بركان كوليما- المكسيك في ديسمبر/كانون الأول 2015.
التقطت بواسطة: سيرجيو تابيرو SERGIO TAPIRO
لدى سيرجيو تابيرو SERGIO TAPIRO علاقة غرامية مع البراكين، أو لنكن أكثر دقة، مع بركانٍ واحد، فقد أمضى 14 عاماً في صنع الآلاف من الصور لبركان كوليما Colima في الركن الجنوبي الغربي من المكسيك، وكنتيجةٍ لمثابرته طوال هذا الوقت، التقطت صورة العمر في ديسمبر/كانون الأول 2015.
الصورة التي التقطها حفظت لحظةً استثنائيةً لثوران البركان في سحابةٍ من الرماد والحمم البركانية Lava وصواعق البرق، و ينير هذا المشهد سماء مليئة بالنجوم، فتابيرو يجعلنا -من خلال عدسته- نرى كل ما يجعل بركان كوليما جميلاً.
فكما يقول تابيرو: "في كل مرةٍ تأخذ صورةً لأحد البراكين، فإنه يذكرك ببداية هذا العالم".
على ارتفاع أكثر من 12,000 قدم، يقع بركان كوليما، وهو عبارة عن مجموعة من البراكين التي تشمل نيفادو دي كوليما Nevado de Colima في الشمال، فولكن دي كوليما Volcán de Colima في الجنوب، والبركان الخامد الكانترو El Cantaro، وكان "بركان النار volcano of fire" نشطاً بشكلٍ خاصٍ في عام 2015.
كان تابيرو نشطاً في فعل ما يحب، فقد يمل بعض الناس من تصوير الشيء نفسه مراراً وتكراراً، ولكن تابيرو لم يتعب أبداً منه، فكما يقول: "أنا مثل الطفل، كل يوم يدهشني شيء مثل غروب الشمس، والقمر، وهذا البركان".
كبر تابيرو وحب الطبيعة بداخله، وعلم نفسه التصوير الفوتوغرافي في عام 2002، ودمج شغفه لحب الطبيعة بالتصوير عندما قرر بدء توثيق بركان كوليما، والذي يبعد 20 ميلاً من منزله في مدينة كوليما، حيث التقط أول صورة للبركان في يناير/كانون الثاني من ذلك العام، فبحسب قوله: "لم أكن أعرف أن هذا سوف يكون مشروع حياة، أنا فقط قمت بالتقاط الصور!".
و من ثم أصبح ذلك شيء من الهوس، ويقدّر Tamiro أن لديه تقريباً 300000 صورة، ولكنه يقول أن لديه فقط 100 صورة "جيدة"، فهو يزور البركان على مدار السنة، ويصور في أماكن وأوقات مختلفة من اليوم، تُظهر الصور كوليما بكل الحالات المزاجية، وهو أشبه بالتمثال الساكن والهادئ من بعد الظهر، وهو ينفث أعمدةً من الرماد، أو يشتعل بضوء آلاف النجوم الملتقطة بواسطة التعريض الضوئي.
عندما لا يكون في كوليما، فإنه يتعلم المزيد عن كوليما، ويقرأ عن طقسها، والنشاط اليومي بها، وحتى مراحل القمر، فتؤدي كل هذه المعلومات إلى أفضل الصور الممكنة، فكما يقول: "إنه قليلٌ من الحظ وكثيرٌ من التحضير".
أثمر هذا الاهتمام الدقيق بالتفاصيل عن نتائجه في 13 من ديسمبر/كانون الأول، فقبلها ببضعة أيام، لاحظ تابيرو أن الرماد البركاني يتدفق بسرعةٍ أكثر من المعتاد، لذلك قرر أن يراقب البركان عن كثب، فصنع معسكراً على بعد 7 أميال، وانتظر وانتظر وانتظر أكثر، وبعد ثلاثة أيام، وفي حوالي الساعة 11 مساءً في يوم 13 ديسمبر/كانون الأول، لاحظ توهجاً على قمة البركان مشيراً إلى انفجارٍ وشيك، فوضع كاميرا من نوع كانون 6D مع عدسة 70-200 على حاملٍ ثلاثيّ الأرجل موجهاً نحو كوليما مع تعريض مدته 8 ثوانٍ، وباستخدام الملتقط عن بعد، أطلق تقريباً 15 إطاراً، فكان يعرف أن هناك صاعقةٌ برقية، ولكن لم يكن لديه فكرة إن كان باستطاعته التقاطها أم لا.
في اليوم التالي، قام بتحميل الصور على الكمبيوتر المحمول الخاص به، وكان شعور الرهبة يملئه، فصاعقة البرق أضاءت تماماً الرماد والصخور، مكشفةً بذلك عن ثراء تفاصيلها، فكما يقول تابيرو : "عندما فتحت الملف الخاص بالصور، لاحظت أن الصورة كانت أقرب إلى الكمال، كان أمراً لا يصدق".
حصلت الصورة مؤخراً على المركز الثالث في صور الصحافة العالمية - فئة الطبيعة. وبقي تابيرو مفتوناً بالتقدير، ولكنه يفكر دائماً في الصورة التالية، وهكذا عاد في أسرع وقتٍ ممكنٍ للبركان الذي يحبه، وأضاف قائلاً: "إنه مشروعٌ شخصي، إنه ليس مشروعاً للوكالات أو لأكون مشهوراً أو للحصول على المال، فهو لا يزال مشروع حياتي، فعليّ العودة له".