هذا لا يُلاحَظ حتى منذ عقودٍ مضت، مع الرّعاية الصّحيحة والدّعم لا يوجد سببٌ لإهمال الصّحة الفمويّة لغالبيّتنا".


ويقول: "رعاية الصّحة الفمويّة لكبار السن جانبٌ مهمٌّ جدّاً ولكنّه منسيّ، وأؤمن أنّه يجب أن يكون هنالك المزيد من التّركيز عليه حيث إنّه يملك الإمكانية على تحسين جودة حياة عدد كبير من النّاس". توفّر منظّمة الصّحة الفمويّة خطّاً مخصصاً للمساعدة في الصّحة الفمويّة حيث يمكن لأي شخصٍ الحصول على المساعدة والنّصيحة المطلوبة عن صحته الفمويّة.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات