يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
المنطقة القطبية الجنوبية تشهد نقطة تحوّل خطيرة

إذا ما وصلت الأرض إلى نقاط تحوّل خطيرة كذوبان الأنهر الجليدية في المنطقة القطبية الجنوبية، سيتوجّب علينا أن ندبّر وسيلة للخروج من الأزمة، ومن الصعب معرفة مدى بعدنا عن أي من تلك الأزمات الحرجة.


إنّ نهر ثويْتس Thwaites الجليدي العملاق في القارة القطبية الجنوبية في انحسار سريع، ويحدثُ الشيء نفسه لكلٍّ من نهري جاكوبشافن Jakobshavn، وزاكري إستروم Zachariae Isstrom الجليديين في غرينلاند. ما يثيرُ قلقَ باحثي المناخ أنّ هذه الأنهار الجليدية الثلاث قد تجاوزت نقاط التحول أو نقاط "اللاعودة"، ووصلت إلى مرحلة يستمر فيها التغيّر بثبات وقوة بشكل لا يمكن عندها إيقافه. فإذا ذابت تلك الأنهار الجليدية الثلاثة بشكل كامل، سيتكفّل ذلك وحده بارتفاع منسوب البحار في العالم لأكثر من مترين.

حذّرت اللجنة الدولية للتغيّرات المناخية The Intergovernmental Panel on Climate Change او اختصاراً IPCC من أنّ الاحترار السريع قد يسبب تجاوز النظم الأساسية للأرض لنقاطها الحرجة، وهو جزء من السيناريو الأسوأ للتغيّر المُناخي. ويقول تِم لينتون Tim Lenton من جامعة إكستر في المملكة المتحدة أنه تم تجاوز العتبة بدايةً في عام 2007 حينما تسارع ذوبان جليد بحر المنطقة القطبية الشمالية في فصل الصيف.

 

وما يثير الخوف أنّ المحيطات ستمتص حرارة أكثر بوجود غطاء جليدي أقلّ فوقها، وهو ما يعيق إعادة التجمّد في فصل الشتاء، ويسفر عن تناقص مستمر للنظام الجليدي.

وليس فقط ذلك النظام في خطر، فقد أسفر ارتفاع درجات الحرارة تاريخيًا -الذي غيّر من كميات الجليد البحري في القطبين- عن انقلاب دوران المحيطات، وقد يفقدنا الانقلاب الجديد تيّار الخليج الدافئ، ويسبّب انهيار الرياح الموسمية الآسيوية، والغرب أفريقية مؤثّرًا في ذلك على أرزاق المليارات من الناس.

 

لم تؤثر حتى الآن التغيّرات السنوية في الجليد البحري على دوران المحيطات العالمي بشكل كامل، بيد إنّ قطّاع المحيط الأطلسي قد أُضعف بشكل ملحوظ، وقد يعني ذلك وفقًا للينتون أن هذا القطاع يتقدم ببطء نحو نقطة اللاعودة الخاصة به.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات