كوكب أسخن من معظم النجوم
اكتشف العلماء حديثاً عالماً يشبه كوكب المشتري، وهو كوكب كيلت-9 بي KELT-9b، إن كتلته أكبر من كتلة المشتري بـ 2.8 مرة، أما كثافته فتبلغ نصف كثافة المشتري، ولأن الكوكب مقيد مدياً بنجمه (كما القمر بالنسبة إلى الأرض) فإن جانباً واحداً من الكوكب يواجه النجم دائماً والجانب الآخر في ظلامٍ دائم، ولا يمكن أن تتشكل جزيئات مثل الماء وثاني أكسيد الكربون والميثان في الجانب المقابل للنجم لأنه يتعرض لمقدار كبير من الأشعة فوق البنفسجية.

إن كوكب كيلت-9 بي أكثر سخونةً من معظم النجوم، إذ تزيد درجة حرارة جانبه المقابل للنجم عن 7800 درجة فهرنهايت (4600 كلفن)، ولكن في الواقع يعد نجمه الأزرق (من نوع A) الذي يسمى كيلت-9 KELT-9 أكثر سخونة، لذلك من المحتمل أنه يفكك الكوكب من خلال تبخيره.
يبلغ عمر النجم كيلت-9 300 مليون سنة فقط، وهو نجمٌ شابٌ على مقياس عمر النجوم، ويفوق حجمه ضعفي حجم الشمس، كما تبلغ حرارته ضعف حرارة الشمس. ونظراً لتعرض الغلاف الجوي للكوكب باستمرار لمستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية، فمن الممكن أيضاً أن ذيلاً من المواد المتبخرة كالمذنبات ينتج عن الكوكب.
تبرز الاكتشافات الأخيرة، التي تتضمن كوكباً حول نجم القنطور الأقرب Proxima Centauri والنظام المدهش المكتشف حديثاً ترابست-1 TRAPPIST-1، مدى تركيز المجتمع الفلكي على العثور على كواكب شبيهة بالأرض حول نجوم صغيرة أبرد كشمسنا، فهي أهدافٌ سهلة ويمكن معرفة الكثير عن هذه الكواكب المحتمل صلاحيتها للسكن والتي تدور حول نجوم ذات كتلة منخفضة بشكل عام. ولكن من ناحية أخرى، وبسبب كون النجم المضيف للكوكب كيلت-9 بي أكبر وأسخن من الشمس، فإن دراسته تكمل تلك الجهود وتوفر وسيلة اختبار لفهم كيفية تشكل أنظمة الكواكب حول النجوم الساخنة العملاقة
سبعة كواكب بحجم الأرض

رُصدت سبعة كواكب بحجم الأرض بواسطة تلسكوب الفضاء سيبتزر التابع لناسا حول نجم قزم صغير وقريب وفائق البرودة، يدعى ترابيست-1 TRAPPIST-1، تقع ثلاثة من هذه الكواكب بشكل مؤكد في المنطقة الصالحة للسكن.
هذا النظام قريب نسبياً من الأرض، حيث يقع على بعد 40 سنة ضوئية (235 تريليون ميل) تقريباً، في كوكبة الدلو. تسمى هذه الكواكب بـ "الكواكب الخارجية" كونها تقع خارج نظامنا الشمسي. يدعى نظام الكواكب الخارجية هذا ترابيست-1، تيمنا بـ "تلسكوب الكواكب العابر والكويكبات الصغيرة" The Transiting Planets and Planetesimals Small Telescope، اختصاراً ترابيست TRAPPIST، الموجود في تشيلي.
عجائب النظام ترابيست-1 السبع، هي أول كواكب بحجم الأرض تُكتشف حول هذا النوع من النجوم.

وبخلاف شمسنا، يصنف النجم ترابيست-1 على أنه قزم فائق البرودة، حيث يسمح للماء السائل بالبقاء على حالته على الكواكب التي تدور في مدارات قريبة منه، وأقرب من المسافة التي يمكن لكواكب المجموعة الشمسية ان تدور بها حول الشمس.
حيث أن مدارات الكواكب السبعة تقع على مسافة من نجمها مقفول مدياً (tidally locked) أقل من تلك التي بين عطارد والشمس. كما ان الكواكب شديدة القرب من بعضها بحيث إذا وقف شخص على سطح أحد هذه الكواكب، فبإمكانه أن يرى خصائص الكواكب المجاورة الجيولوجية وسُحُبها، حتى أنها قد تبدو أكبر من القمر في سماء الأرض.
تحديدُ مدار كوكب ترابيست-1h
حدد علماء الفلك بشكلٍ نهائي مسار ترابيست-1h TRAPPIST-1h الكوكب الأكثر بُعداً عن مركز نظامه الكوكبي ترابيست-1، حيث وجدوا أنّ هذا العالم يحتاج إلى أقل من 19 يوماً أرضياً بقليل ليكمل دورةً كاملةً حول نجمه المُضيف الصغير الخافت.
تشير النتائج الجديدة إلى أنّ كوكب ترابيست-1h أبرد من أن يتمكن من إيواء الحياة كما نعرفها.

