يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
لماذا تكتب عناوين الويب باللغة الإنكليزية!

قد لا يتحدث الجميع اللغة الإنكليزية، ولكن إذا اتصلتَ بشبكة الإنترنت من المحتمل أنك ستعرف الطريق نحو ما تبحث عنه. 

في الأيام الأولى للإنترنت، كانت الطريقة الوحيدة للاتصال بجهاز حاسوبٍ بعيدٍ هي توفير عنوان الآي بي IP الفريد الخاصّ به (وهو عبارةٌ عن سلسلةٍ طويلةٍ من الأرقام مثل 165.254.202.218). ولكن مع ازدياد عدد أجهزة الحاسوب على الشبكة في عام 1983، وضعت جامعة ويسكونسن University of Wisconsin نظام أسماء النطاق (Domain Name System (DNS، الذي يخزن عناوين IP في أسماء نطاقاتٍ أكثر سهولةً للحفظ والتذكر مثل nasainarabic.net.

اخترع العالم البريطاني تيم بيرنرز لي Tim Berners-Lee (والذي يتحدّث باللغة الإنكليزيّة) الشبكة العالمية World Wide Web في عام 1990، ورُبِطَ معها أكثر من مليون جهاز حاسوبٍ بحلول عام 1992، معظمهم في الولايات المتحدة.

 في عام 1994، نشرت منظمة وحدة مهندسيّ الإنترنت (Internet Engineering Task Force (IETF، وهي منظمةٌ معياريةٌ تتألف من ممثلين عن عدّة وكالاتٍ حكوميةٍ أمريكيةٍ، مجموعةً من المعايير لوضع عناوين الويب، والتي أطلق عليها اسم محدِّدات الموارد الموحدة Uniform Resource Locators، أو عناوين يو أر أل URL. وقيّدت IETF عناوين URL بعددٍ قليلٍ من المحارف لجعل عناوين الويب سهلة القراءة والكتابة والتذكر، وهي الأحرف الكبيرة والصغيرة من الأبجدية الإنكليزية (أو اللاتينية) والأرقام من 0 إلى 9 وبعض الرموز الأخرى.

وتستند الأحرف المسموح بها إلى الشيفرة القياسية الأمريكية لتبادل المعلومات American Standard Code for Information Exchange، المعروفة باسم مجموعة محارف الأسكي US-ASCII التي طوِّرت في الولايات المتحدة ونُشرت لأول مرةٍ في عام 1963.

سار كلّ شيءٍ على ما يرام بالنسبة للبلدان الناطقة باللغة الإنكليزية، ولكن اعتبارًا من عام 2009، كان أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت البالغ عددهم 1.6 مليار مستخدمٍ في جميع أنحاء العالم يتحدثون لغةً ذات مجموعة أحرفٍ أخرى غير الأبجدية الإنكليزية (أو اللاتينية).

ولفَهم تجربة استخدام الويب بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، تخيل أنه يجب عليك التنقل في الويب باستخدام اللغة الصينيّة فقط، مع بقاء محتوى مواقعك المفضلة باللغة العربيّة أو الإنكليزيّة، ولكن عنوان الويب لكلّ موقعٍ تستخدمه يتكوّن من أحرف صينيّةٍ غير مألوفةٍ تمامًا وقد لا تكون موجودةً على لوحة المفاتيح الخاصة بك حتى. هكذا هي تجربة استخدام الإنترنت لمستخدمي الويب الذين يقرؤون ويكتبون ليس فقط لغةً أخرى، ولكن أبجديةً مختلفةً تمامًا أو مجموعةً أُخرى من المحارف.

ونظرًا للعدد المتزايد من المستخدمين غير الإنكليزيين (من غير الجنسية الإنكليزية) على الإنترنت، قد لا يكون مفاجئًا إذا لم تبقَ عناوين الإنترنت باللغة الإنكليزية هي المسيطرة، حيث وافقت منظمة إيكان ICANN، وهي منظمةٌ غير ربحيةٍ مقرها الولايات المتحدة مختصّةٌ في تنظيم أسماء النطاقات على الإنترنت، في عام 2009 على استخدام أسماء النطاقات الدولية (Internationalized Domain Names (IDNs، وهذا يعني أن عناوين الويب سوف تكون قادرةً على احتواء الأحرف غير الإنكليزية مثل النصوص الصينية والكورية والعربية أو السرياليّة.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات