كويكبات تهدد الأرض؟!

"سيصطدم كويكب بالأرض في الفترة الممتدة بين 15 و 18 أيلول/سبتمبر من هذا العام"

حسنٌ، إن الكلام المذكور أعلاه هو محض إشاعات انتشرت انتشاراً فيروسياً لا أكثر ولا أقل. حيث وفقاً لهذه الشائعة فإن الاصطدام سيحدث بصورة جلية في أحد التواريخ المفترضة بالقرب من بورتوريكو Puerto Rico، وسيؤدي إلى التسبب بتدمير وحشي يشمل سواحل المحيط الأطلسي، وسواحل خليج المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى أميركا الوسطى والجنوبية.

والآن، إليكم الحقائق الكاملة حول هذا الموضوع.


يقول بول تشوداز Paul Chodas، مدير مكتب الأجسام القريبة من الأرض Near-Earth Object التابع لوكالة ناسا في مختبر الدفع النفاث JPL في باسادينا، كاليفورنيا: "ليس هناك أي أساس علمي، ولا حتى ذرة دليل واحدة، على أن كويكباً ما، أو أي جرمٍ سماوي آخر سيصطدم بالأرض في هذه المواعيد المفترضة".

يلفت كذلك برنامج أرصاد الأجسام القريبة من الأرض Near-Earth Object Observations Program التابع لوكالة ناسا، إلى أنه في الواقع، لم يتم رصد أي كويكبات أو مذنبات ستصطدم بالأرض في أي وقت كان في المدى المنظور، وذلك على اعتبار أن جميع الكويكبات الخطرة والمعروفة لدينا، لا تبلغ فرصة اصطدامها بالأرض أكثر من 0.01%، وذلك على مدى السنوات الـ 100 القادمة.

يُعتبر مكتب الأجسام القريبة من الأرض في مختبر الدفع النفاث، هو المجموعة الرئيسية المعنية بأمور التعاون الدولي الذي يشمل الفلكيين والعلماء من كل أنحاء العالم. حيث يبذل كل واحد منهم أقصى جهده في السهر على مراقبة السماء بواسطة التلسكوب الخاص به، بغية رصد الكويكبات التي يمكنها التسبب بأضرار وأخطار لكوكبنا، بالإضافة إلى توقع مساراتها عبر الفضاء في المدى المنظور. فبالتالي، إذا وجدت أية أرصاد حول ما إذا كان كويكب ما يتوجه إلينا مباشرة، فإن تشوداز وزملاؤه العلماء سيعلمون بذلك حالاً. 

يقول تشوداز: "إذا كان هناك أي جسم سماوي كبير بشكل كافٍ للتسبب بمثل هذا النوع من الدمار في شهر سبتمبر/أيلول، لكنا الآن على الأقل رأينا شيئاً ما ينبئنا بحدوث ذلك".

يعلم تشوداز وفريقه، بالإضافة لذلك، بأنها ليست المرة الأولى التي ينتشر فيها مثل هذا الادعاء غير المؤكد عن وشوك قيام جرم سماوي ما بالاصطدام بالأرض، ولسوء الحظ، لن تكون هذه هي المرة الأخيرة. حيث تعتبر أية أخبار متعلقة بمواضيعَ كهذه، وجهة مفضلة على شبكة الإنترنت.

ففي عام 2011، انتشرت شائعة معينة تقول أن مذنب إيلين (Elenin) سيتسبب بحدوث ما سُمي حينها "يوم القيامة" Doomsday. وبالطبع لم يشكل هذا المذنب أي خطر محتملٍ على الأرض كما لم يسبب أية أضرار لها، حيث تفتت إلى حطام صغير في الفضاء. وانتشرت شائعة أخرى في عام 2012، حين أصرت بعض الأخبار المزعومة على شبكة الإنترنت، والمرتبطة بتاريخ انتهاء تقويم حضارة المايا في 21 ديسمبر/كانو الأول 2012، على أن نهاية العالم ستكون نتيجة لاصطدام كويكب كبير بالأرض. وقيل في هذه السنة أيضاً، أن الكويكب (2004 BL86)، والكويكب (2014 YB35)، سيقتربان من الأرض عبر مسارات قد تشكل خطراً عليها، إلا أنهما بالطبع حلقا بشكل منخفض بالقرب من الأرض في شهري يناير/كانون الثاني و مارس/آذار دون أن تُسجل أية حادثة تذكر، وهذا بالطبع ما قالته وكالة ناسا عن حركتهم.

يعلّق تشوداز على هذا بقوله: "أعود وأكرر مرةً أخرى، لا يوجد أي دليل في الوقت الراهن على أن مسار كويكب ما، أو أي جرم سماوي أخر، سيجعله يصطدم بالأرض. وفي الواقع، لا توجد فرصة سانحة أمام أي واحد من هذه الأجسام السماوية المعروفة للاصطدام بكوكبنا خلال القرن القادم".

تقوم وكالة ناسا عبر استخدام تلسكوبات أرضية وفضائية، برصد وتتبع وتمييز الكويكبات والمذنبات التي تمر وتعبر على مسافة تبلغ 30 مليون ميلٍ من الأرض. ويقوم برنامج أرصاد الأجسام القريبة من الأرض والذي يدعى عادة بـ "حارس الفضاء"، باكتشاف هذه الأجسام وتمييز الخواص الفيزيائية لمجموعة جزئية منها، والتنبؤ بمساراتها لتحديد ما إذا كانت ستسبب أي خطر محتمل على كوكبنا الأرض.

وبناء على كل هذه المعلومات يمكن القول أنه إلى الآن، لا يوجد أي تهديد معروف ذي مصداقية حول إمكانية حدوث اصطدام ما. ومن جهة أخرى، سيستمر تساقط النيازك والكويكبات الصغيرة على الأرض بعد احتراقها في الغلاف الجوي، دون أن يُسبب ذلك أي ضرر يذكر.

يستضيف مختبر الدفع النفاث JPL مكتب تحليل مدار الأجسام القريبة من الأرض التابع لبرنامج ناسا حول أرصاد الأجسام القريبة من الأرض، وذلك لمصلحة مديرية المهام العلمية في واشنطن. ومختبر الدفع النفاث هو قسم في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المصطلحات
  • الأيونات أو الشوارد (Ions): الأيون أو الشاردة هو عبارة عن ذرة تم تجريدها من الكترون أو أكثر، مما يُعطيها شحنة موجبة.وتسمى أيوناً موجباً، وقد تكون ذرة اكتسبت الكتروناً أو أكثر فتصبح ذات شحنة سالبة وتسمى أيوناً سالباً

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات