قد لا ترى السياراتُ والشاحناتُ المزودة بأنظمة السائق الإلكتروني المساعد المركبات المتوقفة (المركونة) وقد تؤدي بك إلى الاصطدام بها إذا لم تكن منتبهاً، كما تحذر إحدى شركات التأمين.
أصدر معهد تأمين السلامة على الطرق السريعة تحذيراً في 7 أغسطس/آب 2018 في ورقة بحثية بعنوان "التحقق من الواقع"، وذلك بعد خمسةٍ من الأنظمة المستخدمة من قبل سيارات شركة تسلا Tesla ومرسيدس Mercedes وبي إم دبليو BMW وفولفو Volvo على مضمارٍ خاصٍ وفي الطرق العامة.
بالمختصر، يشير البحث إلى أنه بالرغم من قدرة هذه الأنظمة على إنقاذ حياتك في بعض الحالات، إلا أنها قد تنهار وتفشل لأسباب مختلفة ومتعددة.
يقول ديفيد زوبي David Zuby وهو رئيس قسم الأبحاث في المعهد: "وجدنا حالات حيث تكون المركبة تحت سيطرة نصف ذاتية وقد تفعل أشياء يمكن أن تعرِّضك أنت والركاب للخطر، ولذلك عليك أن تراقب القيادة عن كثب لتجنب حدوث ذلك". من بين أكثر الحالات المسببة للخوف والتي اكتشفها المعهد (والذي مقره في ولاية فيرجينيا Virginia الأمريكية) هي في الأنظمة المستخدمة في سيارتي تيسلا موديل ثري Model 3 وموديل فايف Model 5.
اختبر المعهدُ الأنظمةَ في حالة عدم تشغيل مثبّت السرعة التلاؤمي ولكن مع تشغيل المكابح الأوتوماتيكية.كُبح كلا النظامين عند سرعة 31 ميل بالساعة أوتوماتيكياً وتجنبا حادثاً، ولكنهما تسببا بإطلاق بالونات الأمان.
هذان النظامان هما الوحيدان اللذان فشلا في التوقف في الوقت المحدد خلال الاختبارات التي أجريت ضمن مضمار خاص.ولكن عند تشغيل مثبت السرعة التلاؤمي (والذي يحافظ على مسافة ثابتة بين السيارة والسيارات التي أمامها) فإن نظامي تسلا تمكّنا من استخدام المكابح في وقت أبكر وبسلاسة أكثر وتجنبا الحاجة للبالون، كما تقول الوكالة.
وجد مهندسو المعهد أن جميع السيارات ماعدا تيسلا موديل ثري فشلت بالاستجابة للسيارات المتوقفة (المركونة) أمامها في الطرق العامة.
أظهرت الاختبارات التي أُجريت على أنظمة تيسلا موديل ثري وموديل إس Model S وفايف سيريس 5-Series من بي إم دبليو وإس ناينتي S-90 من فولفو وإي كلاس E-Class من مرسيدس أنها من أفضل الأنظمة المتوفرة في الوقت الحالي ونالت التقييم "متفوق" في تجارب سابقة أجراها المعهد.
رئيس قسم الأبحاث في المعهد ديفيد زوبي David Zuby قال بأن هذه الأنظمة تزيد بالفعل من مستويات الأمان، ولكن أثبتت التجارب أنه لا يمكن الوثوق بها كلياً بعد.
العديد من السيناريوهات الخطيرة المكتشفة من قبل المعهد موجودة في كتيبات تعليمات الاستخدام الخاصة بتلك السيارات، والتي تخبر السائقين بضرورة الانتباه أثناء القيادة، ولكن يقول زوبي أن أغلب السائقين لا يقرؤون الكتيب الخاص بهم، ويضيف أنه على الرغم من أن هذه الأنظمة تحظى بأسماء مثل "السائق الآلي" في تسلا أو "السائق المساعد" في فولفو، إلا أنها ليست مركبات ذاتية القيادة، ويوضح: "ستساعدك هذه الأنظمة ببعض من التوجيه أو التحكم بالسرعة ولكن من الأفضل أن تكون يقظاً لأنها قد تخطئ أحياناً".
فشلت العديد من أنظمة التمركز الممري للسيارات، خصوصاً في المنعطفات أو الهضاب، وأفادت نتائج المعهد أن أنظمة بي إم دبليو وموديل إس وفولفو سارت باتجاه خطوط الطريق (حدود الممرات) وتجاوزتها بشكل متكرر.
حلل المعهد خسائر تأمين تسلا واكتشف أن المكابح الأوتوماتيكية ومضادات الاصطدام الأخرى في نظام موديل إس ساعدت بتقليل الأضرار في ممتلكات السيارة وتخفيف الإصابات الجسدية، ولكن إضافة "السائق الآلي" الذي يتضمن التوجيه الآلي والتغير الممري، ساعد فقط بتخفيض نسبة التصادم.
المعهد، والذي قد طوّر اختبارات في الماضي أجبرت صناع السيارات على تقوية بنى المركبات، صرّح أيضاً أن الحادث الذي وقع في ولاية كاليفورنيا California الأمريكية (حيث أدى اصطدام سيارة تسلا موديل إكس إلى موت رجل) يظهر محدودية هذه التكنولوجيا وإساءة بعض السائقين استخدامها.
أظهرت المجموعة أيضاً أن الحادث الذي سببته سيارة أوبر Uber (سيارة تاكسي) ذاتية القيادة في ولاية أريزونا Arizona الأمريكية والذي أدى إلى وفاة أحد المشاة يظهر مدى خطورة اختبار المركبات ذاتية القيادة في الطرقات العامة. ويضيف زوبي أن المعهد يطور حالياً معايير تقييم لأنظمة السائق المساعد ويعمل على تطوير توصياتٍ لقوانين خاصة بالمركبات ذات أنظمة التحكم الذاتية المتكاملة.