هل ما تعانيه السيدات من تأثيرات سلبية لحبوب منع الحمل صحيح؟

٢٠ نيسان ٢٠١٧

أثبتت دراسة جديدة صحة ما تعانيه سيدات عدة قبل سنوات، وهو ارتباط الحبوب المانعة للحمل الفموية مع تناقص نوعية الحياة والصحة عند سيدات أصحاء.

وجدت دراسة بحثية -تتميز بالعشوائية والتعمية المزدوجة واستخدامها للدواء الغفل مقابل حبوب منع الحمل- أن السيدات اللواتي استخدمن حبوب منع الحمل الحاوية على الإيتيل إستراديول (مركب إستروجيني) والليفونورجستريل (مركب بروجستروني) لمدة ثلاثة أشهر قد عانين من نقص في نوعية الحياة والمزاج والشعور بالعافية الجسدية (الفيزيائية).

وبذلك أكدت هذه النتائج الأبحاث السابقة وشكاوى النساء من التأثيرات الجانبية لحبوب منع الحمل. ولكن لم نجد دليلا واضحا على تسبب حبوب منع الحمل في زيادة أعراض الاكتئاب في دراستنا الأخيرة. وبشكل مُفاجئ تُعَدُّ هذه الدراسة من أكثر الدراسات الحديثة صرامةً في البحث عن تأثير هذه الحبوب على نوعية الحياة عند النساء.

تقول الباحثة الرئيسية أنجيليكا ليندين هيرشبيرغ Angelica Lindén Hirschberg من معهد Karolinska في السويد: "على الرغم من استخدام حبوب منع الحمل من قبل مئة مليون سيدة حول العالم لا نعرف اليوم سوى القليل عن تأثيرها على صحة هؤلاء السيدات.


وأضافت الباحثة أنجليكا: "المحتوى العلمي حول تأثير هذه الحبوب على نوعية الحياة والاكتئاب عند السيدات محدودٌ جداً، وبالتالي نحن بحاجة كبيرة للدراسات التي تتمتع بالعشوائية، حيث نستطيع مقارنة هذه الحبوب مع الدواء الوهمي (الغفل)".

وبسبب ذلك، أجرى فريقها البحثي الدراسة على ٣٤٠ سيدة معافاة جسدياً تترواح أعمارهن بين ١٨ و٣٥ عاما، حيث أعطي بعضهن دواءً وهمياً بينما أعطي الباقي حبوب منع حمل تحتوي على الإيتيل إستراديول والليفونورجستريل لمدة ثلاثة أشهر.

تُعَدُّ الحبوب التي تحتوي على الإيتيل إستراديول والليفونورجستريل من أكثر حبوب منع الحمل المُركبة شيوعا حول العالم، نظراً لأنها الأقل ارتباطاً مع خطر إحداث خثرات دموية، ومن أسمائها التجارية ليفلين Levlen، ميكروغاينون Microgynon، بورتيا Portia وأليسي Alesse.

تمتعت هذه الدراسة بالتعمية المزدوجة، أي أن كل من الباحثين الذين يقدمون الحبوب والسيدات اللواتي يأخذنها لا يعلمون إن كان الدواء وهميا أم حبوب منع العمل.

وفي بداية الدراسة تمّ تقدير الصحة العامة للسيدات من حيث قياس الوزن، الطول وضغط الدم. كما قمن بملء استبيانين للاستعلام عن تعافيهن بشكل عام وأعراض الاكتئاب لديهن، هما: دليل الصحة العامة النفسية Psychological General Wellbeing Index واستبيان بيك للاكتئاب Beck Depression Inventory.


ثم أُعيدَت هذه الفحوص على السيدات في نهاية الأشهر الثلاثة بهدف مقارنة النتائج.

وأظهرت السيدات اللواتي تلقَيْنَ حبوب منع الحمل تناقصاً ملحوظاً بنوعية الحياة في نهاية الدراسة، مقارنةً مع من تلقين الأدوية الوهمية. تضمن ذلك النوعية العامة للحياة ومظاهر محددة من الصحة، مثل التحكم بالنفس ومستويات الطاقة. لم تُلاحَظ زيادة بأعراض الاكتئاب.

على الرغم من أن هذه النتائج خطوة مبدئية مُشوِّقة على طريق دراسات أفضل عن التأثيرات الجانبية لحبوب منع الحمل، حذّر الباحثون أن هذه التغيرات صغيرة وبالتالي لا نستطيع استنتاج الكثير بناءً عليها إلى الآن كما يمكننا تطبيق هده النتائج على الحبوب المحتوية على الإيتيل إستراديول والليفونورجستريل فقط.


كما أن هذه الدراسة تابعت السيدات لثلاثة أشهر فقط، وبالتالي نحن بحاجة لمراقبة أطول للحصول على رؤية أكثر دقة عن كيفية تأثير الحبوب المانعة للحمل على السيدات.

يقول أحد الباحثين نيكلاس زيثرايوس Niklas Zethraeus: "قد تكون تلك التأثيرات من الأسباب المُساهِمة بقلة الالتزام والاستخدام غير المنتظم لحبوب منع الحمل"، وأضاف الباحث نيكلاس: "يجب أن نهتم ونأخذ هذه التأثيرات المُنقِصَة لنوعية الحياة بالحسبان عند وصف حبوب منع الحمل وعند اختيار الطريقة الملائمة لمنع الحمل".

لقد بدأ العلماء أخيراً بالبحث بجدية في الصحة التناسلية للنساء والتأثيرات الجانبية لموانع الحمل، حيث تناولت أبحاث عدة مؤخراً دراسة سبب النزوف الغزيرة والألم الشديد في الدورة الشهرية عند بعض الإناث.

ويتوسع العلماء حالياً في البحث عن موانع الحمل الذكرية، مثل حقن مانعة للحمل مخصصة للرجال وهلام (جيل) يثبط النطاف بشكلٍ عكوس دون استخدام الواقي الذكري.

نحن بحاجة للمزيد من الأبحاث قبل أن نتمكن من أن نحدد بدقة كيفية تأثير حبوب منع الحمل على المرأة، ولكن هذه النتائج المبكرة مؤكدة لما تعانيه السيدات من تأثيرات جانبية أثناء استخدامهن هذه الحبوب.

نُشِرَ البحث في المجلة الدورية Fertility and Sterility.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات