تقوم الحملة الميدانية لانصهار المحيطات في جرينلاند والتابعة لناسا بجمع البيانات لتوضيح دور حرارة مياه المحيطات في زيادة انصهار الأنهار الجليدية وفقدانها.
المصدر: منظمة نورد فورسك NordForsk.
يقوم في هذا الصيف قارب صيد أعيد ترميمه بوضع خرائط قاع البحر حول جرينلاند، كخطوة أولى في برنامج أبحاث يستمر لمدة ست سنوات لتوثيق فقدان الجليد من أكبر جزيرة في العالم. تقوم الحملة الميدانية لانصهار المحيطات في جرينلاند والتابعة لناسا (OMG) بجمع البيانات التي من شأنها أن تساعد العلماء في فهم كيفية مساهمة المحيطات مع الغلاف الجوي في ذوبان الغطاء الجليدي الواسع والتنبؤ بحجم وتوقيت ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عنها.
ويقول جوش ويليس Josh Willis الباحث الرئيسي لمهمة انصهار محيطات جرينلاند وأحد العلماء في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادين في كاليفورنيا: " يقع معظم الغموض الذي يكتنف ارتفاع مستوى سطح البحر مستقبلا في الغطاء الجليدي لجرينلاند". تشغل المسطحات الجليدية مساحة تقدر بـ660,000 ميل مربع (1.7 مليون كيلو متر مربع)، أي ثلاثة أضعاف حجم ولاية تكساس، ويُقدر عمقها بميل واحد في المتوسط، وتحتوي على ما يكفي من المياه لرفع مستويات البحار في العالم حوالي 20 قدماً (6 أمتار) إذا ذابت بشكل كامل. ويضيف ويليس: "السؤال هو ما مدى سرعة ذوبانه؟".
إذا كانت المسطحات الجليدية تنصهر ببساطة من الأعلى إلى الأسفل فإنه بإمكان الباحثين تتبع اختفائها بشكل أكثر سهولة، وتقوم مع ذلك مياه المحيط بإذابة الجليد أيضاً. زادت درجات الحرارة في شمال غرب المحيط الأطلسي بمعدل غير مسبوق خلال 10 إلى 15 عاماً الماضية. حيث عندما تتمكن المياه المالحة الدافئة من الوصول إلى مكان الأنهار الجليدية في جرينلاند، فإنها تساعد في تعجيل انصهارها.
في هذا الجزء من العالم تتواجد المياه الأكثر حرارة في أعماق المحيط، ولكن قد تكون تلك المياه قادرة على الوصول إلى الأخاديد تحت الماء ومن ثم تصل إلى الأنهار الجليدية.
وقال إيان فنتي Ian Fenty الباحث المشارك في مشروع انصهار محيطات جرينلاند من مختبر الدفع النفاث: "نحن لا نعرف مدى عمق كل الأنهار الجليدية والمضائق المائية تقريباً، ولا نعرف أيضاً أين تقطع الأخاديد العميقة طريقها إلى المنحدر القاري". يقوم مشروع انصهار محيطات جرينلاند بإنتاج أول الخرائط عالية الدقة لساحل جرينلاند بالكامل والمنحدر القاري.
تعتبر الخرائط فصل البداية لانطلاق حملة انصهار محيطات جرينلاند، وستأخذ طائرات البحث G-III التابعة لناسا وظيفة جمع البيانات اعتباراً من العام المقبل وحتى عام 2020. ويعلق ويليس على مميزات هذه الطائرات فيقول: "بإمكاننا تطويق الجزيرة بالأرصاد لكل من المحيطات والجليد على حدٍ سواء. لا توجد هناك حقاً أي وسيلة أخرى للقيام بذلك". تتبع طائرات البحث من نوع G-III مركز آرمسترونغ لبحوث الطيران في بالم دايل في كاليفورنيا.
ابتداءً من الربيع المقبل سوف تحمل الطائرة "مقياس تداخل تضاريس سطح الجليد والأنهار الجليدية" التابع لناسا (Glacier and Ice Surface Topography Interferometer)، اختصاراً (GLISTIN)، وسوف تحلق فوق أطراف ومحيط الجزيرة كل عام. سيجري جليستين قياسات دقيقة للغاية للمرتفعات بالإضافة إلى مساحات تغطي أكثر من 90 في المئة من الأنهار الجليدية في سواحل جرينلاند والتي تصل إلى المحيط، وستمكّن هذه العملية الباحثين من تحديد مدى انصهار وتراجع كل نهر جليدي على حدة خلال موسم الانصهار السابق.
في أوائل الخريف عندما يكون جليد البحر عند أدنى مستوياته، ستبحر G-III حول المنحدر القاري لجرينلاند، وستقوم بإنزال حوالي 250 جهاز استشعار مستهلك وذلك لقياس درجة الحرارة والملوحة للمياه حتى عمق يصل إلى 3000 قدم (1000 متر). وستبدأ هذه العملية انطلاقاً من المياه الباردة التي ذابت مؤخراً على السطح وصولاً إلى المياه المالحة والثقيلة الأكثر دفئاً في العمق.
ووفقاً لفنتي، ستعطي هذه القياسات الشاملة للعلماء فرصة حقيقية للإجابة على الأسئلة التي يمكن فقط أن يقوموا بتوقعها (الإجابات) استناداً إلى الأرصاد المحدودة المتوفرة لديهم الآن. ويضيف فنتي: "كان الناس يذهبون إلى جرينلاند، ليقوموا بدراسة بعض الأنهار الجليدية في وقت واحد، ويحاولون إيجاد بعض المنطق للانصهار المعقد ونمط تراجع الأنهار الجليدية المرصود بواسطة الأقمار الصناعية. لكننا لا نستطيع حقاً القيام بذلك الآن، ما لم نتخذ نهجاً بعيد المدى".
تستخدم ناسا وجهة نظر من الفضاء لزيادة فهمنا لكوكبنا، وتحسين حياة الناس وحماية مستقبلنا. تطور الوكالة وسائل جديدة لرصد ودراسة النظم الطبيعية المترابطة للأرض مع سجلات البيانات على المدى الطويل. تشاطر ناسا هذه المعرفة الفريدة بشكل اختياري مع المؤسسات في جميع أنحاء العالم، كما تعمل معها للحصول على رؤى جديدة تسهم في كيفية تغير كوكبنا.
لمزيد من المعلومات حول أنشطة علوم الأرض التابعة لناسا قم بزيارة الرابط التالي