يتلقى ترابيست-1h كمية الضوء نفسها من نجمه التي يتلقاها الكوكب القزم سيريس Ceres من الشمس، حيث يُعتبر سيريس أكبر جسمٍ في حزام الكويكبات الرئيس الذي يقع بين المريخ والمشتري. على الأرجح، فإن كوكب ترابيست-1h متجمد ولا يمكنه إيواء حياة كتلك الموجودة على الأرض، وذلك وفقاً لمسؤولين من وكالة ناسا.
كوكب الأرض الفائقة 55 Cancri e
أدت ملاحظات تلسكوب الفضاء سبيتزر التابع لناسا إلى وضع أول خريطة لدرجات حرارة كوكب أرض فائفة (Super earth)، وهو كوكب صخري يبلغ حجمه ضعف حجم الأرض. تظهر هذه الخريطة الاختلاف الكبير بين درجات حرارة جهات هذا الكوكب وتشير إلى أن السبب هو احتمال وجود تدفقات حمم بركانية.

رصد سبيتزر أطوار الكوكب 55 Cancri e التي تشبه أطوار القمر كما يظهر من الأرض، وقد تمكّنا من رصد جميع أطواره وتشمل الأولى والأخيرة والجديدة والكاملة لهذا الكوكب الخارجي، في المقابل ساعدتنا هذه الملاحظات على رسم خريطة للكوكب، الغاية منها هي معرفة المناطق الحارة على هذا الكوكب.
حدّق سبيتزر بالكوكب عبر أشعته تحت الحمراء لمدة 80 ساعة، متابعاً مداره وحركته حول نجمه لمرات عديدة، مكّنت هذه البيانات العلماء من رسم خريطة تغييرات في درجات الحرارة للكوكب كله، وقد دهشوا إذ وجدوا فارق درجات حرارة كبير يقدر بـ 2340 درجة فهرنهايت (1300 كلفن) بين الجانبين.
تصل حرارة الجانب الأسخن إلى نحو 4400 درجة فهرنهايت (2700 كلفن)، أما الجانب الأبرد فتصل إلى 2060 درجة فهرنهايت (1400 كلفن).

كوكب الأرض الفائقة 55 Cancri e قريب نسبياً من الأرض حيث إنّه يبعد عنها مسافة 40 سنة ضوئية فقط، يدور حول نجمه كل 18 ساعة. وبما أنّ هذا الكوكب قريب من النجم، فهو مرتبط بالجاذبية، تماماً كما هو حال القمر والأرض، ما يعني أنّ أحد جوانب الكوكب 55 Cancri e، المشار إليه بالجانب النهاري، يتعرض دوماً لحرارة شديدة صادرة عن النجم في حين يبقى الجانب الليلي مظلماً وشديد البرودة.
Kepler-186f أول كوكب خارج المجموعة الشمسية بحجم الأرض
اكتشاف Kepler-186f وهو أول كوكب خارج المجموعة الشمسية بحجم الأرض ويقع في النطاق الصالح للحياة حول نجمه (habitable zone)، حيث يوجد الماء السائل وبناءَ على ذلك قد توجد الحياة.

يقع الكوكب على بُعد 32.5 مليون ميل (52.4 مليون كم) من نجمه، في حين أن الأرض على بُعد 93 مليون ميل (150 مليون كم) من الشمس، ولنجم Kepler-186f نصف حجم وكتلة الشمس تقريباً، ولذلك هو أقل لمعاناً من الشمس
إذا وقفت على سطح هذا الكوكب سيظهر لك نجمه أكبر بـ 30% مقارنةً بظهور الشمس من على سطح الأرض، ومع ذلك سيحصل كوكب Kepler-186f على كميات أقل بقليل من ضوء نجمه مقارنة مع ما تحصل عليه الأرض من الشمس.
في حين أن في الأرض 365 يوماً في السنة، يستغرق كوكب Kepler-186f نحو 130 يوماً أرضياً للدوران حول نجمه ومن المتوقع أن يكون المدار شبه دائري.
وفي النهاية، إذا أردت أن تحاول الاتصال بالناس على كوكب الأرض، فإنّ الرسالة المُرسلة من كوكب Kepler-186f ستستغرق ما يقرب من 500 سنة لكي تصل إلى كوكب الأرض.