قام "المركز الدولي لمراقبة الأنهار الجليدية" The World Glacier Monitoring Service ومقره جامعة زيورخ، بجمع بياناتٍ من مختلف أنحاء العالم حول التغيرات التي أصابت الأنهار الجليدية خلال الـ 120 سنةً الماضية. وقد أعد المركز عبر مراسليه العالميين المنتشرين في أكثر من 30 بلداً، تحليلاً شاملاً ووافياً حول أهم التغيرات التي أصابت الأنهار الجليدية وقد تم نشر هذه الدراسة في مجلة العلوم الجليدية "Glaciology".
يُقارن هذا البحث الأرصاد التي تم أخذها خلال العقد الأول من القرن 21 مع جميع البيانات المتاحة، سواء التي تم جمعها سابقاً على أرض الواقع أو الجو أو تلك التي تم رصدها وإرسالها عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى المصادر المكتوبة والمصورة التي تظهر عمليات إعادة التشكيل التي تقوم بها الأنهار الجليدية.
- الأنهار الجليدية تسجل تراجعاً قياسياً
على هذا المنوال، تراجعت الألسنة الجليدية في النرويج بضعة كيلومترات عن أقصى مدى بلغته في القرن 19. وقد اقتصرت المحاولات المتقطعة لإعادة التشكيل منذ عام 1990 حتى الآن على بعض الأنهار الجليدية القريبة من المنطقة الساحلية، ولم تشمل سوى بضع مئاتٍ من الأمتار فقط.
بالإضافة إلى ذلك، تُشير الدراسة إلى أن كثافة الجليد الذائب خلال العقدين الماضيين أدت إلى حدوث اختلالٍ قوي في الأنهار الجليدية في مناطق كثيرة من العالم. ويعلق مايكل زيمب على هذا بقوله: "ستعاني الأنهار الجليدية في العالم من ازدياد ذوبان الجليد حتى في ظل وجود مناخ مستقر".