كيف يتفاعل الدماغ مع الأدب

عندما نستمع إلى الحكايات والقصص، نجد أنفسنا منغمسين في أحداثها، متعاطفين مع مشاعر شخصياتها المختلفة، ومؤخرًا، أصبح بالإمكان معرفة كيفية حصول هذه العملية داخل دماغنا. 


تمكن رويل ويليامز Roel Willems وأنابيل نايهوف Annabel Nijhof أخيراً من معرفة تأثير القصص الأدبية على الدماغ، وذلك باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، والتي تقوم بمتابعة النشاط العصبي للدماغ عن طريق تتبع ضخ الدم في مناطق الدماغ أثناء تعرضها لمؤثرٍ معين، مثل الاستماع للحكايات. نشرت دورية PLOS ONE النتائج في 11 شباط/فبراير العام الماضي.

يندمج جميعنا في القصص المختلفة كلٌ على طريقته، لكن وبسبب محدودية العلم في ما مضى، كان الموضوع يدرَسُ بصوره العامة دون الالتفات إلى الاختلافات الفردية. أما في هذه الدراسة، فقد بيَّن ويليمز ونايهوف أن الأشخاص يركزون على أوجه مختلفة للقصة عند الاستماع إلى الأدب.

 

القراءة (تصوير: بيدرو سيموز Pedro Simoes)
القراءة (تصوير: بيدرو سيموز Pedro Simoes)

 

الكتب الصوتيَّة في تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي


قام المشاركون في التجربة بالاستماع إلى فصول من كتب صوتية مختلفة، منها على سبيل المثال كتاب "ضيوف الجزيرة، بقلم: فون فان دير ميير" Island Guests by Vonne van der Meer، وكتاب "ذوَبان، بقلم: راشا بيبير" Thaw by Rascha Peper.

وقال رويل ويليمز من معهد دوندرز في جامعة رادبود Donders Institute at Radboud: "وجدنا أن هنالك اختلافات تفضيلية قوية على المستوى الشخصي، فبعض المشاركين ركزوا بشكلٍ خاصٍ على اهتمامات ومشاعر الشخصية الرئيسة، بينما ركز آخرون على تخيُّل أفعال الشخصيات بشكلٍ أكبر".

 

التعاطف مع الحكاية


قال ويليمز: "يمكن لمعظم الناس التركيز على الشيئين معاً، التعاطف مع المشاعر وتخيُّل أفعال الشخصية والمشاهد المحيطة بها، لكنَّ نتائج الرنين المغناطيسي الوظيفي أشارت إلى وجود تفضيل لأحدهما على الآخر بحسب الشخص".


هذا وتعتبر دراسة علوم الأعصاب هذه الأولى التي أثبتت وجود اختلافاتٍ عند دراسة التعاطف مع الأدب.

 

كلمات، وجُمل، وقصص ..


تعتبر هذه الدراسة فريدة لأن ويليامز درس اللغة "الحقيقة"، وهي اللغة التي تستخدم في الحياة اليومية.

"عادةً ما يُدرَسُ موضوع اللغة في الدماغ عن طريق طرح موضوعٍ معينٍ باستخدام كلماتٍ وجملٍ منفردة، ولكنَّ اللغة بالطبع هي أكثر من ذلك! نحن هنا نجعل المشاركين يستمعون إلى قصصٍ أطول، وهذا يجعل هذه الدراسة مثالًا جيدًا لدراسة تأثير اللغة على الدماغ، عن طريق استخدام اللغة التي يستخدمها الناس فعلاً".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات