الكوكب القزم سيريس: علماء يصفونه بالكوكب غير الناضج

اضطرابات الجاذبية من كوكب المشتري قبل مليارات السنين منعته من أن يصبح كوكباً متكاملاً؛ وانتهى المطاف بالنسبة لسيريس بين الحطام، وبقايا تشكل الكواكب في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري.

رصد تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا أن دوران سيريس يبين تميزه بهيكل مستدير تقريباً؛ فقطر سيريس حول خط الاستواء أوسع من قطره بين القطبين. ويصل قطر سيريس إلى 590 ميل تقريباً (950 كيلومتر) -أي بحجم ولاية تكساس. 


على الرغم من أن سيريس يشكل 25% من كتلة حزام الكويكبات، فإن كوكب بلوتو الصغير لا يزال أضخم منه بـ 14 مرة؛ لكن سيريس لديه  من القواسم المشتركة مع الأرض والمريخ أكثر مما لديه مع  جيرانه الصخريين؛ فهناك دلائل تُشير إلى أن سيريس يحتوي على كميات كبيرة من المياه النقية تحت سطحه، حيث وجد العلماء باستخدام تليسكوب هيرتشيل دليلاً على وجود بخار ماء على سيريس؛ ويُعتقد بأن أعمدة من بخار الماء تنبثق من سطح سيريس في تتابع منتظم عند ارتفاع درجة حرارة سطحه الجليدي بفعل أشعة الشمس أثناء دورانه حولها؛ ويثبت هذا أن سيريس يمتلك سطحاً جليدياً وغلافاً جوياً أيضاً.
 

يُقدر علماء الفلك أنه إذا كان سيريس يتألف من 25٪ من الماء، فيمكن أن يحتوي على كمية من المياه العذبة أكثر من تلك الموجودة فوق كوكب الأرض. ومياه سيريس، على النقيض من مياه الأرض، تُوجد على شكل مياه جليدية في طبقة الستار، التي تُحيط بنواة الكوكب الصلبة. 


تمتلك الأجسام شبه المستديرة تركيب داخلي متباين مثل سيريس، حيث تتكون من مواد أكثر كثافة في اللب وأقل كثافة بالقرب من السطح. وجميع الكواكب الصخرية - بما في ذلك الأرض- لها تركيب داخلي متباين؛ وهذا ما يُميز سيريس عن جيرانه من الكويكبات. مثَّلَ اكتشاف الكوكب القزم سيريس الجرم الأول المكتشف في حزام الكويكبات؛ وذلك عندما رصده الفلكي الصقلي جيوسب بيازي (Giuseppe Piazzi) عام 1801 أثناء بحثه عن كواكب مشتبه بها في الفجوة الكبيرة الموجودة بين مداري المريخ والمشتري. 


عُثر على المزيد من هذه الأجرام في نفس المنطقة، وأصبحت تُعرف باسم الكويكبات أو الكواكب الثانوية. في البداية، تم اعتبار سيريس كوكباً، وفيما بعد اُعتبر كويكباً؛ ومن ثمَّ اُعتبر كوكباً قزماً عام 2006  جنبا إلى جنب مع بلوتو وايريس لامتلاكه لخواص شبيهة بخواص الكواكب.

كيف حصل سيريس على اسمه؟ 


سُمي سيريس بهذا الاسم تيمناً بإله الذرة، والحصاد الروماني. 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات